-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قبل احتمال إصدار قرار غلقها

محاجر جبل شنوة بتيبازة محل تحقيق معمق

محاجر جبل شنوة بتيبازة محل تحقيق معمق
ح.م

قررت السلطات الولائية لتيبازة فتح تحقيق معمق حول استغلال “مشبوه” لثلاثة محاجر بجبل شنوة منذ قرابة الـ 10 سنوات وهذا رغم حمايته بقوة القانون بمقتضى قرار ولائي صدر سنة 2017 يقضي بتصنيفه محمية وطنية، حسب ما أفاد به والي تيبازة، محمد بوشمة.

وأوضح المسؤول في تصريح لوكالة الانباء الجزائرية، بخصوص مآلات الحركة الاحتجاجية التي يقوم بها سكان أحياء شنوة أن “مصالحه باشرت مطلع الأسبوع الجاري تحقيق معمق حول نشاط مشبوه لثلاثة محاجر تنشط منذ قرابة 10 سنوات ما أصبح يمثل هاجسا حقيقيا يداهم السكان وخطرا يهدد النظام البيئي للمنطقة”، وهو ما دفع برفع مخاوف سكان المنطقة للوالي.

ويقوم سكان منطقة شنوة سيما منهم سكان سيدي موسى والناظور ولجان الأحياء وبمساهمة قوية من الجمعية الولائية لحماية المستهلك وبيئته بسلسلة احتجاجات واسعة قاموا خلالها بغلق الطريق المؤدية للمحاجر الثلاثة مؤكدين تمسكهم بمطلب غلقها في أقرب وقت ممكن لما تشمله من خطر على الصحة العمومية وتهدد البيئة.

وفي السياق، قال الوالي بوشمة أنه تقرر ختاما للقاء جمعه السبت الماضي بممثلين عن سكان المنطقة ورئيس جمعية حماية المستهلك وبيئته “شروع لجنة التحقيق مطلع الأسبوع الجاري بمعاينة مدى مطابقة دفتر شروط المحاجر الثلاثة لنشاط تلك المؤسسات والتدقيق في مدى احترامها لدفتر الأعباء خاصة منها الجانب البيئي وعدم إزعاج السكان بالمواد المتفجرة وتأثيرها على صحة الإنسان والطبيعة واحترام مواقيت التفجير قبل إصدار قرار غلقها نهائيا.

وأبرز في هذا الصدد، أن المعلومات الأولية تشير لتواجد محجرة واحدة فقط في حالة قانونية وهي المحجرة التي تقوم بتموين مشروع الطريق السريع الإجتنابي لشرشال التي سيتم غلقها مباشرة بعد استلام مشروع الطريق الإجتنابي المزمع خلال الثلاثي الثالث من السنة الجارية داعيا السكان إلى التحلي بقليل من الصبر.

وبخصوص المحجرتين المتبقيتين قال السيد بوشمة أن “مصيرهما الغلق لا محالة خلال ثلاثة أو أربعة أشهر”، مبرزا أن “لجنة التحقيق ستقوم بالتأكد من مدى صحة المعلومات التي تفيد بالاشتباه في نشاطهم”ا حيث يتهم سكان منطقة شنوة المحجرتين بتموين مشاريع خارج الولاية سيما منها مشروع الطريق السريع البليدة-المدية وهو ما يمنعه القانون.

من جهته قدم رئيس جمعية حماية المستهلك وبيئته، حمزة بلعباس، التي تقوم منذ قرابة السنتين بحملة واسعة للمطالبة بغلق تلك المحاجر خلال لقائها بوالي الولاية جملة من انشغالات مواطني المنطقة الخاصة بالمعاناة الكبيرة التي يعيشونها بشكل يومي، وكذا الأضرار الايكولوجية والبيئية الخطيرة والدمار الكبير الذي يطال جبل شنوة منذ عشرة سنوات.

وقدمت الجمعية -يقول رئيسها- ملفا كاملا يتكون من عارضة مطالب و قوائم إمضاءات السكان المجاورين للجبل والرافضين للمحاجر ونسخة من القرار الولائي الذي يصنف جبل شنوة محمية طبيعية وطنية، إلى جانب قرص مضغوط يحتوي على صور وفيديوهات التفجيرات وكذا فيديو تحسيسي منجز من طرف الجمعية والذي يحتوي على مؤهلات الجبل.

ووصف رئيس جمعية حماية المستهلك وبيئته وضعية المحاجر بجبل شنوة بـ “الكارثة” التي ألمت بالمنطقة منذ عشرة سنوات، مبرزا أن “السلطات الولائية وقتها اقترفت ذنبا لا يغتفر بإقدامها على منح تراخيص استغلال جبل شنوة الساحر، فيما أصبح الوضع خطرا يهدد الثروة الغابية والحيوانية ويسيء للتوازن البيئي للمنطقة بسبب التفجيرات التي أحدثت تصدعات في المنازل”.

كما سجلت ذات الجمعية ارتفاع في عدد الإصابات بمرض الحساسية والالتهابات الصدرية بنسبة كبيرة وسط سكان المنطقة دون تقديم أرقام توضح الوضع.

ويحتوي جبل شنوة الذي يعتبر من بين أجمل المناطق بتيبازة من غابات متنوعة مشكلة أساسا من أشجار الصنوبر الحلبي، إلى جانب التراث مادي يتمثل في قرى أمازيغية قديمة وآثار رومانية.

وينتمي جبل شنوة جغرافيا إلى جبال الظهرة وتتقاسمه بلديّات تيبازة غربا وشرشال شرقا والناظور جنوبا، فيما يبلغ ارتفاعه 905م فوق سطح البحر في قمّة يمّا تافوغالت أو أفوغال التي تعني القمّة المشرفة على السهول والتلال ويسمى أيضا أذرار شنوا أذرار بومعشوق (جبل بومعشوق) وإغيل شنوة أي ذراع شنوة.
ق. م

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!