-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مرشح حرّ.. هزم الأحزاب

مرشح حرّ.. هزم الأحزاب
ح.م

له الحق أن يغمر بروح الفرح، فقد جنى ثمار فوز لم يجنه مستقل من قبل، في انتخابات رئاسية، تتكالب عليها القوى السياسية المالكة لأدق أدوات اللعبة التي يبتلع سرها صندوق الاقتراع، خلف أبواب مغلقة.

قيس سعيد، مستقل لم يعرفه الشارع السياسي التونسي من قبل، هزم كل الأحزاب بضربة ناخب، كفر بنفاقها، ومقت فشلها المدرج في خطابها الشعبوي، وكشف عن ستر حاضناتها الخارجية.

ناخب نبذ التطرف الأصولي والعلماني والليبرالي، الخالي من أي مضمون إنساني صادق، وقطع الصلة باتجاه “فرنكفوني يتباكى على ملك فقده”، متأهبا لبناء وطن مستقل لا تتقاذفه رياح خارجية، ولا تشاغله صراعات حزبية على مكاسب حكومية، هو ناخب يستنفر طاقاته وقدراته في ترميم انكسارات عهود مضت.

أسقط الناخب التونسي الشرعية الشعبية للأحزاب المعترف بها بترخيص حكومي، وجدت لها موطئ قدم في الخارطة السياسية المتنوعة بأطيافها وتوجهاتها وحاضناتها، وهو يعطيها درسا لن تنساه في معركة الانتخابات الرئاسية، حين يبعدها عن قمة مركز القرار السياسي، باعتبارها غير مؤهلة في تجسيد طموحات الشعب الكبرى، ويتجه نحو مرشح مستقل شعاره: الشعب يريد” .

انتخاب مرشح رئاسي مستقل، غير التقاليد السائدة في معترك سياسي، ووضع الأحزاب التي أغراها النوم تحت غطاء حكومي، ولم يوقظها نداء الشعب، وضعها في زاوية ضيقة تعيد فيها حساباتها، بعدما أضاعت كل فرصها في تجديد حضورها، ولم يبق لها شيء تذيعه في منصات الخطابة.

أدرك الشعب التونسي أن ميزانية الأحزاب التي تستنزف خزائن الدولة، قادرة على فتح أسواق عمل جديدة، تستوعب مئات الآلاف من العاطلين والمهمشين في بطالة مقنعة، بإحياء حركة تنموية متسارعة، تنهض بالقاعدة الاقتصادية، وتضمن الأمن والسلم الاجتماعيين.

التنمية الحضارية التي ينشدها المجتمع التونسي، لن تبنيها أحزاب تتعثر بعقائدها الأصولية أو النظرية غير القابلة للتطبيق، في وطن حسم الالتزام بنظمه المدنية، وبات على أمل منجزات كبرى ترتقي بمكانته بين الأمم .

هزمت أحزاب الأصولية والعلمانية واليسار على حد سواء، في انتخابات شهد العالم بنزاهتها وشفافيتها، التزمت فيها الأجهزة الحكومية الحياد، وضمنت سلامة العملية الانتخابية من أي التفاف أو تزوير .

لكن فرنسا التي طالما نادت بديمقراطية يحسم فيها الشعب إرادته، انبرى سفيرها في تونس، رافضا إرادة الشعب في اختيار رئيسه، مهددا بتعطيل مصالح الشراكة الفرنسية التونسية، معتبرا أن المرشح قيس سعيد ” ليست له خبرة بالسياسة الخارجية، وبدواليب الحكم، وهذا من شأنه تعطيل مصالح الشراكة الفرنسية التونسية” !!

فرنسا تخسر مناطق نفوذها تباعا، وصرخات مريديها، لن تعيد عجلة الزمن إلى الوراء، وقيس سعيد الذي “هزم الأحزاب وحده” سيكسب الرهان إن صدق وعده، مستقل لن يتخفى برداء استقلاليته حزب أو تيار سياسي يسعى لانتزاع سيادة شعب لا يسمح بتغيير أو تزييف إرادته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!