-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تشكل مؤشرا على نهاية التراشق بين الجزائر وباريس

ماكرون “يتراجع” ويهنئ.. وماذا بعد؟

محمد مسلم
  • 6777
  • 8
ماكرون “يتراجع” ويهنئ.. وماذا بعد؟
الشروق أونلاين

أخيرا وبعد ما يقارب الأسبوع من انتظام الانتخابات الرئاسية، هنأ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، نظيره الجزائري، عبد المجيد تبون بفوزه بالانتخابات.. تهنئة جاءت متأخرة، لكن من شأنها أن تحد من اندفاع العلاقات الثنائية نحو الهاوية.

السلطات الفرنسية ولاسيما الرئاسة ووزارة الخارجية (الكيدورسي)، وبعد أن أبانت عن مواقف “مشبوهة” من الاستحقاق الرئاسي، عبرت على لسان مسؤولها الأول، ممثلا في نزيل قصر الإيليزي، عن “تهانيه الحارة لحصوله (تبون) على ثقة الشعب الجزائري”، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية.

ما رشح من البيان الذي سوقته الرئاسة الجزائرية بخصوص هذه المكالمة، لا يتعدى عبارات دبلوماسية وبرتوكولية، من قبيل مناقشة “مختلف أوجه العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين، والعديد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك”، وكذا “تنشيط الآليات الثنائية المناسبة لتعزيز التشاور السياسي بين الطرفين”.

أما البيان الصادر عن الرئاسة الفرنسية، فتحدث عن تمنيات ماكرون لنظيره الجزائري بـ”التوفيق في مهمته”، وكذا “وقوف فرنسا إلى جانب الجزائر في هذه اللحظات المهمة من تاريخها”، كما التزم الرئيسان بـ”العمل معا لتطوير علاقات الصداقة والاحترام والثقة بين فرنسا والجزائر، والتعاون في الأزمات الإقليمية”، وفق برقية وكالة الصحافة الفرنسية “فرانس براس”.

الموقف الفرنسي من الانتخابات الرئاسية في الجزائر يبدو أنه بات يتطور من سيء إلى أقل سوءا، طبعه نوعا من الديناميكية، ففي اليوم الذي أعلن فيه تبون مرشحا فائزا الجمعة المنصرم، خرج إيمانويل ماكرون في أعقاب اجتماع لقادة دول الاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل، ليقول بأنه “أحيط علما” بفوز تبون، وهو التصريح الذي خلف انطباعا سيئا لدى الطرف الجزائري.

عدم رضى الطرف الجزائري إزاء تصريح الرئيس الفرنسي، يمكن الوقوف عليه أيضا، من خلال ما صدر عن المرشح الفائز، الذي رفض التعليق على تصريح ماكرون: “أنا لا أعقب عليه، أنا انتخبت من طرف الشعب الجزائري، ولا أعترف إلا بالشعب الجزائري”.

ويمكن قراءة الموقف الفرنسي المتردد من الانتخابات الرئاسية، مقارنة بغيره من مواقف الدول العظمى (الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين..)، بالشعور الممزوج بالخيبة، والذي ترسخ لدى باريس، بأن السلطات الجزائرية ومنذ سقوط نظام “العصابة”، لم تعد تعير المستعمرة السابقة، الاهتمام الذي كان سابقا.

وتشير بعض المعطيات إلى أن السلطات الفرنسية التي اعتادت أن يكون لها يد أو كلمة في الاستحقاقات الرئاسية السابقة، أو على الأقل في العهدات الأربع الأخيرة، يبدو أنها خسرت هذه الورقة، في رئاسيات 12/12 بدليل إفراز الصندوق رئيسا لا يكن لها الود، بل يعتبر خصما لها، وفق بعض المراقبين.

