-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

متى يكون لدينا “أرطغرل” انتاعنا؟

حسن خليفة
  • 528
  • 1
متى يكون لدينا “أرطغرل” انتاعنا؟
ح.م

على مدار سنوات شكل مسلسل “أرطغرل” مواسم متعة تابعها حسب الإحصاءات نحو 3 مليارات من البشر، في نحو 90 بلدا، بلغات مختلفة. وقد ابتعد المسلسل كثيرا في سباق المنافسات عن غيره؛ حيث كان الإقبال عليه أسطوريا كما قال بعض المتابعين والمعلقين.

قبل أن نعرض لحقيقة المسلسل وعموم الدراما الجاذبة، دعنا نوضح حقيقة هامة وهي أن الدراما صارت وسيلة من أهمّ وأخطر الوسائل في صناعة الوجدان الإنساني وصياغة القناعات الذهنية والخواطر القلبية والسوا نح الذهنية، ولا يمكن تفسير الانجذاب الكبير للمسلسلات في عمومها بما في ذلك المدبلجة منها (المكسيكية ـ البرازيلية ـ الأمريكية ـ التركية) سوى أنها تملأ فراغا كبيرا في الوجدان الشعبي الإنساني. وبالطبع العاملون في تلك الدراما يعرفون جيدا نقاط الضعف ويعملون على الدوران حولها خلال حلقات المسلسل الطويلة، بالتمطيط (المفتعل في أحيان كثيرة).

وينبغي التنبيه هنا أنه ليس المهم أن يربطوا المتلقي إلى الشاشة أطول مدة ممكنة… إنما الأهم تمرير وتسريب المفاهيم والأفكار بنعومة بالغة إلى أعماق الإنسان، امرأة كان أو رجلا، في أي مرحلة عمرية كان.

وقد تحقق ذلك، وإنما نستطيع تفسير هذا الميل العجيب إلى نمط العيش الحديث، وتسلّل مفاهيم الحبّ، والحبّ الممنوع، والرومانسية، والانغماس في الماديات، والتمحور حول “الأنا” والتقليل من قيمة وهيبة الحرام، وتقزيم الأعراف والتقاليد الجيدة الإيجابية… وغيرها من المفاهيم والأفكار… نستطيع تفسير كل هذا بتسلّل تلك المفاهيم عبر الدراما من شاشة ليست محايدة عندما يكون مضمونها سموما فتاكة في شكل سرد وحكي، مع تصوير ماتع باهر، وتشويق زائد، وتتابع وتسلسل الأحداث بشكل لا يُقاوم. كل ذلك معروف، وإن لم نستفد منه في صناعة دراما قويّة تجسد قيّمنا وتاريخنا وأحداثنا الكبيرة.

لكن دعنا نعود إلى مسلسل أرطغرل ما الذي جعله يحقق كل هذا النجاح العابر للقارات؟

كيف استطاع تحقيق هذا الانجذاب الكبير؛ حتى تابعه ملايير من البشر، في بلدان شتى ولغات وألسنة شتى أيضا؟. لقد كان المسلسل حدثا على مدار سنوات استطاع أن يسوّق طروحات وآراء وأفكارا وقيّما متعددة، ومع أنه تاريخي في الأصل؛ حيث تعود فترته الزمانية إلى القرن الثالث عشر الميلادي بين 1258 ميلادي و1326 “ويعرض مقدمات ودوافع تأسيس الدولة العثمانية من عرض سيرة حياة الغازي أرطغرل بن سليمان شاه، قائد قبيلة قايي من أتراك الأوغوز المسلمين، ووالد عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية”. والبقية معروفة عن المسلسل غير العادي الذي اكتسح عالم الدراما في العالم العربي خاصة، وإن لم يكن الوحيد فإن من الإنصاف الاعتراف أنه كان واحدا من أقوى المسلسلات الجاذبة المؤثرة.

إن الجواب يكمن في أمر أساسي هو: إدراك قيمة الدراما لدى الأتراك في إعمار الإنسان وجدانيا وتسويق أطروحاتهم على مستوى عالمي. فماذا عنّا نحن ُ؟

لنسأل ببراءة: أين مسلسلنا نحن في الجزائر..أين “أرطغرل” أنتاعنا؟

أليس لدينا ما يمكن أن يشكل مادة دسمة لمسلسلات ودراما قوية مؤثرة؟ أليس في وقائع تاريخنا الطويل العريض الزاخر بالبطولات والأحداث الكبيرة ما يمكن أن يمثل مسلسلات استثنائية تسوّق للوطن وتاريخه وبطولاته؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • محمد نحال

    أبطالنا وأرطغلاتنا كُثُرٌ في الجزائر ..لكن من يسعون لتدميرهم أكثر وأقوى للأسف... ولولا عناية الرحمن لكنّا بأيدهم بددا... لكنّ إيماننا بالله أقوى وسيخرج أرطوغلنا إن لم يكن قد خرج فعلا...وسيعيد الجزائر إلى ماضي عهدها الجميل ...