-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

متزلفون بالسّليقة!

متزلفون بالسّليقة!
ح.م

ما زالت الكثير من الممارسات، التي ظهرت خلال العقود الماضية مستمرة، وما زال نوع من السياسيين والناشطين ومحترفي التزلف، الذين لا هواية لهم غير التقرب من صانع القرار وتزكية قراراته ومشاريعه، بغض النظر إن كانت صائبة أم خاطئة، وبغض النظر إن كانوا مقتنعين بها، أم يعملون ذلك نفاقا وتملقا من أجل كسب رضاه.

هؤلاء هم الذين ساهموا في تعميق الأزمة، بإضفاء جو من الرضا العام عن العصابة ورموزها ورجالها، هم الذين أعطوا الانطباع العام بأن الأوضاع عادية، وأن الشعب راض عن السلطة القائمة، وقد رأينا على مدار السنوات الماضية كيف دخل هؤلاء في سباق تزلف و”شيتة” للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، فهذا يقول إنه بعث رحمة للعالمين، وذلك يقول: “لم تلده أمه من ينافس الرئيس عبد العزيز بوتفليقة”، والآخر ينفجر باكيا وهو يعدد خصال الرئيس.

بل إن معشر المتزلفين من الأحزاب الصغيرة وحتى الكبيرة عقدوا قبل أشهر فقط بداية الحراك الشعبي اجتماعا رفعوا فيه شعار “الشيتة بمقابل” وطالبوا بحقهم من الكعكة، لأنهم طالما أيدوا وباركوا قرارات الرئيس، لكن لم يستلموا المقابل في شكل مناصب وامتيازات، وقالوها صراحة إنهم سئموا وتعبوا من التطبيل دون مقابل!!

نقول هذا الكلام؛ لأن ثمة بوادر بدأت تظهر في الساحة من خلال ممارسات مشابهة ترفع شعار “الوقفة مع الواقف” ليس خدمة للبلاد وحفاظا عليها من الأخطار التي تهددها، ولكن استكمالا لنهج التزلف للحفاظ على المكاسب وربما إبعاد تهمة الانتماء إلى العصابة.

لقد آن الأوان لأن تكون الممارسة السياسية ممارسة نظيفة وفق معايير أخلاقية متعارف عليها، بعيدا عن التملق والنفاق وشراء الذمم والأصوات ونيل رضا المسؤولين بالتطبيل والتكريم والتقديس، فالذين يديرون البلاد في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الجزائر إنما يقومون بواجبهم، وأكبر خدمة تقدم لهم هي الوقوف معهم بالنصح والتوجيه وحتى النقد إن أخطؤوا في اختياراتهم.

بهذه الطريقة تُبنى الجزائر لتكون في مصاف الدول المتقدمة التي تذوب فيها البطولات الشخصية، وتكون كرامة المواطن وأمنه فوق كل اعتبار، ويكون المسؤول خادما للشعب لا العكس، وليس ذلك ببعيد، وأول خطوة هي فضح المتملقين الذين يرقصون مع كل عريس، يأكلون مع كل رئيس، والتعرّف على هؤلاء ليس صعبا، فقد عادوا إلى نفس الممارسات ولو على استحياء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • صالح بوقدير

    وضعت النقاط على الحروف تحية خالصة