وانطلاقا من كل ما سبق، يمكن القول إن تهنئة الرئيس الفرنسي قد لا تضيف جديدا للعلاقات الجزائرية الفرنسية في الوقت الراهن، باستثناء وقف التراشق بالتصريحات بين الطرفين، والذي يتحمل مسؤوليته الطرف الفرنسي، باعتباره كان السباق لخلق حالة من التشكيك في نتائج الانتخابات الرئاسية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • شخص

    عندما كان الرئيس شبه ميت، كان لاعتراف به و الادعاء (زوراً) بإجراء محادثات معه لساعاتو تنتهي بإمضاء اتفاقيات مصيرية ترهن مصير الجزائر، كان ذلك سهلاً من قبل الغرب المنافق، و عندما انتخب الشعب رئيساً بصحته يكلمنا و نكلمه (و الحمد لله)، أصبح الاعتراف صعباً ؟

  • ياسين

    الماكرون "الماكر" حاول عزل الجزائر دوليا لكنه فشل في مهمته ...لكنه لم ييأس بل أراد عزل الرئيس الجديد داخليا من خلال زرع حالة الشك حوله...من خلال تصريحه الأول الذي قال فيه "أحطت علما بفوزه"؟ و هي رسالة موجهة لعبيده هنا ليتحركوا بناء عليها؟ ثم جاء بعدها "باتصال هاتفي ليقدم التهنئة للرئيس الجديد" الذي أفرزه الصندوق ...و هذه التهنئة المتأخرة لكنها ملغمة لتأكيد حالة الشك لدى الشعب المسكين الجاهل بأساليب الصراع الفكري كونهم يدركون جيدا أن غالبية الشعب الجزائري تكره فرنسا؟ فهي إذن تستعمل الإيحاء لخلق الشك من حول الرئيس الجديد " ؟

  • ملاحظ

    نفاق وكذب ومراوغة.من فرنسا.هذه فقط اظهار الوجه كذب لاخفاء الوجه الخفي القبيح الحقيقي التي تريد نيل من جزائر ماكرون يخرك اتباعه في وهران لاشعال فتنة هناك وهو ناطق رسمي لحراك الزوافي الذي يقوده، فرنسا هي دولة صهيونية ذو توجهات استعماري تقليدي وتريد شراء النظام الجديد لخدمته مجددا كما كان مع سابقا فرنسا تملك لوبها الفرنكفوني مخلصين لها وهم رأس الحرية للحراك الزوافي اللعين...لا خير في فرنسا وكما قال شيخ الابراهيمي رحمه الله : ولقد عرفنا من حيث فرنسا ما يحملنا على الاعتقاد بأن ما تنويه من غدر وما تخفيه من حقد أعظم من ان يوصف فأنتبوا اشد الانتباه

  • Reda

    Nous attendant vos derective mr le presidents, .......est votre recommendation , j espère que vos hôpitaux peuvent nous soigner nous est nos famille, ........... car nous somme est nous donnent des leçons de patriotisme à nos compatriotes

  • سي الهادي

    المساعدة على أسترداد الأموال المنهوبة وتسليم المجرمين الفارين من العدالة والعمل الصادق على تحقيق المصالح المشتركة للشعبين هو أساس تحسين العلاقات .

  • Mohdz

    شياطين الإنس خدمولنا مسرحية مع فرنسا لي الإطاحة بي الحراك و مطالبه . فرنسا سى تبقى عدونا الأول و الأخير ولا نرضى بي أولادها يحكمو فينا

  • Alo Borto

    ماكرون “يتراجع” ويهنئ.. وماذا بعد؟ .....

  • SoloDZ

    علمنا التاريخ ان فرنسا لن تتخلها عن خلفيتها الاستعمارية في علاقاتها مع الجزائر وما يمدد "عمر" هذه الخلفية هو اذنابها في بلادنا واللوبي المعروف يجسد ذلك فلولا اذنابها لما استرجعت باريس "رأس خيط" القرار في الجزائر سنة 1979 الى 2019 بعد ان خسرته في 1965 وعليه فإن "علاج" المرض الفرنسي هذا يتم بعلاج نفسية اذنابها في الداخل التي تسيطر عليها النزعة العرقية والجهوية وتتخذ فرنسا منهم ثغرة تقحم بها انفها في شؤون بلادنا وبلغ بها الامر الى ان سيطرت على الدولة بشكل شبه كلي بهؤلاء فعلاج نفسية عشاق فرنسا سياسيا على مستوى الدولة وتربويا مجتمعيا هو احد الدفاعات ضد عبث فرنسا واطمعها