-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ما هذا العبث؟

ما هذا العبث؟
ح.م

من أطرف ما بلغنا عن انتخابات التّجديد النّصفي لأعضاء الغرفة الأولى بالبرلمان، أن مترشحا حرا في إحدى الولايات لم يحصل على صوت واحد عند فرز النتائج، وقد فهم الكثير أن الرجل كان يعرف أنه لا يفوز في الانتخابات فباع صوته للمترشح الفائز، وهذا نموذج صارخ عن الوضعية التي آلت إليها الممارسة السياسية في الجزائر.
بل إن الأخبار المتسربة هنا وهناك؛ تتحدث عن مبالغ محددة للأصوات خاصة أن الهيئة الناخبة عددها محدود جدا، باعتبارها مشكلة من منتخبي المجالس المحلية ولائيا وعلى مستوى البلديات، وظهر ما أصبح يطلق عليه “بورصة الأصوات” في انتخابات السينا، وهو مشهد مسيء إلى الجزائر، فضلا عن كونه انحرافا قانونيا وأخلاقيا خطيرا.
وقد لا يمكن إثبات عمليات البزنسة بالأصوات، لكن المتأمل في نتائج الانتخابات والتركيز في خلفيات المترشحين الذين فازوا فيها يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن العامل الرئيسي فيها كان المال، وهو أمر يجب أن نتوقف عنده؛ لأنه فساد ظاهر ونتائجه كارثية على العمل التشريعي.
منذ سنوات أصبح الحديث عن الشكارة يتردد مع كل انتخابات، خاصة في الانتخابات التشريعية، حيث اقتحم رجال المال بقوة القوائم الانتخابية، وفرضوا أسماءهم على قادة الأحزاب من بوابة تمويل الحملات الانتخابية، وبهذه الطريقة أصبح حضور رجال الأعمال والصناعيين قويا في المجلس الشعبي الوطني، ولم يعد المواطن البسيط ممثلا بقوة فيه، وقد انعكس ذلك بشكل واضح على أداء هذه المجالس.
لم يعد الدافع للعضوية في المجالس المنتخبة هو تمثيل المواطن والدفاع عن مصالحه، ولكنها دوافع شخصية يسعى من خلالها أرباب المال إلى مزيد من القوة والنفوذ واكتساب الحصانة البرلمانية، أما خدمة المواطنين فهي آخر اهتماماتهم، والدليل ما تابعناه جميعا خلال التصويت على قوانين المالية خلال السنوات الأخيرة، إذ كان النواب يصوتون بكل أريحية على ذبح المواطن البسيط بالضرائب المختلفة والزيادات في الأسعار.
أما الكارثة الكبرى فهي أنّ الجميع يعرف هذه الحقيقة بينما لا أحد يحرك ساكنا ويبقى هذا الانحراف القانوني والأخلاقي يتوسع عاما بعد عام، وقد نصل إلى وقت تباع فيه المناصب في المزادات إذا لم يتم تجريم هذا السلوك وكشف المتورطين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • ابن الجبل

    انه عبث بمصير الأمة !

  • سليم

    لماذا لا نعالج المشكل من اساسه يجب اقتلاع هذا النظام من جذوره و حبس كل المسؤولين الحاليين و السابقين و التحقيق معهم و استرجاع كل سنتيم اخذوه

  • ali

    نعم أنه العبث بعينه.
    لكن عندما نعلم أن كل المجالس محلية كانت أو وطنية ، ما هي إلا خضرة فوق عشاء، و أن المقررين الفعلين، لا حاجة لهم لأية انتخاب ، أصبح الكل" يبزنسس" على مستواه.
    أن الأوان لوضع حد للعبث بمصير الأمة.
    هلم يا من أمنتم بأن الجزائر مروية بدماء الشهداء الطاهرة.

  • محمد العربي

    أمر عادي في بلد يدّعي المفسدون فيه انهم يحاربون الفساد