-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مع الجزائريين.. نشدوا قسما.. وتفاعلوا مع السجود

مباراة كولومبيا حققت الكثير من الانتصارات غير الكروية

الشروق الرياضي
  • 4577
  • 2
مباراة كولومبيا حققت الكثير من الانتصارات غير الكروية
ح.م

لا يمكن للجزائر أن تحلم بسيناريو اجتماعي وثقافي، أحسن من ذاك الذي حدث سهرة الثلاثاء أمام منتخب كولومبيا في العاصمة الشمالية لفرنسا ليل، أمام أكثر من أربعين ألف جزائري مغترب قدموا من كل القارات، اجتمعوا حول اسم واحد هو الجزائر، ارتدوا لباسا واحدا هو العلم الجزائري من دون رايات أخرى لا تجمع الجزائريين، وتغنّوا بنشيد واحد هو رائعة مفدي زكريا قسما بالنازلات الماحقات، وقدّموا صورة الجزائري المقيم خارج الوطن الذي لم تؤثر فيه عواصف التغريب الأوروبية لا لغة ولا دينا ولا هوية، الجميل هو أن الجمهور الحاضر والذي تابع من المهجر المباراة ضم كل الأطياف والأعمار ومن الجنسين، وجمع الجزائريين الذين أصولهم من كل المدن والقرى، واتضح بأن ما قدمته الكرة في السنوات الأخيرة وخاصة منذ ملحمة أم درمان لم تحققه السياسات المتعاقبة، والجزائر تمتلك حاليا فرصة العمر في الاستفادة من عشق الجالية الجزائرية لبلادها لأجل الاستفادة من المتفوقين والمتفقات منهم في جميع المجالات العلمية والصناعية والاقتصادية والثقافية، حتى لا يبقى الأمر مقتصرا على لعب كرة القدم، وفن الغناء فقط، فكما منحت الجزائر شرف ضربة مباراة الجزائر أمام كولومبيا لنجم ألعاب القوى العالمي توفيق مخلوفي، والفنان العالمي سولكينغ، كان بإمكانها منح ذات الشرف لعلماء في مجالات علمية، وعددهم كبير في مجلات الطب والاقتصاد والهندسة وغيرها.

طريقة نشيد قسما حفظا عن ظهر قلب، وبصوت جوهري واحتراما بالوقوف جعل الفرنسيين يعلقون عليه، فالنشيد الذي أبدعه الراحل ابن ميزاب مفدي زكريا في الزنزانة، ظل مجهولا لدى الكثير من أبناء الجالية الجزائرية في فرنسا، ولكنه في السنوات الأخيرة صار يُحفظ ويٌحفّظ، في فرنسا، وكان تواجد أشبال جمال بلماضي في فرنسا يوم عيد بالرغم من أن المباراة لم تلعب مع نهاية الأسبوع وإنما في يوم عمل الثلاثاء، إلا أن الآلاف من المناصرين اضطروا لأخذ يوم عطلة والسفر إلى المدينة الشمالية التي تبعد كثيرا عن مدن الجنوب، مثل نيم ومارسيليا وغرونوبل وطبعا عن المدن الأوربية الأخرى مثل بروكسل ولندن ومدريد الذين حضروا بقوة.

بعد تسجيل الهدف الثاني من قدم رياض محرز، قام جل لاعبي الخضر بالسجود في وسط الملعب في لقطة سافرت على مواقع التواصل الاجتماعي إلى بلاد المعمورة، وهي لفتة حضارية أبانت بأن لاعب  الكرة من المتألقين عالميا وبعضهم معروف في كل بقاع العالم، ومن الذين ولدوا وترعرعوا في فرنسا ويلعبون حاليا في إيطاليا وإسبانيا وإنجلترا وتركيا متشبثون بالدين الإسلامي ولا توجد علاقة ارتباط بالله أحسن من سجود الشكر عند تسجيل الأهداف، لأن الله يقول: ولئن شكرتم لأزيدنكم، فإن الهدف الثاني من رياض محرز ومن سجود الشكر في وسط الميدان، جاء الهدف الثالث الذي شهد هو أيضا سجود الثنائي عدلان قديورة ورياض محرز.

كل الصور الجميلة التي صنعها أكثر من أربعين ألف جزائري وجزائرية تحولت منذ الدقائق الأولى للمباراة إلى رسائل بالصورة والتعليق على مواقع التواصل الاجتماعي كانت جميعها موشحة بالعلم الجزائرية وغالبيتها مخطوطة باللغة العربية، وما زاد في روع هذه الرسائل هو الفوز والفرحة بالأهداف الجميلة، التي جعلت هذا الحشد من الجمهور يزداد فرحا وبهجة، ولو تكررت المباراة في ملعب آخر في فرنسا أو في بلد أوروبي آخر، لكان الحضور أكثر كمّا وطبعا أكثر حماسا.

خلال التحضير لكأسي العالم في جنوب إفريقيا 2010 والبرازيل 2014، لعب الخضر عدد من المباريات الودية في بريطانيا وسويسرا، وجمعت عشرات الآلاف من الجزائريين، ولكن مباراة ليل كانت متميزة، لأن الخضر كانوا بمستوى باهر، وهم حاليا أبطال القارة السمراء، وتزامن الأمر مع الحراك الشعبي الذي ردّ للجزائريين بعض الأمل في مستقبل أحسن ليس على المستوى الاجتماعي والرياضي، وإنما أيضا في بقية المجالات، وعشرات الآلاف من الجزائريين الذين خفقت قلوبهم ابتهاجا بانتصارات الخضر في القاهرة وبذلوا من صحتهم وأموالهم وأعصابهم سفرا إلى مدينة ليل، لن يتأخروا لو طلبت منهم الجزائر المساهمة في الثورة الاجتماعية والاقتصادية والتنموية التي يحلم بها الجزائريون ليعيشوا مدى العمر أجواء تشبه ما حدث في سهرة الثلاثاء الحالمة.
ب.ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • جزائري حر

    يدعون أنهم جزائريين ولكنهم يسيؤون للجزائر . يدعون أنهم يعملون لمصلحة الجزائر ولكن هم في الحقيقة يعملون لمصلحة فرنسا . هدا لأنهم إما أغبياء أو ابناء حركى على درب أبائهم لا هم لهم إلا الأكل فهم يؤمنون بأن من يعطيك عظم تمششه يسميوه سيدي.

  • جزائري حر

    الأن تأكدت أن أبناء الحركى أغبياء مثل أبائهم الدين خانو وطنهم في غالبيتهم لأنهم كانوا غير قادرين على حماية أنائهم من الجوع والغير قادر يعني غبي.