مجهولون يبيدون النباتات السهبية بالبيّض

تحوَلت معظم المساحات الخضراء ببلديتي الأبيض والبنود الواقعة في أقصى حدود الولاية الجنوبية للبيض، إلى مراع للحمير المشردة التي عاثت في بساتين الفلاحين فسادا والتهمت الأخضر واليابس، بل وصل الأمر أن أصبحت الحمير السائبة تسرح أمام مقر البلدية ومركز العلاج والمتوسطة الجديدة دون تدخل من السلطات المحلية، الأمر الذي ترك موجة استياء شديدة عند مواطني البلدية، خصوصا في فترات الصباح الباكر، أين تتوغل الأحمرة داخل الأحياء السكنية، وتأتي على الأعشاب والنباتات المغروسة بمحاذاة المؤسسات العمومية مع العلم أن البلدية تعتبر بوابة تطل على العرق الكبير، وتعرف على مدار السنة هبوبا للعواصف الرملية التي تساهم في انتشار وزحف الرمال نحو المدينة وبتدمير الحزام الأخضر الذي تم تجسيده على مدار ربع قرن من الزمن، من طرف الهجومات الشرسة للحيوانات الضالة والأحمرة، وبهذا تكون البلدية مهددة من جديد بزحف الرمال والتصحر.

من جهة أخرى، أكد عدد من قاطني منطقة الجليد والخنفوسي بصحراء دائرة الأبيض سيد الشيخ من البدو الرحل المتمركزين في أقصى نقطة بخريطة ولاية البيض للشروق اليومي، بأن مجهولين من ولايات مجاورة يقومون بنهب النباتات الصحراوية المعروفة في أوساط الموالين “بالدرين” الشبيه بالحلفاء حيث يتسلَلون إلى المراعي الجنوبية، لبلدية البنود الواقعة مع حدود صحراء ولاية أدرار، ويقومون في فترات الليل باقتلاع الأشجار والنباتات بطرق عشوائية، حيث ينزعون الجذوع، الأمر الذي يجعل هذه النباتات لا تنمو نهائيا حسب المواطنين، رغم أنه سبق لموالي المنطقة مناشدة السلطات المعنية للحد من نهب نبات الدرين وهو من النباتات السهبية التي تقدم للمواشي، كأعلاف والمفضلة عند الإبل وتساهم بقدر كبير في منع زحف الرمال نحو التجمعات السكانية، كما أن لها فعالية وأهمية في المحافظة على الطبيعة من التصحر والمساهمة، بشكل كبير في حماية الطريق الوطني 6 ب الرابط ولايتي البيض وأدرار من تراكم الكثبان الرملية، هاته الأخيرة التي تتسبب في حوادث المرور المميتة.