-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ماذا يفعل وزير الفلاحة في أمريكا؟!

قادة بن عمار
  • 2701
  • 5
ماذا يفعل وزير الفلاحة في أمريكا؟!
أرشيف
عبد القادر بوعزقي

توقيتٌ سيّئ جدّا ذلك الذي اختاره وزير الفلاحة عبد القادر بوعزقي من أجل زيارة الولايات المتحدة الأمريكية، فالرجل قرر أن يزور نيويورك وواشنطن وكاليفورنيا، ولمدة 3 أيام كاملة، في الوقت الذي يعاني فيه مئات الموّالين والفلاحين ضياع ماشيتهم عبر 15 ولاية، نتيجة انتشار طاعون الحمى القلاعية ووباء المجترَّات الصغيرة!
بوعزقي الذي هلّل له البعض بسبب صورة أظهرته جالسا على الأرض وهو يستمع إلى الموّالين في ولاية الجلفة، باهتمام شديد، مبديا أسفه على ما عانوه من خسائر، مطمئنا إياهم بوقوف الدولة إلى جانبهم، قرر أن يأخذ طائرته ليسافر رفقة رجال الأعمال وفي مقدمتهم علي حداد للاستماع إلى الخبراء الأمريكيين في مجال تربية الحيوانات!
ليس غريبا أن يسافر أيّ مسؤول إلى أمريكا أو غيرها، فهذا عمله واختصاصه، لكن التوقيت مهمٌّ جدا، كما أن طبيعة المرافقين للوزير بوعزقي تطرح أكثر من تساؤل: لماذا يسافر معه رجالُ الأعمال وليس الخبراء والمختصون في مجال تربية الحيوانات والزراعة؟! ألم يقم الأمريكيون بإرسال وفد كامل من الخبراء قبل فترة، لنقل التربة الجزائرية في ولاية البيَّض لدراستها ومقارنتها بتربة كاليفورنيا من أجل إقامة مشاريع هنا؟! لا بل إن عدد الشركات الأمريكية التي زارت الجزائر وعقدت اتفاقيات، لا يعدّ ولا يُحصى ومن مجالات مختلفة، سواء في صناعة الجرارات الفلاحية أم إنتاج الحليب وصولا إلى الحبوب والأعلاف وحتى دراسة جينات الأبقار الحلوب، الأمر الذي لا نعثر عليه في الوفد الرسمي الجزائري؟!
ثم: هل نحتاج فعلا إلى الأمريكيين من أجل زراعة البطاطا وإنتاج الحليب في بلادنا؟ ولماذا لم نساعد آلاف الفلاحين الذين قاموا بتصدير تلك السلع خارج الجزائر، بمبادرات شخصية وبإرادة فولاذية، برغم تحريف إعانات الدولة وتوجيهها نحو من لا يستحقون؟!
كيف لوزير الفلاحة أن يسافر إلى أمريكا لمدة ثلاثة أيام في الوقت الذي توجد فيه أجهزة الرقابة على مستوى وزارته (مثل وزارتي التجارة والصحة أيضا) في قفص الاتهام، فما يطالعه الجزائريون يوميا من أخبار المواد الغذائية المسرطنة بات متكررا بشكل كبير ويهدد صحة المواطنين بطريقة غير مسبوقة؟!
وبالعودة إلى انتشار وباء المجترّات الصغيرة، أين هي اللقاحات التي وعد بها وزير الفلاحة قبل أسابيع؟ لماذا لم تصل حتى الآن برغم عقد صفقة بالتراضي مع أحد المنتجين؟ ثم أليس لسوء تقدير الجهات الوصية وفي مقدمتها وزارة الفلاحة لخطورة الوباء وحجم انتشاره دورٌ في تضاعف الخسائر ووصول المرض إلى 15 ولاية وربما أكثر؟
أيّ استقلالية يتحدث عنها المسؤولون وفي مقدمتهم وزير الفلاحة؟ وأيّ اكتفاء غذائي يفتخرون بتحقيقه في ظلّ الاستنجاد بالروس والفرنسيين وبالأمريكيين لتلبية احتياجاتنا في الغذاء وغير الغذاء؟ وحتى عندما أردنا خلق منطقة فلاحية مهمّة في جنوب البلاد قررنا تسميتها “كاليفورنيا الصحراء”، وفي النهاية، نخشى أن نضيِّع ولاية البيّض ولا نصل مستوى كاليفورنيا!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • daroui

    يا سي قادة :التربة لم تذهب للمقارنة ؛بل للدراسة لان التربة في بعض المناطق الجزائرية تربة نادرة؛وتستعمل بعد تصفيتها لاستخراج المكونات المعدنية لصناعة الميكروبسيسورات الباهضة الثمن؛وكليفورنيا من المناطق المشابهة للجزائر مع العلم ان تربتها نادرة لكن دون مستوى التربة الجزائرية

  • coco

    يا سي قادة :التربة لم تذهب للمقارنة ؛بل للدراسة لان التربة في بعض المناطق الجزائرية تربة نادرة؛وتستعمل بعد تصفيتها لاستخراج المكونات المعدنية لصناعة الميكروبسيسورات الباهضة الثمن؛وكليفورنيا من المناطق المشابهة للجزائر مع العلم ان تربتها نادرة لكن دون مستوى التربة الجزائرية

  • rarar

    يا سي قادة :التربة لم تذهب للمقارنة ؛بل للدراسة لان التربة في بعض المناطق الجزائرية تربة نادرة؛وتستعمل بعد تصفيتها لاستخراج المكونات المعدنية لصناعة الميكروبسيسورات الباهضة الثمن؛وكليفورنيا من المناطق المشابهة للجزائر مع العلم ان تربتها نادرة لكن دون مستوى التربة الجزائرية

  • عبد النور

    أسوء فلاحة هي فلاحة أمريكا ، مشاهدة وثائقيات مثل "Food.inc" و "GMO Omg" تعطيك ألف دليل، التعديل الوراثي والمعدلات الجينية OGM التي تسبب السرطانات والأفات الذهنية على المدى الطويل، المواد الكيميائية والهرمونات والمبيدات المسرطنة الخ، العالم يهرب منها ونحن نهرول إليها.
    قطاع المواشي أصابته دعوة المظلومين الذين تكلفوا شراء آضاحي كانت مسمنة بالهرمونات والأستروجين وموانع الحمل ومواد كيميائية آخرى وكلها تضر بالخصوبة لدى الرجال والنساء وتسبب أمراض..وأدى ذلك إلى إزرقاق الأضحية وفسادها.
    وسواء كان العقاب من الله مباشرة، أو عبر من نشر المرض ليبيع اللقاح فالأمر نفسه.
    نحن ضحية شركات الدواء والغذاء.

  • صوفي أشعري

    أترك الرجل يقوم بعمله ولا تتكلم عن أمور هي أكبر منك. من أنت كي تنتقد سيادة الوزير؟ ألا ترى أن كلامك يعد كلاما في سيدي الرئيس-أطال الله في عمره-الذي عين هذا الوزير؟

    أحشم شوي على روحك.