-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بسبب شواطئ الصرف الصحي وسماسرة "الباراسول" 

متعة المصطافين تتحول إلى “قنطة”!

بلقاسم حوام
  • 2710
  • 5
متعة المصطافين تتحول إلى “قنطة”!
أرشيف

لا يزال اختيار مكان لقضاء العطلة والاستجمام يتعب الجزائريين، بعد اتساع رقعة الشواطئ الملوثة واحتلال سماسرة الطاولات والكراسي و”الباراسول” لواجهة الكثير من شواطئ المدن الكبرى، التي باتت “شرا لا بد منه”، أين يجد المصطافون أنفسهم يسبحون في مياه ملوثة ومسمومة في غياب تام للتحليلات المنتظمة لمياه البحر…

واد الحراش شرقا وواد مازفران غربا، وبينهما الآلاف من قنوات الصرف الصحي ومخلفات المصانع تهدد أزيد من 50 شاطئا في العاصمة، تزين أغلبها بلافتات “سباحة مسموحة” غير أن مياهها مشبعة بمخلفات الأودية ومياه الصرف الصحي والمواد السامة للمصان، ما أجبر المنظمة الجزائرية لحماية المستهلكين على رفع درجة التأهب القصوى بسبب انتشار ظاهرة تلوث الشواطئ، وهي تحظر حاليا لرفع دعاوى قضائية على العديد من المصانع التي تلوث مياه البحر جهارا نهارا، فضلا عن عشرات الشواطئ التي لا تراقب مياهها ما يجعل المصطافين يسبحون في مياه مجهولة عادة ما تكون بؤرا لانتشار الأمراض.

لاتزال العديد من الشواطئ المحاذية لواد الحراش وواد مازافران تستقطب يوميا آلاف العائلات، أين يسبح المصطافون في مياه ملوثة ومسمومة بمباركة السلطات المعنية التي لم تكلف نفسها عناء تطهير مياه الأنهار التي تصب في هذه الشواطئ والتي تحمل يوميا ما لا يخطر على بال من المواد السامة والخطيرة الناجمة عن مخلفات المصانع ومياه الصرف الصحي، فشاطئ الصابلات على سبيل المثال والذي لا يبعد سوى أمتار عن واد الحراش بات الوجهة  المفضلة لآلاف العائلات من مختلف الولايات، والتي تدفع بأطفالها للسباحة في هذا الشاطئ الذي لو يعلم الناس ما يحمله من مياه ملوثة لهربوا منه ذعرا وصدمة، وتؤكد العديد من الدراسات البيئية أن مياه واد الحراش الملوثة تصل للعديد من الشواطئ الشرقية للعاصمة على غرار عين طاية سركوف برج البحري الرغاية برج الكيفان …

أما شواطئ عين البنيان وسيدي فرج وزرالدة غربا فهي تحت رحمة واد مازفران الذي يعتبر من أوسخ الأودية الذي شهد العام الماضي انتشارا رهيبا لبؤر الكوليرا وهو ينحدر من ولاية الشلف ويصب في زرالدة مرور على مقطع خيرة، والذي تصب فيه مياه الصرف الصحي لمئات الأحياء السكنية وعدد لا يحصى من المصانع والمذابح، والغريب في الأمر حسب جولة ميدانية للشروق أن هذا الوادي الذي كان يغلق مصبه في النهار صيفا احتراما لمصطافين بات يرمي فضلاته جهارا نهارا والمصطافون يسبحون في مياهه المسمومة التي تشق طريقا طويلا في البحر يمتد ليكيلومترات طويلة..

سماسرة “الباراسول” يدوسون مجانية الشواطئ

لا تزال مجانية الشواطئ مجرد شعارات سرعان ما تتبخر أمام مشاهد الطاولات والكراسي التي حولت الشواطئ إلى أشبه بقاعات الأعراس والمقاهي، وبات المواطن محروما من وضع “الباراسول” في الواجهة الأمامية للشواطئ التي احتلها عنوة الكثير من الشباب الخارجين على القانون والسلطات الوصية “شاهد ماشافش حاجة” فمن شواطئ الرغاية شرقا إلى شاطئ زرالدة غربا 90 بالمائة من الشواطئ باتت تحت قبضة السماسرة والبلطجية الذين تحكموا في “الباركينغ” بفرض أسعار مرتفعة تتراوح مابين 100 و200 دج ونصبوا الطاولات والكراسي على واجهة البحر، وما على العائلات التي ترفض استئجار هذه الطاولات إلا نصب شمسياتها في الواجهات الخلفية أين يصعب عليها حراسة ومراقبة أبنائها..

زبدي: المجانية أكذوبة ومياه البحر الملوثة كارثة

كشف رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلكين السيد مصطفى زبدي في تصريح للشروق عن مباشرة أعضاء من منظمته في مختلف الولايات الساحلية رفع دعاوى قضائية ضد المصانع التي تلوث وتسمم مياه البحر جهارا نهارا، وأكد أن السلطات الوصية يجب أن تضمن التحليل اليومي لمياه البحر وترشد المصطافين للشواطئ المسموحة النقية، وليس وضع إشارة “سباحة مسموحة” في شواطئ محاذية لمصبات الأودية المسمومة على غرار واد مازافران وواد الحراش، ودعا المتحدث إلى تسليط عقوبات قاسية ضد المسؤولين الذين يحتالون على المصطافين بفتح شواطئ مسموحة تعج مياهها بالمواد الكيميائية السامة .

وأضاف زبدي أن مجانية الشواطئ مجرد شعارات مناسباتية سرعان ما تتضح أنها أكذوبة بمجرد دخولك لأي شاطئ، أين يفرض عليك دفع مبلغ غير قانوني لركن سيارتك وتجبر على استئجار طاولة وكراس وشمسية بمبالغ تتراوح من 600 و1500 دج للاستمتاع بالواجهة الأمامية للشاطئ التي عادة ما تكون مكتظة بالطاولات والكراسي الملتصقة ببعضها البعض وكأنك في مقهى…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • يوسف العربي

    السؤال المطروح اليوم هو أين الحكومة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    لقد سيطر البلطجية على السواحل ، في غياب تام للدولة وكأننا نعيش في غابة ، فالسائح يذهب من أجل الراحة والإستجمام ، ولكنه يفاجأ بشباب يحملون الهراوات ويا ويل لمن يركن سيارته ويحاول التهرب من الدفع ، فلا بد من الدفع ...
    يعود السائح وهو مهموم مكتئب بدل أن يعود فرحا وقد أزيل عنه التعب والغم ...

  • zawali-dz

    هناك من فقد حياته جرّاء عراك ضد هؤلاء الجراثيم ، أصبحت شواطئنا مشوّهة بذلك المنظر البشع للطاولات و الكراسي و كأنك في مقهى ولست في بحر، هذه الظاهرة المشينة و المشوهة لمنظر البحر لم تحرك سساكنا للمسؤولين و المععنيين بالأمر لأن بكل بساطة هذه ليست الأماكن التي يقصدونها للإستجمام هميذهبون إلى أماكن أخرى ،ما عسانا نقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم يا عصابة .

  • ياسين

    "بسبب شواطئ الصرف الصحي وسماسرة "الباراسول" متعة المصطافين تتحول إلى “قنطة”!"..ضف إلى ذلك "الأحمرة الناطقة" التي تقود قوارب الصيد وسط "العوامين"؟؟؟

  • وسيم

    إنها السياحة على الطريق الجزائرية، كل من يذهب لهذه الشواطئ مخطئ ألف بالمئة

  • fakou

    yathahaw ga3

    bi ithni allah