متوسطات محرومة من المرافق الضرورية بمديرية التربية للجزائر – غرب

تعاني بعض متوسطات الجزائر – غرب بإقليم درارية، من عدة نقائص أثرت على عمل الطاقم التربوي بالمؤسسات ناهيك عن انخفاض مستوى التحصيل الدراسي للتلاميذ بسبب غياب الأمن والتدفئة ودورات المياه، ناهيك عن زجاج النوافذ المحطم، وهي مطالب طرحها الأمين الولائي لنقابة المؤسسة الذي استعجل تدخل وزير القطاع.
تنتظر المؤسسات المتضررة اهتمام مديرة التربية للجزائر- غرب بمشاكلها خاصة ما يتعلق بتحسين ظروف التمدرس وأمن وسلامة العمال والأساتذة، مع طلبها زيارة الوالي المنتدب لدرارية لها والوقوف على انشغالاتها كونها تابعة لإقليم المقاطعة.

أساتذة متوسطات مناطق الظل يتعرّضون للاعتداءات

استنكرت متوسطة 1602 مسكن بحي “أولاد منديل” بالدويرة التي لم يستأنف تلاميذها الدراسة نظرا لإضراب الأساتذة في 4 نوفمبر، عدم استجابة مديرية التربية للجزائر- غرب لمطلبها بتسييجها وتصليح زجاج نوافذها المحطم من طرف بعض المنحرفين مع توفير الأمن بالمؤسسة، وأوضح الأمين الولائي لنقابة المؤسسة بن القاضي يوسف أن المتوسطة حديثة النشأة وتعرضت للسطو في فترة الحجر الصحي، وسرقة قنوات المياه النحاسية والمدفئات وسخان الماء من السكنات الوظيفية.
وأفاد مصدرنا أن “الفرع النقابي أعلم مديرة التربية في 2 نوفمبر بالشروع في إضراب مفتوح غير أنها لم تتصل بهم للتحاور وتجاهلت مطالبهم علما أنهم سبق وأضربوا السنة الماضية مدة 15 يوما، حيث استأنفوا العمل بعد أن أخبرتهم مديرية التربية بعدم وجود غلاف مالي.
أما متوسطتا “الكحلة الجديدة” و”السوالمية” ببلدية بئر توتة فتعاني من انعدام الأمن واقتحام المنحرفين حرم المؤسسة وذلك لقصر جدار الدعم المحيط بالمؤسستين وكشف المتحدث أن عدم تحرك الجهات المعنية عرّض الأساتذة والتلاميذ وحتى مديرة متوسطة “الكحلة” للخطر بعد أن اعتدي عليها لفظيا من طرف منحرفين لمنعها لهم استغلال ملعب المتوسطة، حيث قصر الجدار المدعم سهّل ولوجهم إليه، وتواصلت حملة الاعتداءات على عمال المؤسسة حيث تم رشق مشرفة تربوية بالحجارة الثلاثاء المنصرم. هذا وطلبت المديرة الوالي المنتدب لبئر توتة ومديرة التربية للجزائر- غرب بالتدخل في 29 سبتمبر المنصرم.

