-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مجاهدون يشيدون بخصاله في ذكر رحليه الأولى

محمد الصالح يحياوي.. دعم الشاذلي وعارض بوتفليقة وقرب بين فرقاء الفيس

أحمد قرطي
  • 8236
  • 15
محمد الصالح يحياوي.. دعم الشاذلي وعارض بوتفليقة وقرب بين فرقاء الفيس

دعت شخصيات ثورية وتاريخية ومجاهدون، إلى ضرورة نفض الغبار عن تاريخ وحياة الراحل محمد الصالح يحياوي، كما أجمع المتدخلون في شهاداتهم على هامش إحياء الذكرى الأولى لوفاته بالمسيلة، على أن الجزائر فقدت رجلاً حكيما صادقا نزيها شريفا، كان له مسار حافل إبان الثورة التحريرية وبعد الاستقلال، على الرغم من التزامه الصمت طوال سنوات، لأسباب متعددة، خاصة خلال العشرية الأخيرة.

أسد الأوراس أو الشهيد الحي كما يطلق عليه، خاض عدة معارك ضد الاستعمار الفرنسي وتقلد عديد المناصب بعد استرجاع السيادة الوطنية، انطفأت شمعته قبل سنة من الآن، لكن رصيده الثوري والنضالي لا زال وسيبقى راسخا في الأذهان بالنظر إلى التضحيات التي قدمها في سبيل الوطن..

هي جزء من شهادات رفقاء له في الكفاح والنضال والعمل السياسي، تحاول الشروق نقل جانب منها للقراء الكرام على هامش إحياء الذكرى الأولى لوفاته من قبل المكتب الولائي لجمعية رجاء للتضامن والتنمية التي مكنت من جمع رفقاء الراحل بحضور نخبة وكوكبة من الأساتذة والمهتمين بالشأن التاريخي والثوري بالنسبة لأعظم ثورة في القرن العشرين ولشهداء ومجاهدي الجزائر ومحمد الصالح يحياوي بالتحديد.

يرى المجاهد ومحافظ حزب جبهة التحرير الوطني، عبد المجيد معتوق، بأن محمد الصالح يحياوي غني عن التعريف ويكفيه فخراً واعتزازا أنه رحل إلى دار البقاء وهو يحمل في جسده رصاصات تحرير الجزائر من المستعمر الغاشم، يعد نموذجاً يحتذى به للأجيال الصاعدة، كان يدعو إلى التمسك بالمبادئ الوطنية والمثل وقيم الثورة والجهاد والوحدة الوطنية.

من جانبه مدير الأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي، وفي تدخل له، باعتباره ملازما للفقيد منذ 1977 إلى أن وافته المنية، انتهز الفرصة للحديث عن أبرز مواقفه ونظرته لمستقبل البلاد، منها الحديث الذي دار بينه وبين الرئيس هواري بومدين الذي كان يزوره بأكاديمية شرشال قائلاً له “مشينا معك مشية موافقة وأنه حان الوقت لأن نمشي معك مشية المشاركة”، وهو الحديث الذي تسبب حسب عبد المجيد شيخي في غضب الرئيس بومدين رحمة الله عليه، حيث لم يكلمه لمدة 6 أشهر كاملة ولم يلتق به طيلة تلك الفترة، إلى أن تغيرت نظرة الرئيس أنذاك وغير مواقفه ومنه قرر النزول إلى الشعب في نقاش واسع حول الميثاق الوطني، مضيفاً بأن بومدين بعدها عاد وخاطب الراحل بأن يمسك الحزب العتيد وهو ما مكنه من إعداد تقرير مهم حول نظرته المستقبلية للحزب، كما شرع آنذاك في جمع الإطارات ورفع مستوى الحزب الذي يجب أن لا يكون تابعاً للإدارة إلى أن حدث ما حدث ورحل بومدين، ليتم بعدها إقصاءه من الحزب، ويكفيه وسام وحيد أنه أكبر جريح في الثورة.

