-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

متى تكتمل حلقة الموت؟

صالح عوض
  • 803
  • 0
متى تكتمل حلقة الموت؟
ح.م

في صباح كل يوم جديد تطل الإدارة الأمريكية علينا بخبر جديد حول القضية الفلسطينية؛ فبعد إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية إليها خطت الإدارة الأمريكية جملة خطوات منها إيقاف دعم الاونروا وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين واتبعتها بإيقاف دعم المستشفيات في السلطة الفلسطينية وايقاف مساعدتها للسلطة الفلسطينية وكان موقفها الاخير بأنها تصر على إلغاء الانروا وان تعيد صياغة اللاجئين الفلسطينيين وتدعو لتوطينهم حيث يقيمون.

خطواتٌ مدروسة تفصيلية تقوم بها الادارة الامريكية تجاه القضية الفلسطينية وهي بالضبط صفقة القرن تترجم على الأرض خطوة خطوة بمباركة من قبل كثير من الأطراف ومشاركة من قبلها لفرض أمر واقع على الفلسطينيين الذين يكتشفون انهم يقفون في المواجهة وحدهم بعد ان اخذ منهم الانقسام ماخذه وارهق اعصابهم واعمى عيونهم عن المخاطر الخارجية الى حد كبير.

يتم الكلام الآن عن تغييرات عميقة في المنطقة عن كونفدرالية بين اسرائيل والسلطة والاردن الا أن رفض الملك والطبقة السياسية الاردنية يجعل المشروع في خانة الامتحان لقوى الاطراف المعنية.. أما توطين الفلسطينيين فهو سيفتح مجددا الباب على مصراعيه لمواجهات بين المخيمات الفلسطينية والدول الطائفية والعرقية في المنطقة حيث لن يقبل اللبنانيون على مشاربهم توطين الفلسطينيين البالغ عددهم 750 ألف لاجئ وكذلك من الصعب أن تقبل سورية توطين نصف مليون فلسطيني والامر ينسحب على الاردن وملايين الفلسطينيين.

لا يمكن القول أن الصهاينة وصلوا إلى صيغة محددة في التعامل مع الوضع الفلسطيني ومن الواضح ان التناقضات حادة بين اقطاب الكيان الصهيوني فمنهم من يدعو الى حل السلطة الفلسطينية ومنهم من يدعو الى طرد الفلسطينيين من داخل العمق الفلسطيني ومنهم من يدعو الى التوسع شمالا لنزع اعترافات دولية بضم الجولان كما تم ضم القدس والتوغل في الضفة الغربية استيطانا إذ بلغ عدد المستوطنين في الضفة الغربية المليون تقريبا.. وان توزع المواقف الصهيونية على مواقف مختلفة يطرح نفسه على صانع القرار الامريكي الذي يبدو اكثر من اي ادارة سابقة عزما على وضع صيغة نهائية للقضية الفلسطينية.

حلقة الموت التي يريدها ترمب تكتمل حسب تصوره وانه ليس للفلسطينيين قدرة على تغيير الواقع المفروض وان المنطقة العربية مهشمة ولا قدرة لها على مواجهة الارادة الامريكية بل ان هناك اطرافا عربية تشارك بالمال والموقف الخطة الامريكية لانجاز حلقة الموت.. ومن الواضح ان الامريكان يعزمون ان يتجه مجموع الضغط على الفلسطينيين الى القبول بالواقع الذي ستفرضه عليهم صفقة القرن..

تتحمل قيادة الشعب الفلسطيني دورا بارزا في تهميش القضية الفلسطينية وذلك من خلال تضاؤل قوة الدفع المقاوم للمشروع الصهيوني وانكفاء وسائل واساليب فاعلة الى نمط بدائي وانشغال القيادة الفلسطينية بنفسها تشويها وتعطيلا بحيث تمت بعثرة الفعل الفلسطيني الى درجة ان طمع الاخرون بعقد صفقات انفرادية مع الفصائل بعيد عن الجامع الواحد لهم الغائب او المعطل او المجمد.

قيادة الشعب الفلسطيني سيسجل التاريخ عليها انها لم تستطع الخروج من المازق وبعيدا عن الاتهامات وتبادل تحميل المسئولية بين هذا وذاك لا يوجد اي جهد حقيقي لانهاء التمزق والانشغال بالقضية في مواجهة مؤامرة ترمب.. لن يفيدنا كثيرا القول ان فلان هو من عطل او انقسم او تشدد او تفذلك او تلوى او تلون كل ذلك لا يفيد شيئا في التخفيف من حجم ما يلحق بالشعب الفلسطيني وقضيته.

مفهوم جيدا ان هناك خيارات مختلفة لدى قيادة الشعب الفلسطيني ولكن الوحدة ينبغي ان لا يكون حولها اختلاف ابدا.. ففي اطار الوحدة يختلف الناس ويقدمون لبعضهم تنازلات تتناسب مع أحجامهم وفعاليتهم.. المهم الالتفات الى هذا الهجوم المتواصل والمتصاعد ضد فلسطين وشعبها وقضيتها.

على الصعيد العربي والفلسطيني والإسلامي يبدو ان الوضع كارثي.. ولا توجد قوة تواجه التحدي الأمريكي.. وسيسير التحدي الأمريكي الى نهايته وتسقط كل الكلمات التي تحاول التصدي للهجوم الأمريكي او التي تحاول التأثير عليه.. حينذاك سيكون أمام الفلسطينيين والعرب وأحرار المسلمين اتخاذ الخطوة الضرورية ثورة ضد كل عناصر الجريمة لا هدف لها الا فلسطين كاملة.. والله غالب على امره.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!