-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مارك هيل يصفع مُهرْولي الخليج!

حسين لقرع
  • 1724
  • 7
مارك هيل يصفع مُهرْولي الخليج!

بعد أيام قليلة من شروع البرلمان الإيرلندي في إجراءات التصديق على مقترح قانونيٍّ يقاطع منتَجات المستوطنات، ألقى المحللُ السياسي الأمريكي مارك لامونت هيل كلمة في الأمم المتحدة دعا فيها إلى “تحرير فلسطين من النهر إلى البحر”، وإلى مقاطعة الاحتلال وسحب الاستثمارات الدولية منه وفرض العقوبات عليه!
وكلّف هذا الموقفُ القويّ، مارك هيل خسارة منصبه في “سي أن أن”، وهو أمرٌ منتظر في بلدٍ عوّدنا على الانحياز المطلق إلى الاحتلال الصهيوني وتبني جميع أطروحاته العنصرية في فلسطين، كما شنّ اللوبيُّ اليهودي بأمريكا حملة ضارية عليه، اتهمه خلالها بـ”معاداة السامية” و”الدعوة إلى تدمير إسرائيل وقتل اليهود”، وغيرها من التهم الجاهزة التي عوّدنا اليهودُ على إطلاقها على كل من ينتقد جرائم الاحتلال في فلسطين وينصر أهلها المضطهَدين المحاصَرين.
كان يمكن لمارك هيل أن يصمت عن قول الحقّ للحفاظ على منصبه ومكاسبه، لاسيما أنه غير عربي وغير مسلم، وليس ملزَما بمعارضة جرائم الاحتلال ولا تأييد الحق الفلسطيني، ولكنه لم يستطع مواصلة الصمت على استمرار الاحتلال في خطواته الرامية إلى ابتلاع فلسطين كلها، والاستئثار بالقدس، وإرغام أصحاب الأرض على القبول بالحكم الذاتي في الضفة ودويلةٍ هزيلة في غزة وجزءٍ من سيناء في إطار “صفقة القرن” المشؤومة، أو “السلام الإقليمي” المزعوم الذي يروّج له المطبِّعون بلا حياء، فقالها مارك مدوّية وهو يعرف أن الثمن سيكون منصبه وربما مستقبله: أرض فلسطين تمتدّ من النهر إلى البحر وليس للاحتلال فيها أيّ حق ويجب أن تتحرر كلها!
في مستهلّ أفريل الماضي، صدم وليُّ العهد السعودي محمد بن سلمان 1.7 مليار مسلم حينما قال لمجلةٍ أمريكية: “إن لليهود الحقّ في أن يعيشوا بسلامٍ على أرض أجدادهم؟!”، ليُضفي بذلك شرعية مزيّفة على الاحتلال ويطعن الفلسطينيين في الظهر، مع أن الاعتراف بهذا “الحق” المزعوم سيشجّع الصهاينة على المطالبة أيضاً بـ”حقهم” في خيبر ويثرب بالحجاز، وفي مناطق عربية عديدة استوطنوها في فتراتٍ معيَّنة من التاريخ، وكان ذلك بمثابة ضوءٍ أخضر للذباب الإلكتروني السعودي والخليجي الذي شنّ حملة قذرةً حقيرة لم يتوانَ فيها عن شيْطَنة المقاومة الفلسطينية التي “تنازعُ اليهودَ حقَّهم التاريخي بفلسطين”، حتى خُيّل إلينا أنّ من يتحدّث هم الصهاينة المحتلون وليس صهاينة العرب!
دعوة مارك هيل إلى “تحرير فلسطين من النهر إلى البحر” هي جرعة معنوية للفلسطينيين الذين يقاومون الاحتلال بالمظاهرات والبالونات الحدرقة والدهس بالسيارات والتشبّث بالأرض… وهي أيضاً صفعة قويّة إلى مهرْوِلي الخليج الذين لم يعودوا يخجلون من إخراج لقاءاتهم بالصهاينة من السرّ إلى العلن واستقبال قادتهم الذين تلطخت أيديهم بدماء أطفال غزة، وكذا وزرائِهم ووفودِهم الرياضية في عواصمهم، والسماح لفاجرات الاحتلال بتدنيس مساجدهم…
في أمريكا، يضحّي الشرفاء بمناصبهم من أجل كلمة الحق ويعرّضون أنفسهم لحملاتٍ حاقدة قد تقضي على مستقبلهم، وفي الخليج يدخل المهرولون في “منافسة” مخزية شعارها: أيُّهم يكون أسبقَ إلى بيع فلسطين والتطبيع مع الاحتلال والإلقاءِ بالمودّة إلى اليهود حتى يُرضي أمريكا ويحافظ على عرشه وريوعه، ويساندهم في ذلك الذبابُ الإلكتروني بحملات عفنة متصَهْينة ضد الفلسطينيين، ويسكت علماءُ البلاط عن قول كلمة حق واحدة إيثارًا للسلامة!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • جزائري حر