وفي تدخل له، اعتبر المجاهد جمال الدين ميهوبي، بأن الرجل كان مثالاً في التضحية والفداء على مبدأ الحق وبيان أول نوفمبر الذي لم يحد عنه أبداً، يضرب به المثل في البطولة والشجاعة، حيث عانى معاناة كبيرة خلال الثورة التحريرية، اثر إصابته بـ18 رصاصة في أنحاء متفرقة من جسده، انتزع البعض منها في يوغوسلافيا وألمانيا وكذا الاردن والبعض الآخر بقى في جسمه إلى غاية مماته، لذلك سمي بالشهيد الحي. وبخصوص مساره الثوري، فإنه التحق بصفوف الثورة التحريرية وسنه لا يتجاوز 19 عاما وذلك سنة 1956 رفقة بعض الشباب رغم معارضة البعض باعتباره صغيراً في السن، ولم تطأ قدماه فرنسا طوال حياته وحتى العلاج بعد الاستقلال، اختار يوغوسلافيا والأردن والمانيا.

بينما اعتبره شقيقه عبد السلام يحياوي، بأنه فقيد الجزائر وليس منطقة المسيلة، أو الأوراس، مؤكدا في كلمة له بالمناسبة، بأن الراحل كان خلال السنة الأخيرة التي توفي فيها بصدد كتابة بعض الكتب حول الثورة والجهاد والجيش والحزب أي الأفلان، ولما سألته يضيف المتحدث عن عدم كتابة ذكرياته وسيرته، قال له بالحرف الواحد “أنا لا أكتب عن نفسي، بل أكتب عن الجزائر”، مؤكدا أنه لما سافر إلى الاردن للعلاج، تجمع حوله الأطباء ووصفوه بخالد بن الوليد الثاني، تحالفت على حد قوله قوى الشر في الداخل والخارج، كما قدم عدة تنازلات تفاديا للتشتت ونكرانا للذات.

وفي شهادته حول أسد الأوراس، قال في حقه المجاهد عبد الكريم عبادة بأن الفضل يعود له في تولي الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد رئاسة الجمهورية، رغم أن محمد الصالح يحياوي كان الأفضل والأجدر والأقرب لتولي هذا المنصب، لكنه آثر ذلك على نفسه، ودعا الجميع إلى التعبئة والتجنيد، على الرغم من أنه كان هو المؤهل، باعتباره مجاهدا معروفا ويحظى بدعم الكل من مجاهدين ورجال في المؤسسة العسكرية، الا أنه فضل التنازل، ودفع ثمن صراحته ونزاهته وصدقه ومواقفه، ومن بين الشهادات التي سردها عبادة عن الفقيد، أنه سنة 1999 لما عاد الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة، كان حسبه الكل يرحب به بالنظر إلى ما قيل عنه في تلك الفترة ورغبته في خدمة الجزائر، حيث قال في هذا الشأن “أنتم ما تعرفوهش، والله لو يتحقق ذلك يأتي نهار تعضو أصابعكم وأنتم بصدد ارتكاب جريمة في حق هذا الشعب”، مضيفا أنه عاش نظيفا ومات نظيفا، رجل إجماع وتأكيد، كانت له عدة اسهامات، في تقريب وجهات النظر بين قادة الفيس والسلطة في تسعينيات القرن الماضي، كما مد يد العون للرئيس الأسبق اليامين زروال ودعمه وكان مخلصاً له وفق ما ذكره عبد الكريم عبادة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
15
  • AHMED

    tous des traitres

  • سي الهادي

    إلى عمر الزاهي
    ( تذكير محاسن الرجال ليس مستحبا فقط إنما واجب وطني , الأجترار هو السيء ) كلامك سليم وصائب وعلى قدر من الأهمية , قليل من هم على أستعداد لسماع صوت الآخر , نكران الماضي والأستغناء عنه أمر ليس سيئا فحسب إنما خطيرا لكن الأسوأ والأخطر الشعور باختقار الذات والأستكان للماضي مهما كانت إيجابيته , فمحاسن الماضي قد تتحول لمساوئ الحاضر والمستقبل وقد تكون قاتلة ( للدواء مدة صلاحيته وقد يكون عديم الجدوى أصلا ويسحب لزوال المرض نهائيا ) وجهة نظر.

  • شاوي فار من عذاب الخيانة

    سئل المرحوم يوما عن سر العلاقة التي تربط بومدين ببوتفليقة , أجاب بأبتسامة باردة ( حرف # الباء # أي باء الربط بين واجدة وباريس ومشى وهو مافسر بالسر الخطير .

