-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
التقشف يلقي بظلاله على مستشفياتنا

مرضى ضائعون بين الاستشفاء وتأمين الحقن وخيط العمليات

راضية حجاب
  • 1387
  • 0
مرضى ضائعون بين الاستشفاء وتأمين الحقن وخيط العمليات
فاتح بارة
واقع المستشفيات الجزائرية

بين المواعيد المتذبذبة، وقاعات الانتظار المتخمة، تتعالى شكاوى المرضى وأنينهم وهم يتلهفون على موعد لإجراء الفحوص لغرض الظفر بموعد لإجراء عملية جراحية ما طال انتظارها، ويا ليت المشكل يتوقف هنا، فحتى ذلك المريض الذي يبتهج أخيرا بموعد يجد نفسه أمام واقع مرير نتيجة التسيب وسوء استغلال المال العام.

ففي بعض مستشفياتنا، سواء الداخلية أو حتى الموجودة في قلب المدن الكبرى، يجد المريض نفسه مرغما على اقتناء بعض المستلزمات والأدوية التي من المفروض هي متوفرة في بلد يطبق سياسة مجانية العلاج. وتضم القائمة الطويلة العريضة حقن الكلوفينوكس وخيط الجراحة وحقن تخثر الدم والأدوية المخففة للألم الناجم عن التدخل الجراحي وحتى بعض المحاليل الاستطبابية مثل الداكان ولاصق الجراحة التجميلية.

الدواء بالمحاباة

شهادة حية من مستشفى نفيسة حمودي “بارني” سابقا، من قسم التوليد، فالخاضعات للجراحة القيصرية لابد لهن من حقن منع تخثر الدم وتلك الحقن المخففة لآلام التدخل الجراحي، فالأم تعطى حقنة واحدة  فقط، والباقي يتكفل به الزوج، يحضره من الصيدليات، الأمر ربما مقبول نوعا ما، لكن ما قولكم في أنها تمنح بالمحاباة، فالمريضة التي تمنحهم هدايا لديها الحق في الكمية كاملة أو ربما تزيد بقليل، أما تلك العادية فتحرم من حقها، ويزيد الطين بلة مع أولئك المحولات من مستشفيات أخرى خارج الولاية، فإما أن تتبرع لها إحداهن أو الألم الكبير.

ونحن نقصد مشفى جامعي آخر، تفاجأنا بعائلة تجري لتأمين خيط الجراحة من الخارج، لأن الخيط نفد من المشفى ووالدهم سيجري عملية جراحية على مستوى الأذن وهو يستعد لدخول “البلوك”، حاولنا التقرب من إحدى الممرضات فرفضت الحديث، لكن عاملة النظافة التي تجوب الغرف والقاعات بكل حرية أخبرتنا أن هذا هو الحال دائما، فكثيرا ما ينفد الخيط الجراحي وتحدث الطوارئ، خاصة ليلا.

مستشفى “سليم زميرلي” للاستعجالات الطبية كان  الوجهة الموالية، بأحد أقسام الطب الداخلي، كانت ترقد العديد من السيدات ممن يعانين من انسداد في الشرايين، تقربن من بعضهن وقت الزيارة العادية، وسألناهن عن الحالة وقدر العناية ووفرة العلاج، فاتفقت كل من  كانت بالغرفة التي تضم أربعة أسرة على أنهن يعانين الأمرين، فالمشفى يرفض منحهن  الحقن المانعة لتخثر الدم وحتى الموسعة للشرايين، وهو العلاج الوحيد لحالتهن، فيضطر الأهل لتأمينها من الخارج مقابل مبلغ 10.000 دينار للحقنة الواحدة إن توفرت، وهذا ما جعل  الكثيرات بالقسم يتركن العلاج لعدم قدرة ذويهن المادية.

ووقفنا خلال تحقيقنا هذا على حقيقة مرة، فأكياس الدم تطلب ولا تستغل، بل تكدس أو توجه لغير غايتها، كما أن بعض المرضى يضطرون لاقتناء محاليل التنظيف الموضعي للجروح، مثل “الداكان”، وحتى الضمادات الجراحية، أما إن قصدتم المستوصفات وقاعات العلاج الجراحية، فالوضع كارثي، حتى مقياس الحرارة يطلب منكم، وإن فكرتم فيمن يعطيكم الحقن فكروا مسبقا في محلول الكحول. الميزانية المخصصة للعلاج والدواء بالمليارات، ويبقى المواطن المغلوب على أمره الوحيد من يدفع الثمن من جسده ونفسيته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!