-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رئيس منظمة الأمن العالمية لمكافحة الفساد مراد مازار في حوار لـ"الشروق":

محاربة الفساد الرياضي يجب أن تكون بوجوه جديدة وثقتنا كبيرة في الرئيس تبون

صالح سعودي
  • 2246
  • 7
محاربة الفساد الرياضي يجب أن تكون بوجوه جديدة وثقتنا كبيرة في الرئيس تبون
ح.م

لا تزال قضية التسريب الصوتي للمحادثة التي تمت بين رئيس وفاق سطيف حلفاية والمناجير سعداوي تصنع الحدث في الشارع الكروي الجزائري، في انتظار اتخاذ القرارات اللازمة من طرف الجهات المعنية، وفي هذا الجانب فضلنا محاورة الشخصية الرياضية مراد مازار الذي يشرف منذ شهر فيفري المنصرم على منظمة الأمن العالمية لمكافحة الفساد، وهذا بغية معرفة رأيه في القضية ومسائل أخرى تخص واقع ومستقبل الرياضة والكرة الجزائرية.

بحكم مهمتك الجديدة كرئيس لمنظمة الأمن العالمية لمكافحة الفساد منذ يوم 10 فيفري، ما رأيك في قضية التسريب الصوتي لرئيس وفاق سطيف حلفاية التي لا تزال تصنع الحدث؟

هذه القضية وقضايا أخرى مشابهة ليس أمر غريبا أو جديدا، في ظل ما يحدث منذ سنين من ممارسات سلبية في محيط الكرة الجزائرية، ما تسبب في نهب أموال طائلة، لكن الفرق بين ما حدث ويحدث من فساد وتلاعبات، هو أن هذه القضية فجرت في مرحلة جديدة تعيشها الجزائر بعد انتخاب رئيس الجمهورية الجديد عبد المجيد تبون الذي جاء بمشروع مهم جدا وهو الجزائر الجديدة، وفي هذا الوقت الصعب الذي يعيشه العالم بسبب جائحة كورونا، وما خلفه من توقيف كل النشاطات الرياضية، أعتقد أن الفرصة مهمة لإعادة النظر في السياسة المنتهجة، وهي فرصة للانطلاق وفق سياسة جديدة لإعادة النظر في القضايا المطروحة.

كيف ذلك حسب وجهة نظرك؟

أتمنى من السلطات العليا عن طريق وزارة الشباب والرياضة تجسيد قوانين جدية تخص الرياضة والكرة وتطبيقها بوجوه جديدة لكن بصرامة، وهذا يتطلب الرحيل الجماعي لوجوه الفساد، لأن ما يحدث سببه العصابة التي تسير شؤون الكرة منذ سنين، وهذا ليس أمرا سريا، في ظل استفحال ظاهرة البيع والشراء والبزنسة.

ما هي الخطوات الميدانية التي تريدها مهمة للحد من الممارسات السلبية التي شوهت الكرة الجزائرية؟

أطلب من السلطات العليا للبلاد إعادة النظر في سياسة تمويل الرياضة الجزائرية في كرة القدم، والعمل في المرحلة الحالية على القيام بخطوات من أجل إخراج الكرة الجزائرية من الإنعاش، ومن الوضعية المتعفنة التي تعيشها، يجب هيكلة كرة القدم من جديد حتى ننطلق من القاعدة بسياسة جديدة على وقع التكوين، من أجل الخروج من هذا الاحتراف الذي يعد بمثابة انحراف، بدليل مظاهر النهب والسرقة والتلاعب بأموال طائلة كلفت خزينة الدولة آلاف الملايير هي بمثابة أموال الشعب، ولذلك قلت يجب أن ننطلق في سياسة جديدة وبوجوه جديدة، ناهيك عن ضرورة محاسبة الجميع.

