-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ماذا يفعل قاسم سليماني في بغداد؟

ماذا يفعل قاسم سليماني في بغداد؟
أرشيف

هل حقا أزاح رجل الدين مقتدى الصدر مرشحي إيران من مركز القرار السياسي في العراق، بفوزه في المركز الأول في الانتخابات البرلمانية، وهيأ المشهد لاستعادة سيادة البلاد باعتبارها المعيار الأساس في تشكيل حكومة لا تخضع لنفوذ “ولاية الفقيه”؟
أم أزاح قوى المجتمع المدني، وأسقط مشروعها الوطني؟
هو فعلا ألحق الهزيمة بالرموز الإيرانية المتنفذة في العراق، وحصد ثمار شعاراته المعادية للنفوذ الإيراني والأمريكي معا، بالتحالف مع قوى مدنية طالما دعت إلى إخراج العراق من تحت العباءة الإيرانية، مجسِّدة إرادة الشعب العراقي، بكل طوائفه ومذاهبه وقومياته، في التحرُّر من التبعية الإقليمية الطائفية.
لكن إعلان فوز ائتلاف “سائرون” الذي يقوده الصدر بأعلى عدد مقاعد البرلمان، على حساب خصومه الموالين لإيران، لن يؤهِّله لتشكيل حكومة، تشترط موافقة الأغلبية البرلمانية.
طهران أرسلت من يُعرف بـ”قائدها العسكري الإقليمي” الجنرال قاسم سليماني الذي يقيم في بغداد الآن، لتشكيل كتلة برلمانية، من تحالفات الولاء لـ”ولاية الفقيه” تضمن الأغلبية المؤهَّلة لتشكيل الحكومة المقبلة، التي تحافظ على النفوذ الإيراني في مراكز القرار السياسي .
إيران رفضت من قبل بدء الانتخابات صعودَ قوى مدنية أو علمانية لا تتماشى مع مصالحها وترفض نفوذها في العراق، معتبرة ذلك بمثابة “خط أحمر”.
الضغط الإيراني الذي تمارسه الآن في بغداد، يحاصر مقتدى الصدر الذي يقود تحالفه قوى وطنية ترفض طهران وصولها إلى مقاليد السلطة واحتلال المناصب الوزارية العليا.
إزاء هذا الواقع المعيش حقا، تقلصت خيارات تحالف “سائرون” في تشكيل حكومة لا ولاء فيها إلا للعراق، لكنها لن تقلص المكانة المؤثرة لمقتدى الصدر في المشهد السياسي المقبل، سياسيا ودينيا.
إزاحة تحالف “سائرون” بإرادةٍ إيرانية برغم فوزه في الانتخابات التشريعية، هي في الحقيقة إزاحة للقوى المدنية، التي تقود حراك الشارع العراقي منذ سنوات، ضد الفساد والتبعية إلى إيران.
لقد وضع تحالف “سائرون” في برامجه الانتخابية التحرُّر من النفوذ الإيراني في العراق، ومحاسبة رموز الفساد في الحكومات المتعاقبة، وإلغاء الميليشيات الطائفية الموالية لإيران.
وهذا يعني أن فوز “سائرون” لا يعني فوزا مطلقا لمقتدى الصدر، هو انتصارٌ للحراك المدني، وتزكية لقواه الرافضة لمساوئ السلطة، الفاقدة لسيادتها، والمتقهقرة أمام هيمنة وعبث الميليشيات المسلحة، التي تتمسك إيران ببقائها وتعمل على توسيع نفوذها.
ووفقا لأي اتجاه ستسير عليه الأمور، فإن الرأي العام العراقي لا ينسى أن الصدر قد جاء أصلا من رحم “ولاية الفقيه” وعاش في كنفه، وتتلمذ على يديه، ولن يخرج عن طوعه، وهو يمتصُّ غضب الشارع العراقي، ويتلاعب بإرادته، عبر إقصاء قواه المدنية التي ستدرك متأخرا خطأ تحالفها الذي جدَّد العهد مع النفوذ الإيراني، في لعبةٍ ديمقراطية كان العراق فيها الخاسر الأكبر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • م ح الجزائر

    ولماذا لم تسألوا أيضاَ ماذا تفعل أمريكا في العراق وسوريا واليمن وليبيا؟ أليست ايران دولة مثل الدول؟ لماذا يحق لأمريكا أن تفعل ما تريد لتحقيق مصالحها ولا يحق الشيئ نفسه لإيران طالما بلاد العربان اصبحت مستباحة؟

  • Waleed hana

    تحول نظام الملالي في طهران إلى قوة احتلال تحت شعارات كاذبة، تدعو المؤمنين بهوية وطنهم .. أن يقاوموا هذا الدجل الطائفي المثير للفتن والخراب والدمار، الذي منح إسرائيل قوة لم تحلم بها في بث الفوضى بالوطن العربي.

  • عبد الله بن أحمد

    وماذا تفعل أنت في الجزائر؟
    الموساد لم ييأس...

  • مشرك الفم

    اخراج العراق من حكم الملالي و رميه في احضان السعودية و الارهاب و ابو مصعب الزرقاوي و المفخخات ......

  • علي بن عبد القادر

    لأن تفكيرناصبياني وبسيط جدا حافظنا على مرتبتنا المتأخرة المتراجعة بين الامم ،(بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى) . الكل أ عني الكل تجره مصالحه الا الأغبياء . والمصالح لا أقصد بها الضييقة التي هي سبب بليتنا و انما الواسعة . و لنا عبرة في الامم حولنا ، و نحن منذ الازل (غساسنا أو مناذرة ) و لا نزال كذلك. فالفرس أوفياء لأمتهم الصغيرة و هم جزء من أمتنا الإسلامية ،لهم ما لنا وعليهم ما علينا ،لكن ماذا يجمعنا بالغرب عموما ،و امريكا و اسرائيل خصوصا ،اليس إستغبائنا فقط لننحر بعضنا بعضا و يضحكون و يستغنون ،الا بعدا لفكرة المناذرة والغساسنة معا.(امريكا ، ايران).

  • جزائري

    قاسم سليماني ليس إلا واحدا من آلاف الأجانب المتدخلين بالعراق على رأسهم امريكا و ا السعودية وإسرائيل. هل تبقى إيران متفرجة على إعداىها قرب حدودها في عالم الذئاب

  • عبد المالك - الجزائر العميقة

    كل ولاء شيعة العراق (للسيستامي) أقصد السيستاني وهو بدوره متعصب لإيران والصدر وخالد لعبيدي قائد الحشد الشعبي الذي يشبه تحاف سائرون إلا الإسم والبذلات ، أما حزب الله فقد فاز بالأغلبية في لبنان فالسيطرة الإيرانية الآن في اليمن و سوريا و العراق ولبنان أما الخليج فهي تسيطر على الساحل الشرقي للسعودية ونصف الكويت وثلثي البحرين وتسيطر على كامل إقتصاد الإمارات، والمعروف عند الملالي أن الحرس الثوري (المخابرات )هو من يتولى المفاوضات خارج الحدود في كل المجالات مما يعني أن هذه الأخير ة هي من تدير المصانع والمشاريع وقد صدق من قال: توغل إيران خارج أراضيها بمثابة دبيب النمل لا يشعر به أحد حتى وإن إشتهد .