-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ماكرون في أزمة!

ماكرون في أزمة!
أرشيف

“أعتقد أنَّ المسلمين يعطوننا درسا.. فهم محقون في هذا الاتجاه، درس في التصدي للمادية.. إنهم أشخاصٌ لديهم روحانية، ولديهم أخلاقياتٌ، ولديهم التزام أخلاقي، لديهم قيمٌ يعتقدون أنه علينا أن نخجل نحن من إرسال كبار السن لدينا إلى دور المسنين”.. هذا الكلام في حق المسلمين لم يصدر عن داعية أو مفكر مسلم، بل صدر عن الفيلسوف الفرنسي “Michel Onfray” في معرض ردّه على الهجمة الشّرسة التي يتعرّض لها الإسلام والمسلمون في فرنسا بقيادة الشّاب المندفع إيمانويل ماكرون الذي ورّط بلده في أزمة مع العالم الإسلامي لأجل رسومات وقحة تستهدف الرّسول الكريم صلى الله عليه وسلم، دأبت إحدى النّشريات الفرنسية التّافهة على نشرها منذ سنوات.

فرنسا تعيش منذ عقود أزمة أخلاق وقيم، جعلت منها البلد الأول في العالم من حيث نسبة اللقطاء في المجتمع، أي الأبناء الذين يولدون خارج إطار الزواج، دون الحديث عن تمكين الشواذ من “حق الزواج” وتكوين عائلة بشكل يتعارض مع قوانين الطبيعة السارية على كل المخلوقات بما فيها الحيوانات، ومن الطّبيعي أن تسقط فرنسا في مستنقع الإساءة لكل ما يرمز للقيم والأخلاق والمقدسات والدين وترى في ذلك “حرية تعبير”، وهو بالذات ما فعله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون!

ومن الواضح أنّ الرّئيس الفرنسي لم يكن يتوقّع ردّة الفعل القوية من الشعوب العربية والإسلامية، بل ومن الحكومات التي أدانت الوقاحة الرّسمية الفرنسية، وفُتح الباب واسعا أمام مقاطعة المنتجات الفرنسية ما شكل ضربة قوية للاقتصاد الفرنسي، ويتضح ذلك من خلال المؤشرات الأولية في بورصة الأوراق المالية الفرنسية التي سجلت انخفاض قيمة الأسهم لكثير من الشركات الفرنسية.

هذه التطورات دفعت بوزارة الخارجية الفرنسية إلى إصدار بيان دعت حكومات الدول المعنية إلى وقف الدعوات لمقاطعة السلع الفرنسية والتظاهر، وقالت إنها تصدر من “أقلية راديكالية”، ومن الغرائب أن هذا النداء الذي يكاد يكون نوعا من الاستجداء يتزامن مع تصريح آخر لماكرون يقول فيه “لا شيء يجعلنا نتراجع أبدًا”، ما دفع إلى تأجيج الغضب في العالم الإسلامي إلى درجة أن مؤسسات حكومية في العديد من الدول انضمت إلى حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية.

وبالنسبة للجزائر فهي فرصة ثمينة للتخلص من التبعية الاقتصادية لفرنسا، وإذا نجحت المقاطعة عندنا فستكون ضربة قويّة للاقتصاد الفرنسي، لأن الجزائر لازالت تمثل سوقا كبيرة للشركات الفرنسية، أما إذا تطوّر الأمر وقرر الجزائريون التخلّص من التّبعية الثّقافية واللّغوية للبلد الذي استعمرنا ونهب ثرواتنا وتسبَّب في التخلف الذي نعيشه، حينها يمكن القول إن أهداف الثورة المجيدة قد تحققت.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • Karim

    أنا لا أقول مقاطة السلع الفرنسية بل أسهل من هذا و هو إزالة اللافتات المكتوبة بالفرنسية على واجهة المحلات التجارية.

  • نحن هنا

    ماكروا يرتكزعلى الانظمة وليس على الشعوب فهويعي جيد أن الشعوب العربية والاسلامية ليس لها من الامر شيءولذك فهومستمر في عدوانه واحتقاره لها مادامت الانظمة الخائنة تطلب وده في السر والعلن

  • جزائري.

    يعطيك الصحة على المقال وأتمنى زيادة الكتابة في مقاطعة فرنسا على كل الأصعدة.. فبمقاطعة غاندي والهنود للسلع الانخليزية وضع حجر الأساس لإستقلال الهند.....المقاطعة ثم المقاطعة حتى نقضي على التبعية المقيتة لفرنسا العجوز وإسقاط شرذمتها المنتشرة بيننا كالسرطان.

  • ديار الغربة

    كفيت و وفيت بارك الله فيك!!!

  • larbi

    هذه التطورات دفعت بوزارة الخارجية الفرنسية إلى إصدار بيان دعت حكومات الدول المعنية إلى وقف الدعوات لمقاطعة السلع الفرنسية والتظاهر، وقالت إنها تصدر من “أقلية راديكالية”
    هذا الخبيث ابن الخبيث لماذا لم يوجه دعواته إلى المسيئين و يدعوهم إلى الكف عن هذه التصرفات المسيئة للمسلمين باسم حرية التعبير .....شلت أيدي من أساءت إلى نبي الرحمة محمد صلى الله عليه و سلم ..

  • امين

    الهدرة راهي باطل، قراطوي