-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بين مرحب وداعم ورافض ومهاجم

مبادرة الإبراهيمي تحرّك نقاشا سياسيا حول مخارج الأزمة

محمد مسلم
  • 2792
  • 0
مبادرة الإبراهيمي تحرّك نقاشا سياسيا حول مخارج الأزمة
ح.م

بالرغم من الانتقاد السريع والمفاجئ الذي صدر عن رئيس حركة البناء، عبد القادر بن قرينة، وكذا نور الدين بوكروح، للمبادرة التي أطلقها كل من وزير الخارجية الأسبق، أحمد طالب الإبراهيمي، والحقوقي علي يحي عبد النور، والجنرال المتقاعد، رشيد بن يلس، إلا أن هذه المبادرة وجدت فضاء واسعا من القبول لدى الفاعلين في الطبقة السياسية.

مبادرة الثلاثي وجدت التفافا لافتا من قبل الطبقة السياسية، وتزامن ذلك مع افتتاحية غير معهودة من يومية “المجاهد” الحكومية، التي لم تتمسك هذا المرة بموعد الرابع من جويلية المقبل، كموعد للانتخابات الرئاسية المؤجلة، فقد أبانت عن قراءة مغايرة، تؤشر على أن شيئا ما يحدث في الأفق.

جل الوجوه المحسوبة على المعارضة ثمنت مبادرة الثلاثي، والإشارة هنا إلى كل من رئيس الحكومة الأسبق، احمد بن بيتور، ورئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، والقيادي في جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، ورئيس جيل جديد، جيلالي سفيان..

ومعلوم أن مبادرة طالب ورفيقيه، تدعو إلى حوار بين المؤسسة العسكرية والطبقة السياسية، كإجراء من شأنه أن يقلص من عمر الأزمة، ويقود إلى إيجاد حلول ترضي جميع الأطراف، غير أن هذا المطلب يبقى رهينة موقف من المؤسسة العسكرية، التي ظلت إلى وقت كبير، تنآى بنفسها عن الخوض في الشؤون السياسية.

ويبدو أن الوضع هذه المرة تغير، فرهان السلطة على إجراء الانتخابات الرئاسية في الموعد المحدد لها، بات من الصعوبة بمكان، في ظل الأسماء التي قررت خوض السباق لحد الآن، فضلا عن معطى آخر يعتبر أكثر أهمية، وهو المتمثل في استمرار نزول الجزائريين إلى الشوارع في كل جمعة.

وإن كان الجزائريون قد ابتهجوا كثيرا لحملة محاربة الفساد التي أسقطت العشرات من الرؤوس، ظلت تتوفر على الحماية السياسية على مدار عقود، وطالت رموز مرحلة حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة وحتى ما قبلها، إلا أن الموقف لم يكن ذاته من الانتخابات الرئاسية، فغالبية الأصوات الصادرة عن الحراك تتحفظ على موعد الرابع من جويلية المقبل.

كل هذه المعطيات، تضع السلطة في موقع مريح، في حالة التعاطي الإيجابي مع مطالب الطبقة السياسية، التي اختفت منها ما كان يعرف بأحزاب الموالاة، التي لا تزال لم تستفق بعد من صدمة إسقاط مشروع العهدة الخامسة للرئيس المستقيل، التي ناضلت من أجلها وراهنت عليها حتى بشرفها. وعليه لا يستبعد أن يتبلور في الأيام القليلة موقف بين الفاعلين في مشهد الأزمة الراهنة، قوامه التوافق بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!