محرز في طريقه ليتحوّل إلى أحسن لاعب جزائري لكل الأزمنة

مجرد التواجد مع العشرة الكبار في العالم، في وجود الظاهرتين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، يعتبر إنجازا كبيرا للاعب رياض محرز، الذي لن يحلم هذه السنة بالكرة الذهبية الإفريقية، كما كان بعيدا عن الكرة الذهبية العالمية بسبب عدم تتويجه قاريا مع ناديه مانشستر سيتي ولم يلعب وكانت أهدافه شحيحة.

رياض محرز الذي سجل سهرة الثلاثاء هدفا جميلا في مرمى بيرنلي ضمن الدوري الإنجليزي الممتاز، ورفع رقم أهدافه إلى أربعة مع احتفاظه برقم خمسة في التمريرات الحاسمة في أقوى دوري في العالم، من 635 دقيقة لعبها، أي إنه يمتلك معدل صنع وتهديف محترم بالنظر إلى المنصب الرواقي الذي يلعب فيه كجناح أيمن، رياض أمامه عدة تحديات، أولها أن يصبح لاعبا أساسيا لا نقاش ولا جدال في مكانته مع فريقه، الذي يبدو أنه قد ضيّع لقبه المحلي وقد يسعى لبلوغ نهائي رابطة أبطال أوربا وتفجير فلسفة غواديولا فيها لتحقيق اللقب المستعصي على فريق الألوان السماوية.

رياض محرز صار اسمه منذ تتويج ليستر يتردد ضمن كبار العالم وليس إفريقيا فقط، وهو ما لم يقدر أي لاعب جزائري على فعله، سوى النجم رابح ماجر منذ ثلاثين سنة، عندما كان يلعب لنادي بورتو البرتغالي، ولكن الفترتين مختلفتان تماما، لأن ماجر في زمنه كان كل بلد يشارك بفريق واحد في كأس الأندية البطلة بما فيها البلدان الأوروبية الكبيرة، وساعدت القرعة نادي بورتو الذي واجه طوال التصفيات فرقا متواضعة قبل بلوغ النهائي، وكان أقواها فريق دينامو كييف في نصف النهائي، بينما أقصى بايرن ميونيخ في ذلك الوقت ريال مدريد وجوفنتوس، وكانت المباراة النهائية هي الأسطورية بالنسبة لبورتو وماجر، كما أن كأس العالم للأندية في ذلك الوقت، كانت عبارة عن مباراة واحدة تلعب في اليابان بين بطل أوروبا وبطل أمريكا الجنوبية، فواجه بورتو بطل أوروغواي وفاز في ملعب مليء بالثلوج من هدف وتمريرة من ماجر بهدفين مقابل واحد، وفي حالة حصول رياض محرز مع فريقه الإنجليزي على اللقب الأوروبي، فسيصبح أحسن لاعب في تاريخ الكرة الجزائرية لكل الأزمان من حيث الإنجازات الفردية والجماعية.

رياض محرز الذي سيبلغ التاسعة والعشرين من العمر في بداية السنة القادمة 2020، لم يعد يمتلك الوقت لكي يبلغ القمة، لأنه أكبر سنا من منافسيه الإفريقيين محمد صلاح وساديو ماني، وهذا الموسم هو المثالي بالنسبة لفريقه وله أيضا، لكي يقوم بالقفزة الكبيرة ليتحول فعلا إلى أسطورة كروية جزائرية لا تنسى، لأن ما ساهم به في كأس أمم إفريقيا في الصائفة الماضية بأهدافه وقيادته على الميدان للمجموعة، لن يكتمل إلى بتحقيقه لإنجاز كبير مع فريقه مانشستر سيتي بالتتويج باللقب الأوروبي ويكون هو مساهما فيه بألعابه وأهدافه، وأيضا قيادة الخضر لكأس العالم في قطر 2022 والمساهمة في تحقيق نتيجة كبيرة لا تقل عن الدور ربع النهائي.

جدل كبير أثير في الجزائر حول مسابقة الكرة الذهبية لمجلة فرانس فوتبول، والأكيد أن الجدل سيُثار بطريقة أكبر وأوسع، عندما يتم الإعلان عن صاحب الكرة الذهبية الإفريقية في جانفي من السنة القادمة 2020، والأكيد أنه لن يكون رياض محرز، والطريق مفتوح لساديو ماني الذي أبدى غضبه من عدم التتويج باللقب العالمي أمام ميسي، فما بالك بالكرة الذهبية التي بات الفوز بها بالنسبة لساديو ماني، قضية وقت ليس أكثر.

لأول مرة تمتلك القارة الإفريقية لاعبين ينشطان في فريق واحد ويتوجان بكل الألقاب الممكنة قاريا ومحليا وهما ماني وصلاح، ومقارعة رياض محرز لهذا الثنائي ومناطحته لهما هو أيضا إنجاز، لأن اللاعبين عالميان ليس في المستوى القاري فقط، وفوز رياض محرز عليهما يُسجل للمجموعة وليس لجهده الفردي، بينما في الموسم الكروي السابق احتل ماني ومحمد صلاح معا المركز الأول في الدوري الإنجليزي، بنفس رقم التهديف مع ليفربول، ولم يجد محرز معالمه ولم يتمكن طوال الموسم الماضي في الدوري الإنجليزي من تسجيل سوى 9 أهداف في توقيت لعب بلغ 1339 دقيقة، وهو مطالب بتحسين أرقامه وأهمها تسجيل مزيد من الأهداف، لأن رياض محرز وصل في شتاء 2014 إلى إنجلترا ولم يسجل سوى 50 هدفا، ووصل إلى “الخضر” في ربيع 2014 ولم يسجل سوى 9 أهداف وهي أرقام بعيدة عن إمكانيات رياض المذهلة.
ب.ع