-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ماذا كان سيكون لولا أن فعلنا ما كان؟

عمار يزلي
  • 1449
  • 1
ماذا كان سيكون لولا أن فعلنا ما كان؟
أرشيف

الظرف التي تمر به البلاد، غير مسبوق تماما كما هو غير مسبوق الظرف الذي تمر به أغلب دول العالم وهذا منذ الحرب العالمية الثانية. ولأن الجزائر جزءٌ من هذا العالم، له خصوصياته كما لكل بلد خصوصية، فإن خاصيتنا هي أننا نجحنا بعناية الله وتبصُّر المتبصِّرين في قيادة الجيش الوطني الشعبي وكثير من المخلصين الوطنيين من سياسيين ومواطنين وعوا مسبقا بالظروف التي كنا نمر بها منذ إسقاط العهدة الخامسة ودخولنا في حراك مستمر إلى اليوم قد تجاوز السنة من عمره. وعي مسبق بمخاطر محدقة بالبلد، نجحنا في تنظيم انتخابات رئاسية شرعية رغم ما شابها من عور، لكن انتخاب رئيس للجمهورية عبر المسار الدستوري جنَّب الجزائر ويلاتٍ كبيرة كنا سنراها بأم العين.

لنتصور هذا السيناريو الذي كان سيحصل بحسب دعاة “الفوضى الديمقراطية” وخيار تجربة “المسار غير الدستوري”، أو رفض الانتخابات وتأجيلها.. لنتصوَّر الآن البلد بدون رئيس للجمهورية، ماذا كان سيكون عليه الوضع اليوم، بعد دخول جائحة كورونا وهبوط أسعار النفط إلى الحضيض على الخط؟.. هل بإمكاننا اليوم أن نعي حجم المخاطر التي كانت تتربص بنا، وما تزال؟

لقد كنا على عتبة من انهيار الدولة أمام كل الأخطار التي كانت تتربص بنا في الداخل والخارج: بؤر خطر وألغام على كل الحدود مع دول الجوار، اقتصاد على حافة الانهيار، صراع داخلي بين التيارات، دولة عميقة تعمل على تعميق التناقضات بين الجزائريين لإيصالهم إلى التناحر والعودة إلى المنطلق الصفري، الدفع ببعض الجهات والقوى إلى توريط الجيش لكي يتدخل لفرض حالة طوارئ، الشيء الذي رفضه الجيش الوطني الشعبي واختار الاصطفافَ مع الشعب ومرر المخطط بدون تهريج ولا كلام زائد، لأن المؤسسة كانت تعلم وتدرك المخاطر وتملك كل المعلومات والأدلة والوثائق، لكن لا يسعها أن تعطي كل التفاصيل وتوزع الخوف والرعب، بل عملت في صمت رغم اضطرارها للتواصل الأسبوعي مع الشعب عبر مخاطبة القيادة لقوات الجيش.. فهي مؤسسة صامتة بحكم المهنة، تعمل في صمت، ولولا الظرف لما كان للراحل قايد صالح أن يخرج كل أسبوع ليُطمئن الشعب بطريقة غير مباشرة ذكية دستورية احتراما للدستور ولموقعه كنائب لوزير دفاعٍ غير موجود وكقائد للأركان. لقد كنا بحاجة إلى إعلام واتصال وفهم ما يحدث وقد لعبت المؤسسة هذا الدور جيدا، بدليل أننا اليوم ندين لها وللراحل قايد صالح بأن أوصلت البلاد إلى عتبة الأمان، ثم رحل القائد بأمان. ولولا هذه النتيجة لكنَّا اليوم، إضافة إلى كل ما كان يتربَّص بنا من تهديدات ومخاطر ومؤامرات، لكان قد أضيف إليها هم انهيار سعر النفط وأزمة كورونا التي هي أزمة اقتصادية أكثر منها أزمة صحة عامة. النتائج التي ستسفر عنها هذه الجائحة، ستُظهر لنا كم كان دورُها خطيرا في هدم الاقتصاد العالمي أو جزء كبير منه لصالح قوى تتربح على ظهر الأزمة.

لنتصوّر حجم الكارثة التي كنا سنسقط فيها لو لم نتبع المسار الدستوري ونسارع بانتخاب رئيس للجمهورية، من أجل إعادة بناء دولة على قواعد وأسس جديدة، ما كان أن يحدث ذلك من دون رئيس منتخَب شعبيا ويحظى بشرعية الصندوق.

الإكراهات الإضافية التي أضيفت إلى حمولة كواهلنا ونحن نبني الدولة الجديدة سترغمنا على أن نتحد مهما اختلفنا لتمرير هذه الصعاب.. لأن القضية لم تعد محلية، بل قضية مستقبل عالم بأسره.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • دونكيشوت

    دائما نعيش في وسط الأزمات .وعندما نتجاوز أزمة الكورونا سنجد أمامنا وجها لوجه يأجوج ومأجوج وهم من كل حدبا ينسلون لاينفع معهم لا دواء ولا لقاح وبعدها سينفخ إسرافيل في البوق .الحل الوحيد والاوحدهو الرجوع الى الله .