-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ما جابش عليها المدّاح!

جمال لعلامي
  • 750
  • 0
ما جابش عليها المدّاح!
ح.م

حكاية السلاسل و”الكادنة” وتغيير أقفال الأبواب، بالبرلمان، بغضّ النظر عن المتناطحين فيه وخلفياتهم وأهدافهم، بوسعه أن يؤصل لفعل خطير وانحراف أخطر، على مستوى الكثير من المؤسسات وخاصة المجالس “المخلية”، فلا تستغربوا لو لجأ منتخبون إلى تشميع باب البلدية ومنعوا “المير” من الدخول، وجمّدوا اجتماعات ونشاط ومداولات المجلس المنتخب!

النواب الذين اقتلعوا رئيسهم “الأكبر سنّا” بقانون القوّة بدل قوّة القانون، قدموا دروسا مجانية وخصوصية لمعشر المنتخبين في المجالس البلدية والولائية، وكذا مسؤولين في مختلف الهيئات الرسمية، وهو انحراف لم يحسب له أيّا كان حساب، وكان ضمن سابع المستحيلات التي لا يُمكن حدوثها إلاّ إذا أشرقت الشمس من مغربها وظهر المسيح الدجّال!

المتابع للأحداث، أن البسطاء من المواطنين، الذين لا علاقة لهم بالسياسة كفن للممكن والكذب، ولا يفهمون ألاعيبها وألعابها، ويكرهونها، لأنها “تتمسخر بيهم”، وقفوا “ضدّ” غلق باب البرلمان بـ”الضبّة والمفتاح”، واستنكروا هذه الفعلة، لأن حياتهم البسيطة علّمتهم أن غلق الباب في وجه الداخل، عمل غير محترم، ولا يمتّ بصلة لآداب الاستضافة، فما بالك أن يغلق في وجه “مول الدار”!

الذي حدث يا جماعة الخير، سينزل يوما ما من العاصمة إلى مناطق الجزائر العميقة، فيغلق مجموعة من المنتخبين الباب في وجه “المير”، وهم بذلك يغلقون الباب في وجوه مواطنين يقصدون هذه البلدية يوميا لا لشيء سوى لاستخراج وثائق الحالة المدنية، ولا شيء غير ذلك!

كيف سينتقد الآن النواب والمنتخبون، مواطنين غاضبين شمّعوا مقرّ بلديتهم بالسلاسل، احتجاجا على العبث و”الحقرة” والتوزيع عير العادل للسكن، وغيرها من المشاكل التي يدفع فاتورتها المواطن دون سواه؟

ربما، من حقّ المواطن أن يغلق مقرّ البلدية التي توظف منتخبا أو ميرا، ما كان له أن يدخل مكاتبها، كمسؤول، لو لم ينتخبه ذات يوم ذاك المواطن وأترابه من الناخبين الذين كلفوه بمهمة خدمته فقال لهم في حملة مليئة بالوعود والعهود: “سمعا وطاعة”، لكن أن يغلق النواب أو المنتخبون، بالبرلمان أو المجالس المحلية، الباب في وجه بعضهم البعض، فهذا ما لم “يجيب عليه المدّاح”!

بعيدا عن الخلفية الحزبية، والمعركة القانونية والدستورية، فإن على النواب جميعهم، رئيسا ومرؤوسا داخل قبة البرلمان، تقديم استقالتهم بالجملة والتجزئة، لأنهم ضربوا الباقي المتبقي من البقية الباقية لبقايا سمعة وهيبة ومصداقية هيئة تشريعية أصبحت تشرّع لغلق الأبواب والتطاحن بين الأحباب!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!