كيف ذلك؟

حان وقت الحساب والعملية سهلة، فبعض الحكام والمدربين واللاعبين وخاصة المسيرين لما نرى إمكاناتهم وممتلكاتهم قبل اندماجهم في كرة القدم والآن تجد الفرق، كيف لرئيس بين ليلة وضحاها يصبح ملياردير. وعليه في رأيي كمسؤول سابق لمدة 5 سنوات على رأس الاتحاد الدولي لمكافحة الفساد ومسؤولياتي الجديدة على رأس منظمة الأمن العالمية لمكافحة الفساد الرياضي من اللازم محاربة مثل هذه المظاهر التي شوهت سمعة الرياضة والكرة الجزائرية.

لو نعود إلى قضية التسريب الصوتي، هل تملك معطيات واضحة في هذا الجانب؟

يمكن أن أؤكد لك أن هذه قضية التسريب الصوتي وحسبما تحصلت عليه من معلومات من طرف الاتحاد الدولي لمكافحة الفساد الرياضي، فقد تلقى 100 مراسلة ورسالة من طرف مواطنين ورياضيين ومهتمين وإعلاميين بعثوا التسجيل وطلبوا التدخل. يجب أن يعرف الشعب أنني لما كنت على رأس الاتحاد الدولي لمكافحة الفساد، فإنه لما تكون قضية فساد وتلاعبات كنت دائما كمواطن جزائري أفضل أن أبعث الملف والمعلومات إلى السلطات الجزائرية التي أضع فيها الثقة لاتخاذ القرارات المناسبة.

هل هذا الذي قمت به بخصوص ملف “بي بي سي” وفرانس فوتبال؟

الهيئة لم تسر مع الناس التي كانت وراء هذا الملف لتفادي تأزم الوضع، خصوص وأن الجزائر كانت معرضة لعقوبة قاسية من الفيفا، وقد كنا حينها على أبواب “كان 2019” التي توجنا بها، وقد تدخلت على “بي بي سي” ودافعت عن الجزائر ولم أدافع عن الفساد في الجزائر، وقد قلت حينها بأن الفساد داخل كرة القدم موجود في كل ربوع العالم، وبعدما قامت مصالحي بتحريات وجدنا أن الملف المذكور كان له هدف سياسي، حيث أن وراءه أناس لا علاقة لهم بالرياضة يخططون لخلق فوضى كبيرة في الجزائر، ما جعلني أحبط هذا الملف، قلت هذا الكلام حتى يعرف الجميع ما قام به مازار من أجل الجزائر.

وكيف سيكون الأمر بعدما طفت قضية التسريب الصوتي الأخير؟

أغتنم الفرصة حتى أؤكد لكل متتبعي كرة القدم بأن ملف الفساد في الجزائر والصحف الأجنبية هو في طريق الخروج إلى الواجهة، حيث أن هناك أطراف تتابع القضية عن قرب ومهتمون أكثر بملف الفساد في الكرة الجزائرية، لذلك أتمنى من السلطات العليا عن طريق وزارة الشباب والرياضة التحرك بجدية، وأنا كلي ثقة في السلطات الجزائرية للقيام بالشيء اللازم.

ما هو رد منظمتكم في مثل هذه القضايا؟

يجب آن يعلم الجميع أن هذه المنظمة العالمية لمكافحة الفساد متكونة من حوالي 68 فرع في كل دولة وقارة، وهي متعددة الاختصاصات، فيها مصالح وفروع مختصة في الفساد الأخلاقي والاقتصادي والمالي وتبييض الأموال وتهريبها، وكذا محاربة ومعالجة الفساد الثقافي والرياضي وكل ما هو جريمة الكترونية وفرع مختص في حقوق الإنسان، وعليه فإن مصلحة الفساد الرياضي في المنظمة في اتصال مباشر مع الاتحاد الدولي للمكافحة الفساد الرياضي، وهناك لجنة تقوم بجمع كل المعلومات، وهي بصدد تكوين ملف وإرساله إلى الفيفا.