متوسطات تفتقر للتأطير وأخرى مهدّدة بالانهيار

من جهتها، تعاني متوسطة “زبير بوعجاج ” ببلدية “تسالة المرجة” التابعة لمقاطعة بئر توتة والتي تضم 730 تلميذ و12 دورة مياه، غير أنه ومنذ سنتين أصبح التلاميذ يتداولون على 4 دورات مياه بعد أن أغلقت البقية بسبب انزلاق التربة.
وتقدم مدير متوسطة “محمد لحسن” ببلدية بئر توتة التي استقبلت هذه السنة 950 تلميذ، بطلب إلى مديرة التربية من أجل تجاوز نقص التأطير الإداري والتربوي، مشيرا إلى أن المناصب الشاغرة تتمثل في مستشار التربية، 4 مشرفين تربويين من أصل خمسة، عون حفظ البيانات، عامل مهني مستوى 2 و5 مناصب لأستاذ مادة الرياضيات و3 في الفيزياء و3 في الانجليزية، 3 في اللغة العربية، 1 في الاجتماعيات وأستاذ في التربية البدنية. والتمس المدير في مراسلة له الإسراع في الاستجابة لانشغاله المتعلق بمشكل الشغور.
وأودع مدير متوسطة حي “2160 مسكن” بسيدي محمد بنفس البلدية عدة مراسلات بمصلحة البرمجة والمتابعة بمديرية التربية للجزائر- غرب مذكرا بالخطر الكبير الذي يهدّد سلامة التلاميذ والأساتذة، حيث ورد في مراسلة تحوز الشروق نسخة منها، أن سقف قاعة التمدرس رقم 13 يزداد تدهورا وتشققا بسبب التسرب الكبير لمياه الأمطار، ما يعيق عملية التمدرس إلى جانب تشقق الجدار الخارجي للقاعة 19 وجدار الساحة الخارجي المهدّد بالانهيار.
وتأثر 1200 تلميذ بمتوسطة “محمد الفوضيل” بخرايسية 2، من عدم وظيفية أجهزة التدفئة داخل الأقسام نظرا لوجود مشكل في قنواتها، على غرار نقص المشرفين التربويين، حيث “لا تطبق المديرية المنشور 16 الذي يحدد وضع مشرف تربوي لكل 6 أفواج” خاصة في ظل جائحة “كورونا” حسب الأمين الولائي.

تساؤلات عن مصير 10 ملايير الموجّهة لترميم وتجهيز المدارس

كشف الأمين الولائي لنقابة المؤسسة للجزائر- غرب بن القاضي يوسف عن حيازته لوثيقة رسمية تحصل عليها من مصلحة البرمجة والمتابعة لمديرية التربية، تفيد أن والي ولاية الجزائر قد منح لمديرية التربية الجزائر-غرب غلافا ماليا من حساب السنة المالية 2020 منها 10 ملايير سنتيم لترميم المؤسسات ومليار سنتيم لتزويدها بأجهزة التدفئة ومبالغ هامة أخرى موجهة للتجهيز، وفي هذا الصدد تساءل المتحدث عن عدم قيامها بأشغال الترميم والتجهيز رغم توفر التمويل. وبذلك تكون المديرية قد خرقت المادة 37 من القانون 03/06 التي تنص على ضرورة توفير الأمن والسلامة وتحسين ظروف العمل.
وأكد بن القاضي “أنه عقب إحصائه المؤسسات التي تشكو من النقائص حضّر تقريرا قدمه إلى مديرة التربية، وراسلها مقترحا عليها استغلال فترة الحجر الصحي منذ مارس المنصرم للقيام بالترميمات والتجهيزات لهذه المتوسطات غير أنها تجاهلت الأمر حسب المتحدث”، وصرح الأمين الولائي أنه تقدّم بطلب رخصة عقد جمعية عامة للإطارات النقابية لدى مديرية التربية تضم مديرين، مستشاري التربية، المقتصدين، الأساتذة، المراقبين والعمال المهنيين لدراسة ومناقشة الظروف المادية والاجتماعية والمهنية للموظفين ودراسة الاحتجاجات الأخيرة المتعلقة خاصة بالعمل والتمدرس، وفي حالة عدم الاستجابة لانشغالاتهم، هدّد المتضررون بتنظيم اعتصام شامل أمام مقر مديرية التربية.
وفي اتصال مع مديرة التربية للجزائر – غرب، “أكدت أن مشكل متوسطة أولاد منديل يتكفل بها ديوان الترقية والتسيير العقاري كونها متوسطة جديدة وحسب دفتر الشروط يتم ترميمها من طرف “أوبيجي” هذا الأخير الذي أكد للمشتكين أنه لا يمكن تعلية الجدار الخارجي كونهم لم يتم تدوينه في دفتر الشروط. أما بخصوص باقي المؤسسات التي تشكو من نقائص في التجهيزات والترميمات فملفها موجود على مستوى مدير التجهيزات العمومية، المسؤول حسب مديرة التربية باتخاذ الإجراءات القانونية المعمول بها لإتمام المشاريع من الإعلان عن مناقصات واختيار المقاولين وهذه الأمور تأخذ وقتا خاصة مع الظروف الصحية التي تمر بها البلاد مع فيروس كورونا”.