-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

متى جاءنا الخيرُ من فرنسا؟!

متى جاءنا الخيرُ من فرنسا؟!
الشروق أونلاين

على الرّغم من السوابق الكثيرة للقنوات الفرنسية في الجزائر التي تحاول إعطاء صورة مشوّهة عن المجتمع الجزائري، إلا أنّ الكثير من الجزائريين ما زالوا يتعاملون بشيء من التلقائية والبراءة، وهو بالذات ما حدث مع وثائقي “أم 6” الذي تضمّن الكثير من الإساءات إلى المرأة الجزائرية والرجل الجزائري، وتجاهل معدّوه خصوصيات المجتمع الجزائري، مطلقين أحكاما شمولية انطلاقا من الثقافية الغربية.

وينسجم هذا الوثائقي مع الصّورة النّمطية السّائدة في الإعلام الفرنسي عن المجتمع الجزائري، والنظرة الضّيقة للحَراك الشعبي، ولا ينسجم إطلاقا مع عنوانه الكبير “الجزائر بلدُ كل الثورات” الذي يعطي انطباعا بأنّ الأمر يتعلق بعمل وثائقي ضخم مشبّع بسرديات تعطي صورة عامة عن الحراك الشعبي الذي أذهل العالم، غير أنّ الوثائقي جاء هزيلا ومختصَرا في شابة تقوم بتعليم الماكياج على اليوتيوب، وشابّ يكافح للحصول على سكن، وحالات أخرى ومواضيع لا علاقة لها بالحَراك ولا بالثّورات!

وقبل ذلك بثت قناة “فرانس 5” روبورتاجا أساء إلى الحراك الشعبي، إذ تضمّن مشاهد أظهرت الشّباب المشارك في الحراك وهم يحتسون الخمور، كما يبرز الروبورتاج موضوع الكبت الجنسي لديهم، وفتيات يتعاطين السجائر، وهي نظرة سطحية للحراك الجزائري ومحاولة لتقزيمه ووضعه في دائرة المطالبة بالحرّية الجنسية!

وفي كلتا الحالتين خرج الشباب المشاركون وتبرأوا من الصّورة التي ظهروا عليها، متهمين صحفيي القناتين بالتركيز على مقاطع بذاتها وإدراجها في سياق مغاير لسياق الأحاديث التي أجروها، وهو في الحقيقة مجرد عذر، لأن المادة الخام المسجّلة التي يتم تسجيلها لإعداد الوثائقيات والرّوبورتاجات لا يمكن أن تُدرَج كلُها ضمن العمل التلفزيوني، وإنما يتم اختيار مقاطع ضمن القصّة الصحفية المسبقة التي أعدها الصحفي.

لذلك؛ فإنّ مجرّد القبول بالحديث مع ممثلي القنوات الفرنسية هو خطأ في حدِّ ذاته، بالنّظر إلى التّجارب السّابقة وبسبب اختلاف الثّقافة والخصوصيات فضلا عن الأفكار المُسبقة لدى الفرنسيين عن المجتمع الجزائري، إذ يتم التقاط ظواهر اجتماعية ومشاهد عن العلاقات داخل الأسرة الجزائرية، ويتم عرضُها ومحاكمتها وفق الثّقافة الغربية التي لا تقدّس العلاقة الأسرية، وترى في حالة التآلف بين الرجل وزوجته تحكّما وسيطرة، وهو بالذات ما حدث في وثائقي “أم 6”.

أما التساؤل الذي يجدر طرحه فهو: لماذا يتم السماح بدخول ومنح التراخيص لهذه القنوات الإعلامية التي غالبا ما تعطي صورة مشوَّهة عن المجتمع الجزائري، وتحاول تسويق أفكارها المسبقة من خلال ما تبثه من تقارير؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
13
  • RAHAOUImahi

    الخير ما جاش و عمرو ما يجي من عند المستعمر الفرنسي.
    فرنسا الاستعمارية لازالت تتحرك نحو بلداننا بسلوكيات كلونيالية

  • ثانينه

    تنتظر الخير من فرنسا المومن يبدا من نفسه فرنسا او غيرها من الدول تؤمن بمبدا لكل شيء مقابل. انت الدي اعطاك الله كل شيء العقل الارض الماء خيرات الارض فلاحه بترول معادن ...لم تتمكن من ان تنفع نفسك لتكون مستقلا عن الاخرين..يجب ان تلوم نفسك قبل ان تلوم فرنسا .تفكيرك مازال قابل لفكره الهيمنه من الغير والولاء للغير وحتي العبوديه الاجرار الجدد ليس لهم كل هدا الياس..فهم اليوم في نفس مستوي هده الدول التي تسيطر علي التكنولوجيا والعلم لان التقدم يتاتي اولا بالعلم والحريه

  • محمد

    حتى ملاحظاتك بريئة لأنك لم تقف على حقيقة ما يصرح به الكثير من المواطنين لما ينفردون بالأجانب وبما يدلون به لما يتحدثون مع مواطنيهم.الفرق شديد حتى كأنك تمتنع عن قبول ما تسمع له من نفس الشخص.حينما يتكلم بعضنا مع مواطنيه تحسب أنك أمام بطل متشبث بعزة شعبه متحمس للدفاع عن كرامته قد يتصدر صفوف المدافعين عن كيانه لكن بمجرد أن يقف أما الفرنسي أو الأوربي مهما كان مقامه يتحول إلى أشد المنتقدين لشعبه ولدينه وللغته وقد يدعي تبرئة نفسه من أية علاقة تشده إلى أصله.لقد شهدنا كيف كان يعامل بوتفليقة الصحافيين الجزائريين أو العرب وكيف كان ينبطح أمام الأجانب الغربيين ثم علمنا كيف نقل بعض حكامنا الأموال المنهوبة

