-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ما أحقرك من مديرة!

سمية سعادة
  • 6119
  • 3
ما أحقرك من مديرة!
ح.م

صوتها كأنه الرعد، وملامح وجهها التي ظهر جزء منها تقطر حقدا وغلا، وحركات جسدها كأنها لرجل غليظ البنية، أما العبارات التي تلفظت بها فتوحي بأنها امرأة سادية يبهجها أن ترى الخوف والألم يعتصران طفل صغير كان يمني نفسه بعطلة صيفية جميلة على ضفاف البحر، وإذ به سيعود إلى أهله وهو يحمل عقدة نفسية لا يمحوها الزمن.

كل ذلك كشفه فيديو سرب لمواقع التواصل الاجتماعي يبدو أنه صور خلسة لمديرة مخيم صيفي وهي تعنف طفلا صغيرا داخل حمام وتشجع زميله أن يوجه له لكمات قوية ويضربه بالقدمين، وهي تمسك بذراعه حتى لا يقاوم أو يتحرك، وعندما لا يجد الطفل المحرض في نفسه القسوة لينفذ ما أرادت، تتقدم نحوه وتضربه على وجهه وهو لا يزال يضع يديه خلف ظهره دون أن ينبس ببنت شفة أو يدافع عن نفسه، بينما كانت هي تتحدث بعصبية وتقول له أثناء انقضاضها عليه “متهبلونيش”.

فأي جرم ارتكبه هذا الصغير الذي جاء ليروي ظمأ أحلامه من البحر؟ أتراه أخطأ في حق زميله الذي كانت تحرضه عليه أو اعتدى عليه بالضرب؟ لنفرض ذلك، هل يستحق هذا التصرف الصبياني كل هذه القسوة التي تكشف عن اضطراب نفسي تعاني منه السيدة المديرة التي تشرف على مخيم للصغار؟ ترى هل تلقت تكوينا في كيفية إدارة مخيمات لأطفال ينتمون إلى بيئات مختلفة، وكيفية تنمية مداركهم وتطوير شخصياتهم وتوفير جو من الترفيه والمرح لعيدوا إلى بيوتهم وقد تزودوا بمهارات جديدة وأفرغوا الشحنات النفسية؟ أم تراها كانت تدير مزرعة للدواجن أو حظيرة للأغنام؟ هل مثل هذه المرأة التي لا تملك ذرة عاطفة يمكن أن يؤتمن عليها أطفال صغار لا حول لهم ولا طول؟.

حتى وإن بدت في الفيديو المسرب تحاول أن تقتص لطفل من طفل آخر، إلا أن الحقيقة أنها تبحث عن أي طريقة تفك بها عقدها النفسية “المتشابكة”وما ثورتها التي لا تتلاءم مع الموقف المذكور إلا دليل على ذلك، بل إن تصوريها بطريقة خفية لدليل آخر بأنها متعودة على ممارسة عدوانيتها في ذلك الحمام الصغير الذي ربما لم تجد غيره لتختبئ فيه وتطلق العنان لساديتها؟.

لو كانت هذه المديرة في مستوى إدارة مخيم للأطفال لكانت فصلت في مشكلة الطفلين، إذا كانت هناك مشكلة أصلا، بطريقة تربوية تجعل الطرفين يستفيدان منها دون أن توقع بينهما العداوة والبغضاء وتطبع ذاكرتهما بذكرى سيئة.

إن فعلته هذه المسؤولة المريضة التي يجب أن توقع عليها أقسى عقوبة وتفصل من عملها، هو صورة مصغرة من العنف المعنوي والجسدي المستشري في الجزائر، في الشوارع وفي الملاعب ومراكز البريد وفي المستشفيات التي تقتل المرضى بإهمالها وتبحث عمن تلصق به التهمة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • بدون اسم

    19 كونها إجابة نموذجية فهي ليست صادرة من صاحب التعليق رقم 3 وقد تكون لرقم 2 الذي قد يكون .....؟ ( وجهة نظر نون القابلة دوما للخطأ )

  • بدون اسم

    5 كلام جد راق لمن يفهمه ، أعشق الذكاء . ن

  • بدون اسم

    ومن يكون غيرك ياتؤرى ؟ لايخلق من هذا الشبه إلا نموذجا واحدا.