-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ما تدير الذئبة ويقولوا “الديب”!

عمار يزلي
  • 614
  • 1
ما تدير الذئبة ويقولوا “الديب”!
ح.م

بعض الروائيين “الرواقيين” الجزائريين الحاليين، بدأوا يخرجون عن المألوف ويتميزون عن المتميز! خلافا للجيل الذي “يفتخرون” أنهم خرجوا من تحت معطفه. يبدو أن في هذا الاتجاه ردة هوياتية وتشكيك وتراجع حتى في الهوية الوطنية لغة ودينا، وهذا لم يقله حتى صاحب نجمة ولا الدار الكبيرة رغم أنهما كان يساريين!

فلقد شكل البعد الإسلامي في جميع المراحل عناصر الوحدة الهوياتية، ولعل هذا ما نلمسه سيميولوجيا في نص رواية “نجمة”، لكاتب ياسين، والذي يتجسد في حوار بين “لخضر”، أحد أبطال شخوص الرواية، والضابط الفرنسي الشيوعي، وهما في خمارة يحتسيان نبيذا حين نسمع هذا الحوار الصريح:

ـ أتعلم، إنها المرة الثانية التي أشرب فيها في حياتي؟

-أعرف أنكم كنتم جميعا تصومون وأنكم كنتم تقومون بصلوات غربية الحركات، كأنما هي شريط سينمائي لحصة رياضية من رياضة ألعاب القوى تتحرك ببط ء..

ليرد عليه »لخضر« غاضبا، قبل أن يغادر الطاولة والخمارة معا:

“ما بكم جميعا في فرنسا تعتبرون الجزائر حديقة حيوانات؟”.

هذا الخطاب، لو نسبناه اليوم لغير صاحب نجمة، لقال الروائيون الجدد اليوم أن صاحب الرواية رجعي ومتخلف ولكان الضابط الفرنسي الشيوعي، الممثل للكتلة الغربية الكولونيالي على يساريته ولائكيته – المحتقر الطرف الثاني – لخضر- الممثل للكتلة الوطنية، هو جد بعض الروائيين الحاليين المنادين بالتطبيع مع إسرائيل واعتبار العربية لغة متخلفة وقراؤها متخلفون ودينهم متخلف، كما نقرأ كل يوم على بعض صفحات صحفنا المفرنسة، “الوطنية جدا”! بل إن بعض الروائيين يستنكرون حتى صوم هؤلاء المسلمين أخوتهم ويسبونهم بالرائحة الكريهة في الأفواه في رمضان! وهذا ما نجد عكسه حتى عند عميد الرواية اليسارية الشيوعية كاتب ياسين نفسه! فنص نجمة عنده، على يساريته، يرفض المساس بالدين والسخرية منه، حتى أن كاتب ياسين يقول على لسانه الضابط الفرنسي الشيوعي: “..كنتم جميعا تصومون، وأنكم كنتم تقومون بصلوات غربية الحركات..”، مما يؤدي بلخضر، لإعلان رفضه لهذه التهمة ولهذه الشتيمة في حق “كل الجزائريين”، بأن نهض من على الطاولة التي جمعته اللحظة مع هذا الضابط الفرنسي الشيوعي، تعبيرا على أنه “رغم أني أقاسمك طاولة هذه الحانة، إنما لا تعتقد أنني مستعد أن أتقبل منك إهانتك لديني”.

هذه الصورة تدعو اليوم بعض هؤلاء الروائيين المنتسبين إلى اتجاه محمد ديب وكاتب ياسين، أن يستدركوا خطأهم اليوم في التمثل بهوية الغرب الفرنسي الذي يتملقون له ويمسحون الاقدام لأجل استراضاء ما لم يرضى به لا ديب ولا ياسين!

أكثر من ذلك، هناك اتجاه في الرواية اليوم ينحو نحو التغزل بإسرائيل واليهود كمقدمة لنيل جوائز العار! ولكي يقدم لهم الغرب الفرنسي صكوك الغفوان على ما راتكبه أجدادهم الوطنيون! فمعروف أنه من يدافع عن اليهود ويعادي معاداة السامية، مشكور في فرنسا ومحبوب ومطلوب وله الجوائز والثناء والاعلام!

حين يقارن » Jean-Paul  Chagnollaud « وضعية الجزائريين إزاء فقدانهم هويتهم، بوضعية الشعب الفلسطيني الذي أريد له أن يلغى هوياتيا وموطنا، فإن ذلك إثبات آخر لذلك البعد الكبير الذي كانت الهوية الجزائرية المستهدف الأول خلال مدة الاستعمار الفرنسي كلها، وأن اليوم هناك من يدافع عن الهوية “الفرنكو جزائرية”، ويدعو للتطبيع مع العدو باسم معاداة أعداء السامية.

هؤلاء الروائيون يعرفون هذا الأمر ويتنكرون له قبل ان ينكروه! يعرفونه كما يعرفون ابناءهم! يعروفون ذلك في مالك حداد المغترب في لغة الغير، ويعرفونها في ياسين وديب ولكنهم ينكرونه !

وتكفي هذه الشهادة لرابح بيطاط، المناضل المفرنس قالبا لا قلبا، أمام المحكمة سنة 1956: “..في المدرسة، كانوا يعلموننا أن أجدادنا هم “الغولوا”، ويمنعوننا من التحدث بالعربية – لغتنا الأمومية – حتى في ساعات الاستراحة، وعندما تحاكموننا سوف تقدمون مرة أخرى على قهر أمتنا، لكنكم لن تتمكنوا أبدا من محو التاريخ. نحن في سنة 1956 والأمة الجزائرية أصبحت واقعا مسجلا بشكل نهائي”.

فماذا يقول بعدهؤلاء، هذا ونحن في 2018؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • Mokhtar

    النبي محمد عليه السلام قال للامام علي كرم الله وجهه : ياعلي لا يبغضك الا منافق او ابن زنا او ابن حيضة . وهو عين مانقوله لهؤلاء المبغضين للاسلام وكفى الله المؤمنين القتال .