  • سي الهادي

    أقدر أيما تقدير المرحوم يحياوي المجاهد والوطني المخلص الذكي , قدم شبابه وحتى حياته فداء تحرير وطنه الجزائر وساهم بعد الأستقلال في تكوين الجيش الوطني الشعبي كذلك في بناء الدولة المدنية وقت أن ترأس حزب جبهة التحرير الوطني الذي حاول تطعيمه بالمخلصين , كيف لايقدر وهو القائل / أتنازل على كرسي الرئاسة لوطني مخلص ولو أقل مني ثقافة ورتبة وسنا وفي كل شيء فقط أن يكون مجاهد حقيقيا على أن يطمع فيه خائن وخبيث وكان يقصد بوتفليقة ( فهو من تكهن وقال إذا كان ديقول قالكم ردولي لخبر بعد 30 عام من الأستقلال أنا أنقولكم ردولي لخبر بعد 10 سنوات من حكم بوتفليقة السارق العنصدي ) من لايقدر ذاك الرجل لايستحق التقدير .

  • منور

    ربي يرحمه ويرحم كل الشهاء وشهداء الواجب الوطني.أعتقد أن المرحوم لم ولن يتنازل لا للشادلي ولا لبوتفليقة ،كل مافي الأمر أقسي من طر ف قاصدي مرباح والعربي بالخير وضباط فرنسا ،لأن فرنسا كانت تدرك أنه سيحاربها مثل ما حاربها في الماضي ،وكان يعرف حجمه ومناظلي الجبهة في دالك الوقت لا مناظلي اليوم مؤنث ومدكر ويعملون على شئ واحد هو كيفية الحصول على نصيبهم من "الطرطة"لهدا أتي بالشادلي لأرضاء مناظلي الجبهة ثم التخلص منهم الواحد بعد الخر بالعزل أو بالقتل ،وتركت فافا مهمة سي بوتفليقة الى اليوم،فرنسا لم ولن تترك "لو صولاي دالجيري"la france aime le solei d'ALGERIE

  • عبد الرحمن دريش-بريكة

    العقيد محمد الصالح يحياوي ابن عين الخضرة-كانت تسمى في السابق عين الكلبة- ولاية المسيلة.خرج من رحم الاعاصير والهزات ابن عائلة متدينة لحد التصوف وكان له شقيق اعتقد عبد السلام يحياوي شغل منصب رئيس دائرة بريكة ولاية المسيلة فلم نرى منه الا كل خير ولم يتباهي في يوم ما بان اخاه عقيدا والرجل الثاني في الدولة وهذه هي الثورات تاكل ابناءها تماما مثلما تاكل القطة ابنائها في حالة الخطر. ادعوا للعقيد يحياوي بالرحمة والغفران ولكل المجاهدين والشهداء الابرار محرري الارض والعرض وجبهة التحرير تبقى دائما رغم الانتهازيين والذين حكموا باسمها ثم شتموها.مارسوا الارض المحروقة باسمها الغالي والنفيس.لن نساوم في الجبهة.

  • Mohamed aymen

    رحمة الله عليه وعلى كل الشهداء المخلصين الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل ان تستقل الجزائر

  • الطاهر ولد حمدي

    كي كان حي واحد ماسمع به ونهار مات رجعتوه بطل وزعيم وووو.مالفائدة من كل هذا بعد ان توفاه الله فدعوه يرتاح في قبره بعد ان ذاق الويل منكم في حياته يامنافقين

  • مرتضى بريزني-سعيدة

    من ينتقد يحياوي عليه غسل فمه بالتراب والمسك والعنبر عدة مرات،قرات كتاب علي بن محمد المعنون:"جبهة التحرير بعد بومدين"" ولاحظت مدى احترام الكاتب لشخص يحياوي، وكيف ان العقيد يحياوي وهو مسؤول للحزب بعد اقالته من الكلية العسكرية بشرشال في اطار تحييد رؤوس مراكز القوى في النظام البومديني،اذن كلف يحياوي علي بن محمد وهو احد ضحايا الراحل مصطفى الاشرف في وزارة التربية بكتابة الكلمة التابينية التي ستلقى يوم دفن بومدين ولم يتم الاعلان بعد عن وفاته، وكيف جاء بن محمد الى منزله واكثر من تدخين السجائر واحتساء ترموس القهوة العربية ثم كيف بدا قلمه يخط العبارات،لكن يوم التابين اخذ الخطاب من يحياوي.