    اغلب سكان البلدان التي تسمى عربية من أصل عبري كما فقي بقية دول العالم وبالرغم من دلك مازالت العجوزة تشتكي الحقرة .

  • عبد النور

    من قبل أيضا "سانثيا ماكيني" النائبة في الكونغرس والمرشحة للرئاسيات دفعت ثمن دعمها لفلسطين ، وكشفها لألاعيب اللوبي الصهيوني، لكن أي لوبي .اليوم أمريكا يملكها الصهيانة بالكامل تقريبا ، الإعلام ، البنوك ، شركات السلاح والنفط والدواء الكبرى ، المناصب الحساسة في السياسة، البنك المركزي (الإحتياطي الفيدرالي) ، المحكمة العليا .. وول ستريت ، الخ الخ.
    وهناك أكثر من سانثيا ومارك هيل ، لكن للأسف شعوبنا ومثقفينا نائمون في سبات عميق لايتصلون بأحد ولايدعمون أصدقائنا.
    بنو إسرائيل لم يعيشوا بفلسطين سوى فترة قصيرة جدا واليوم 90 بالمئة من يهود العالم ليسوا منهم، بل هم من الخزر، إعتنقوا اليهودية عام 740م.

  • عبدالصمد

    كما قال النبي الأكرم صلى الله عليه و سلم ''لا فرق بين عربي و لا أعجمي و لا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى ) '' إذن لماذا يحاول البعض هداهم الله النفخ في نار الفتن ألا يكفي ما يحصل للمسلمين من فتن و نزاعات هذا شيعي هذا سني هذا إزيدي.. هذا كردي هذا تركي هذا أمازيغي هذا عربي إلى آخر القائمة!،لقد نهانا الله عن العزة بالنفس و الجاه و العرق و المال إلخ..

  • abedessamaddahou@gmail.com

    تتمة. فالمسلم يدعو إلى الصلح و السلام و المحبة بين الناس و لا يكون معولا للهدم و الفساد و الفتنة..و السلام على من إتبع الهدى..

  • abedessamaddahou@gmail.com

    تتمة التعليق.. هذا كردي هذا تركي هذا أمازيغي هذا عربي إلى آخر القائمة!،لقد نهانا الله عن العزة بالنفس و الجاه و العرق و المال إلخ.. قال سبحانه :('' يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) '').. و نهانا أن نتكبر عن بعضنا البعض و ضرب لنا مثل إبليس حين تكبر على آدم ('' وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) '') فالمسلم يدعو إلى الصلح و السلام

  • abedessamaddahou@gmail.com

    السلام عليكم..أيها الأخ الكريم الشاوي يبدو لي أن النزعة البربرية قد أخذت منك كل مأخذ و هذا أمر خطير،لأنه مهما يكون فإذا كان من العرب خونة و مرتزقة و صهاينة أكثر من أصحاب الشأن نفسه،كذلك يوجد في غيرهم هذه العيوب،و كما يوجد رجال في الأمازيغ يوجد مثلهم في أي عرق،و هذا خلق الله و (''.. كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38)'') و قول النبي الأكرم صلى الله عليه و سلم ''لا فرق بين عربي و لا أعجمي و لا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى ) '' إذن لماذا يحاول البعض هداهم الله النفخ في نار الفتن ألا يكفي ما يحصل للمسلمين من فتن و نزاعات هذا شيعي هذا سني هذا إزيدي هذا ك

  • شاوي

    توضيح
    القصد بكلمة *الخليجيين* في هذا المقال هو *العرب *
    ياترى لماذا تحاشى الكاتب تسمية الأشياء بمسمياتها ؟
    ملاحظة نفس الكاتب كل مقالاته يصف البدان الأمازيغية ــ بالمغرب العربي ـ
    حللوا وناقشوا