أين وصلت الدعوى القضائية التي رفعت على مستوى محكمة الأربعاء ومحكمة سيدي أمحمد، وهذا بعد التصريحات التي أدلى بها زرواطي بخصوص الجمعية العامة للفاف، فأين وصلت القضية؟

السنة الماضية كنت رئيسا للاتحاد الدولي لمكافحة الفساد الرياضي، وبعد التصريحات المباشرة على القنوات التلفزيونية من طرف رئيس شبيبة الساورة، أين تكلم على أمور خطيرة وغير قانونية تخص الجمعية العامة الانتخابية التي تم انتخاب فيها خير الدين زطشي رئيسا للفاف، فقد تم رفع دعوى قضائية على مستوى محكمة الأربعاء ومحكمة سيدي أمحمد، وعليه فإن المصالح المعنية انطلقت في التحريات، وقامت بالإجراءات القانونية اللازمة، وحسب المعلومات فقد تم فيه استدعاء عدة أطراف في انتظار الفصل فيها.

متى سيكون ذلك؟

أؤكد أن هذه القضية لا تزال مفتوحة، وهي في الطريق الصحيح، في انتظار ترقب مستجدات خلال الأيام القادمة، وقد تلقينا ضمانات على حرص العدالة الجزائرية لمعالجة الملف في إطاره القانوني، للعلم أن الاتحاد الدولي لمكافحة الفساد الرياضي طبقا لقوانينه الداخلية ينتظر نتائج العدالة الجزائرية متمنيا أن تكون النتائج باحترام القانون، لأنه إذا وقعت فيه ملابسات فإن الاتحاد الدولي يتأسس كطرف ضد المعنيين بالقضية على مستوى محكمة دولية.

وماذا عن التسريبات الصوتية الأخرى التي مست مسيرين وعدة أطراف خلال السنوات الماضية؟

كلها موجودة في الملف الذي أسسته الأطراف الأجنبية بقيادة بي بي سي وفرانس فوتبال التي جمعت فيه كل ما حدث من فساد في الجزائر. ملف بي بي سي ثقيل ومبني على وثائق وتصريحات وأشياء ملموسة.

بعيدا عن التسريبات الصوتية ومآسي الكرة الجزائرية، فإن الرئيس السابق للفيفا بلاتير كان قد ذكرك مؤخرا في حوار صحفي، كيف تفسر هذا؟

السيد بلاتير تربطني به علاقة متينة، هي اكبر من صداقة أخوية منذ 1993، وأغتنم هذه الفرصة لأؤكد بأن هذا الرجل لديه احترام وحب وتقدير كبيرين للجزائر، فمنذ أن كان أمينا عاما للفيفا وهو يساعد الجزائر في كل مرة كانت الجزائر في حاجة إليه، وأنا سعيد بصداقته، مثلما أنا سعيد انه ذكر اسمي، لأن هذا فخر للجزائر.

وماذا عن وضعيته الحالية في ظل المتابعات القضائية التي تعرض لها؟

بما أنني اعرفه منذ سنين، فأنا على دراية بالكثير من التفاصيل حول هذا الرجل، وأقول إنه كان ضحية تصفية حسابات من طرف مافيا تدور في عالم كرة القدم العالمية.

ما هي أبرز هذه المسائل التي ذهب فيها ضحية حسب رأيك؟

أكبر قضية تصفية حسابات تعرض لها هي عدم تحصل أمريكا على وانجلترا على تنظيم نسخة 2022 من نهائيات كاس العالم، في الوقت الذي يعلم العالم بأن من كان وراء عدم حصول أمريكا على تنظيم مونديال 2022 ليس بلاتير ولكن هو الرئيس السابق لفرنسا ساركوزي وميشال بلاتيني.