  • tadaz tabraz

    متى جاءنا الخيرُ من فرنسا؟!... هذا السؤال يجب طرحه على الملايين من الجزائريين الذين يعيشون في فرنسا وعلى الجزائريين الذين ينتظرون الفيزا للسفر نحو فرنسا عفوا بالهجرة نحو فرنسا وعلى الجزائريين الذين يغامرون يوميا بقوارب الموت نحو فرنسا ... الخ

  • HECHAICHI

    من فرنسا يأتي فقط ....طعامنا ولباسنا ودواءنا و....

  • المتاعب المندهش

    الحقيقة المؤلمة أن فرنسا بنت و شيدت كل شيء جميل في هذه البلاد

  • جزاءري

    لا فرنسا كلها شر ولا نحن كلنا خير . يجب ان نعترف ان مشاكلنا نحن مسؤولون عنها بالدرجة الاولى حتى وإن كان مفتعلها هي فرنسا . اذهب ابعد من ذلك لاذكر ما قاله مالك بن نبي لا استعمار دون قابلية للاستعمار . وانا مقتنع تماما بهذه المقولة . والقابلي. للاستععمار ان يكون عدوك جديا وإن تكون انت مسترخيا وهزليا . يعني هو سيريو وانت تتقعد .

  • tadaz tabraz

    فرنسا هي من صنعت الجزائر بمفهومها وحدودها الحالية . وهي من شيدت المستشفيات ( أولها مصطفى باشا 1854 ) والجامعات ( أولها جامعة الجزائر بن يوسف بن خدة حاليا منذ 1888 ) والمطارات ( أولها هواري بومدين 1909 ) والبنوك ( أول بنك هو بنك الجزائر 1851 ) والسكك الحددية ( أولها قسنطينة سكيكدة 1871 ) وهي من علمتنا الادارة بينما قبلها لم تكن الولادات أو الوفيات أو عقود الزواج وهذه هي الحقيقة التاريخية التي ولو تنكر لها 43 مليون جزائري لكنها تبقى حقيقة

  • ثانينه

    ادا وضعنا الحقبه الاستعماريه ..ولكن يجب ان ترحم علي الشهداء....فرنسا بعد الاستقلال ما شفنا منها غير الخير كل شيء ياتينا من فرنسا ..حتي ان الكثير من العائلات الجزائريه تصلها شهريا منحه التقاعد بالاورو ياتينا الحليب الدواء السيارات القمح اللباس اصبحت باريس عاصمتنا الثانيه اليس هدا كله خير وبالمقابل ماهو الخير الدي اعطتنا الاعراب..الكره الاعمي يودي للتطرف..لاتخلط بين اللغه الفرنسيه التي تمقتها لانك تجهلما وبين الدوله الفرنسيه التي تسمح قوانينها لمتحجبه ان تكون برلمانيه في بلد المسيحيه انها حقا الديموقراطيه

  • ابو عمر

    صنعت لكم دولة???

  • جاموري

    متى جاءنا الخيرُ من فرنسا؟!
    كل مستشفياتنا الجامعية بنتها فرنسا وأول مدارسنا شيدتها فرنسا وغالبية خطوط السكك الحديدية والى اليوم ورثناها عن فرنسا وكذلك الأمر للطرقات والجسور والابار ...... فهل هذا خير أم شر ؟؟؟ أنشري يا شروق

  • شاوي حر

    دون ان اقرأ المقال ففرنسا هي الطاعون والطاعون فرنسا فوالله لن ولم تقم لنا قائمة الاعندما نتخلص من فرنسا وعملائها وما عشرينية العصابة التي سيرتها بواسطة عملائها عنا ببعيدة وما فعلته بأجدادنا وأبائنا عنا ببعيد وما تركته لنا من عملاء دمرو البلاد والعباد لذلك لاحل لنا مع خرنسا الا في قطع دابرها ودابر عملائها من البلاد والاتجاه نحوة الدول البراغماتية مثل المانيا وتركيا الذين يبحثون عن المصلحة المشتركة فخرنسا بعملائها تريد العودة من النافدة بعد ان طردها أ‘جدادنا وأباؤنا شرةطردة ولاكن نقول لها هيهات هيهات فالجيش عاد جيشناوعملاؤها سوف لن يبقو بيننا وكبرناتها لم يعودو يحكموننا عليهاالخزي وعلىعملائها

  • Rezak

    هناك الكثير من الخير الفرنسي ، تركت لنا لغتها التي هي للزوال ، تركت لنا المفسدين ، و الحركى و الخونة و تركت لنا اشعاعا نوويا ينتهي بعد 60 مليون سنة ، و بنايات شيدها جزائريون نقول عنها كولون .... الخ ، أما ما أخذته فقبل الاستعمار هو حق لها لسكوتنا أما بعده فهو أكثر مما قبله ، هذا هو الخير حسب الفهم الفرنسي ، سرطان طيفيلي