-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
اختناقات الغاز تصنع مآسي الجزائريين

مدافئ تتحول إلى مدافع.. ومداخن تنافس السلاح الفتاك

سمير مخربش
  • 883
  • 3
مدافئ تتحول إلى مدافع.. ومداخن تنافس السلاح الفتاك
أرشيف

عادت مآسي الغاز لتقتل العائلات في صمت بسبب سوء استغلال هذه الطاقة التي تتحول مع أي موجة برد إلى كارثة تفرق بين المرء وزوجه وأبنائه وأحيانا تُرحل عائلات بكاملها.
الكارثة كانت مؤخرا ببلدية عين لحجز بولاية سطيف، أين لقي ثلاثة أفراد حتفهم اختناقا بغاز أحادي الكربون، والغريب نفس البلدية وفي نفس الشهر من السنة الماضية ونفس العدد فقدته عائلة واحدة بسبب غاز أحادي الكربون، فكانت البداية بشيخ عمره 69 سنة والذي جاء من فرنسا لقضاء بضعة أيام مع عائلته، لكن شاءت الأقدار أن يفارق الحياة في موطنه الأصلي، فخلد إلى النوم في ليلة باردة لم يستيقظ بعدها وعثر عليه في الصبيحة جثة هامدة. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فبعد مراسيم الجنازة، جاء الدور على شقيقه البالغ من العمر 57 سنة رفقة ابنه المشرف على الأربعين، حيث خلد الاثنان إلى النوم في نفس الغرفة التي توفي فيها الضحية فلقيا نفس المصير وفارقا الحياة بنفس الطريقة، ليتبين أن الغرفة التي ظلت مغلقة منذ مدة فيها مدفأة لم تُشغل إلا مؤخرا واتضح أن المدخنة مسدودة بأكياس بلاستيكية مما سمح لغاز أحادي الكربون بالتسرب داخل الغرفة ليقتل الشيخ وشقيقه وابن أخيه، لتعود العائلة إلى تنظيم جنازتين جديدتين بعد الجنازة الأولى وكل ذلك بسبب غاز أحادي الكربون الذي يقتل في صمت كل من لم يتفقد المدخنة.
وقد تكررت مثل هذه الحوادث أكثر من مرة فقتلت خاصة الأزواج الجدد الذين يدخلون القفص الذهبي فيتحول فجأة إلى تابوت عند أول استعمال للمدفأة دون مراقبة المدخنة التي تحولت هي الأخرى إلى ماسورة مدفع تقتل الناس دون سابق إنذار، والمتهم في العديد من الحالات يكون من فئة الطيور التي تبني عشها في فوهة المدخنة فتصنع بذلك قنبلة تصدم الناس. والمأساة تأتي أيضا بسبب المدفأة التايوان التي تستورد من الخارج وهي لا تتوفر فيها شروط السلامة فينبعث منها القاتل الصامت، هذا النوع من المدافئ تحول إلى مدافع انتشرت في السوق الجزائرية بلا رقيب وصنعت مآس لا تختلف عن تلك التي تخلفها الأسلحة الفتاكة. هي كارثة تأتي أيضا من سوء استعمال الموقد والاعتماد على الطابونة وكانون الجمر في المناطق النائية المحرومة من الغاز الطبيعي والتي يجتهد أهلها في تصنيع وسائل التدفئة بطريقة بدائية تنتهي في بعض الأحيان بحوادث مؤلمة.
ورغم حملات التحسيس التي تقوم بها شركة سونلغاز والتي انضم إليها الأئمة، إلا أن مآسي الغاز لازالت مستمرة وفي كل مرة تهدم بيتا وتفرق عائلة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • Alim

    كيف لم يستطع الدرك الوطني معرفة السبب وتحليل لدم تجد السبب وهو غاز أحادي الكربون

  • أعمر الشاوي

    السؤال الذي يجب البحث فيه من أستورد هذه المدافئ ؟ و كيف دخلت الجزائر عبر الموانئ و الحدود ؟ و من رخص بتسويقها ؟ العالم كله يعلم بأنها قاتلة و غير صالحة و مقلدة وووو وووووو لكنها تباع و بأرخص الأثمان و بطريقة عادية جدا ؟ لمن تكون هذه المدافئ ؟؟

  • غيور على الجزائر

    السلع المقلدة هي السبب