علمنا أنك اقترحت مليون دولار على شكل سبونسور خلال الألعاب الأولمبية للشباب عام 2018، لكن تم رفضها، لماذا حسب رأيك؟

طلبت من السلطات العليا للبلاد فتح تحقيق في الأموال الطائلة التي صرفت خلال هذه الألعاب بطريقة مبالغ فيها، ما يؤسف له إنني جلبت مليون دولار تضمن التكفل بأكل وإقامة الضيوف، لكن تم رفضها، وفضلوا أن يصرفوا من خزينة الدولة، لهذا أطلب من السلطات العليا للبلاد فتح تحقيق في الموال الطائلة التي صرفت في منافسة عادية جدا.

كيف هي وضعيته القانونية حاليا؟

الاتحاد الدولي لمكافحة الفساد الرياضي يتابع القضية منذ البداية إلى يومنا هذا، وكما صرحت به في عدة مناسبات أؤكد مرة أخرى بأن التاريخ سينصف صديقي جوزيف بلاتير وستثبت براءته من هذه القضية ومن كل التهم، حينها سيطوى آخر ملف لبلاتير عل مستوى القضاء السويسري.

هل من إضافة في الأخير؟

على السلطات التحرك حتى تضرب بيد من حديد، فالذي حدث من فساد ونهب وسوء تسيير كان في وقت العصابة، حاليا هناك رئيس جديد ووجوه جديدة بقوانين جديدة وسط ترقب الهيئات الدولية، لدينا ثقة كبيرة في رئيس الجمهورية عيد المجيد تبون أمام العالم بأسره، لأن أهم نقطة أكدها قبل وبعد انتخابه هو أن مكافحة الفساد يعد أولوية، ولهذا نحن على رأس منظمة الأمن العالمية لمكافحة الفساد نشكر السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على هذا الموقف وسوف نسانده عالميا في هذه الحرب ضد الفساد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • زابح

    كرة القدم ماهي الا لعبة وأمتنا ليست أمة لعب .فكيف لأمة تسارع دون تردد لانهاء السنة الدراسية
    بينما الكل قلق على مصير بطولة الفضائح . والسبب هو الأموال الطائلة التي تمطرها الدولة على الفرق دون حسيب ولا رقيب . فبمجرد مقاطعة لاعبي فريق ما للتريبات يسارع الوالي بتقديم مساعدات يالملايير وجهتها هي جيوب اللاعبين الذين يتقاضون مئات الملايين شهريا . بينما في حقيقة الأمر تلك المساعدات مخصصة لدعم كل الفئات العمرية وفي كل التخصصات الرياضية لتشجيعهم على ممارسة الرياضة من مبدأ
    العقل السليم في الجسم السليم.

  • عبدالرحمن

    يجب غسل الساحة الرياضية من رؤساء الاتحايات والرابطات بالماء والصابون فهؤلاء دمروا الرياضة وجعلوا من الجزائر الولودة عاقرا نهبوا الاموال وأخذوا المشاريع وتسلقوا المناصب ولم يزرعوا غير الفتنة بين الجماهير والعداوة والمهازل فارجومن المنجل ان يتحرك

  • Omar one dinar

    CORONA COMBATAIT LE CORONA....LES CORUPTIONNISTS COMBATAIENT LA CORUPTION........WAMA ADRAKA MINA EL DJAZAEIR

  • maknin

    لا يكون المفسد مصلح.المفسد هو الذي بحد داثه و يفسد الغير
    الفاسد; هو الذي فاسد لنفسه فقط

  • احمد

    الفيفا منظمة فاسدة في عهد بلاتر أو في عهد من خلفه و من يدافع عن الفاسد فاسد

  • جزائري حر

    الفساد في الجزائر تم بأوامر فرنسية

  • كرة الافيون

    اخي انا في رايي لو الدولة توقف كرة القدم على الاقل 20سنة وتتجه للعمل وبناء البلاد ودعم التعليم والشباب المبتكرين والمخترعين بدلا من دعم لاعبين كرة لاينفعون البلاد والعباد في شيئ .. وعندما تصبح بلادنا متطورة واقتصادها قوي ممكن ترجعوا لكرة القدم العبوها وتابعوها وشجعوا وانا معاكم