محاكمة شعبية قاسية لولد عباس في الطريق بالعاصمة

دقائق عصيبة مر بها السيناتور جمال ولد عباس، المهدد بفقدان الحصانة البرلمانية، والإحالة على المحاكمة في قضايا فساد، عندما حاصره مواطنون، الأحد، في العاصمة، ورددوا على أسماعه “كليتو لبلاد يا السراقين”، “وأنت تعيش مع أبنائك بأموال الشعب”.
لم يقو ولد عباس على الرد على مواطنين دفعهم الظلم الذين عايشوه طيلة سنوات، كان فيها ولد عباس واحدا من أوجه نظام بوتفليقة الذي ولاه وزارتي الصحة، والتضامن، وعندما أبعده من الوزارة، بوأه منصب أمين عام ما كان يعرف بـ”الحزب الحاكم” ثم سيناتورا، يتمتع من خلالها بحصانة برلمانية، تُبعد عنه الوقوف أمام القضاء للرد على قضايا فساد كبيرة يكون قد تورط فيها.
وفي انتظار مثول ولد عباس أمام القضاء بعد تجريده من الحصانة، كانت عدالة الشارع له بالمرصاد، وهو على متن سيارة تابعة لمجلس الأمة وسائق، حيث عجز عن الرد على الأسئلة والاستفسارات التي طُرحت عليه، حيث فاجأه أحدهم بنوع من الاستهزاء “الحاج أنت هنا لم تهرب؟”، ليرد ولد عباس بنوع من الثقة “نعم نعم، أنا هنا”، وفي سؤال آخر “هل أنت مع الحراك؟”، الغريب أن ولد عباس يزعم أنه مع الحراك فيقول “نعم أنا مع الحراك”، ومن الغرابة اكثر، أن ولد عباس يتفاعل مبتهجا بمطلب إبعاد بدوي وبن صالح، وعندما يُسأل عن بوتفليقة، يكتفي بالصمت.
ويستمع ولد عباس إلى صوت آخر، “كليتو لبلاد…”، لم يجد ولد عباس من سبيل سوى القول إنه “طبيب”، يصر المواطن “وأولادك في سويسرا… اعرف أبناءك”، والمعني يشير إلى نجل ولد عباس، الذي تحوم حوله شكوك كبيرة حول تورطه في قضايا فساد وابتزاز، خاصة خلال تشريعيات الانتخابات التشريعية لسنة 2017، مستغلا مركز ولده الذي كان أمينا عاما لحزب جبهة التحرير الوطني.
ينطق صوت آخر “عيب عليكم عيب عليكم، رشحتم ميتا للرئاسيات ولم تروه…”، يصمت ولد عباس، يتواصل الصمت، وينطق المواطنون “كليتو لبلاد يا السراقين… كليتوا لبلاد يا السراقين”، وطبعا لم يستطع ولد عباس الرد، فملفه أمام القضاء “ثقيل للغاية”.