-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حارس شرفات غوفي في ذمة الله إثر سكتة قلبية

محمد حرودة يرحل بعد أربعين سنة من الإرشاد السياحي والتراثي بالأوراس

الطاهر حليسي
  • 634
  • 0
محمد حرودة يرحل بعد أربعين سنة من الإرشاد السياحي والتراثي بالأوراس
ح.م
محمد بن مدور

انتقل، نهاية الأسبوع محمد بن مدور المكنى حرودة، أشهر مرشد سياحي بمنطقة كاف لعروس وغوفي ببلدية غسيرة دائرة تكوت ولاية باتنة، الى جوار ربه على اثر سكتة قلبية بمستشفى أريس.

ومحمد حرودة واحد من أشهر المرشدين السياحيين بالمنطقة حيث بدأ هذه الوظيفة بطريقة فطرية بحكم عشقه لشرفات غوفي ومآثرها السياحية، منذ فترة الازدهار السياحي نهاية السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، من خلال استقباله للوفود السياحية الأوروبية التي كانت تفضل السياحة على طول الوادي الأبيض من مرتفعات شليا حتى منطقة باينان، وسمح له ذلك من مراكمة خبرة عصامية، أهلته في الاستمرار في هذه المهنة التي عشقها وعشقته من خلال إشرافه على استقبال الوفود السياحية التي دأبت على زيارة المنطقة بعد عودة الاستقرار بعد سنوات الإرهاب الدامية، إذ كانت الوكالات السياحية الوطنية تنتدبه كدليل عارف بالمنطقة لقيادة وفود من إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، ناهيك عن الوفود القادمة من الولايات الجزائرية خلال العطل الموسمية والصيفية. وتميز الراحل بولعه بالتصوير الفوتوغرافي السياحي من خلال مئات الصور التي التقطها للمواقع الطبيعة السياحية والأدوات التقليدية مثل السداية وثابزيمت واللحاف الشاوي وللصخور السيليسية المعرفة باسم جيود، إذ كان بحق حارسا لمعبد التراث والسياحة لشرفات غوفي، كما شارك بفضل جمعيته في مختلف المعارض الدولية المقامة بالجزائر وبالمواسم الثقافية في مختلف ربوع الوطن.

وعلاوة عن ذلك كان الراحل من أشد الغيورين على السياحة المحلية والوطنية، وصاحب عديد المبادرات لحماية واحة غوفي وقرى الوادي الأبيض من الحرائق التي كانت تستفزه وتثير غضبه خشية ضياع التراث المادي المنطقة، كما شارك في عديد النشاطات التحسيسية والتوعيوية للسياح من خلال نصائح وخطابات تحث على السياحة والحفاظ على مقوماتها والعناية بها، وقد كانت أحلامه أن تعود المنطقة إلى سابق عهدها بعد افتتاح مطعم عزوز المعشرث التقليدي بالمنطقة كاستثمار يساهم في توفير الخدمات الجيدة حيث قدم المبيت والمطعم التقليدي المذكور نموذجا ممتازا لنهضة وشيكة بعد سنوات من افتتاحه غير أن الأجل وفاه أياما بعد حريق مشؤوم أتى على قطعة من نخيل شرفات غوفي المنطقة التي وهب له قلبه وعقله وسواعده على مدار أربعين سنة كاملة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!