  • خوجة الجلد ابراهام-خميس مليانة

    العقيد محمد الصالح يحياوي حين كانت رتبة عقيد هي اعلى رتبة في الجيش الجزائري:انسان متمدن ومناضل يلبس البذلة العسكرية،قليل الكلام دقيق العبارات،صاحب اخلاق راقية:تحداه الراحل بورقيبة بعد وفاة بومدين امام الرئيس الشاذلي مخاطبا الشاذلي:هذا الرجل لا يحبنا، قاد فيالق الجيش الجزائري على الحدود المغربية الجزائرية وخلفه المقدم خالد نزار-اللواء ووزير الدفاع بعد ذلك- لما كان في قواه العقلية والادبية حيث كنت مرشحا انذاك اؤدي الخدمة الوطنية، ولا يجرؤ خالد نزار على النظر في عيني يحياوي،لكنه له خبرة كبيرة في التكتيك العسكري وفي الاسترتيجية،لماذا يا نزار لم تلتزم الصمت بعد مرضك المزمن وبقيت تخلط.يحياوي T.O.P

  • عمر الزاهي

    الارشيف الثورة فرنسا حق الشهداء والمجاهدين فوق رؤوسنا الى الممات ولكن هل نبقى حبيسي التاريخ وحبيسي التخلف والتبعية للغرب بما فيهم فرنسا هل كان لزاما علينا وحتما مقضيا ان يحكمنا بوتف وشقيقه وعصابته عشرين سنة الم يكن فينا رجل رشيد . وما اقوله ليس انتقاصا من شهدائنا ومجاهدين وعلى راسهم المرحوم يحياوي ولكنها صرخة في كهف اسمع بها نفسي ليرتد الي الصوت متحسرا على ما حدث لنا

  • متابع من بعيد

    لم تتطرقوا إلى ماقاله المجاهد المرحوم يحياوي عندما طلب منه الترشح بجانب بو تفليقة سنة 1999 حسب ماسرده بعض المجاهدين # لست مؤهلا لمنافسة الخونة على منصب في بلاد الشهداء المستقلة # كذلك قال / لاينافس الخائن سوى خائن مثله .

  • سالم مجيد-جامعة المسيلة

    كل مواقف العقيد محمد الصالح يحياوي توجد في كتابين مهمين/الاول:جبهة التحرير بعد بومدين لمؤلفة الدكتور احمد بن محمد -وزير تربية سابق-اطال الله في عمره والمنشور عن دار الامة-الجزائر والكتاب الثاني للدكتور احمد طالب الابراهيمي-الجزء الثالث-منشورات دار القصبة-الجزائر. والرجل في دار الحق والخلود اتركوه يستريح من الظلم والظالمين يرحمكم الله.... الرجل عرب التعليم بكلية شرشال العسكرية واكمل ذلك المقدم حشيشي زين العابدين-تقاعد برتبة لواء- والرجل قاد القوات الجزائرية على الحدود المغربية اثناء تازم الوضع بين الجزائر والمغرب عام 1975م.نرجو صادقين من بعض الشهود التزام الاخلاق الثورية ومبادئ احترام الاموات.

  • منير بالي-المسيلة

    """"يرى المجاهد ومحافظ حزب جبهة التحرير الوطني، عبد المجيد معتوق، بأن محمد الصالح يحياوي غني عن التعريف ويكفيه فخراً واعتزازا ......"اين جاهدت يا سي معتوق؟ كم كان عمرك عند استقلال الجزائر؟ هل عملت مع سي محمد الصالح يحياوي اثناء ثورة التحرير؟ با سي معتوق روح عيش في اوهامك التي لا تنتهي ولا تنضب.سي جمال الدين ميهوبي-مدير شؤون دينية لولاية المسيلة وابن العلامة الدراجي ميهوبي عضو جمعية العلماء التاريخية وزميل بن باديس وسي عبادة وسي عبد السلام يحياوي شقيق الراحل وكنت اتمنى ان يحضر الدكتور بن محمد علي وزير التربية الاسبق لتقديم شهادته والذي امره الراحل يحياوي بكتابة الكلمة التابينية على بومدين.

  • سراب

    هكذا يموت الأبطال في صمت رهيب في جزائر الشهداء و تعلوا أصوات الخبثاء و العملاء
    رحم الله شهداء الثورة التحريرية و موتى خدموا البلاد بإخلاص