-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
جدلية وسائل الإعلام والمواطنين

مسؤولون يحجزون المعلومة وآخرون يتوارون عن الأنظار بورقلة

مسؤولون يحجزون المعلومة وآخرون يتوارون عن الأنظار بورقلة
ح.م

يتهرب عديد المسؤولين المحليين بورقلة، بشكل واضح ومفضوح من ملاقاة الصحفيين المحليين وحتى المواطنين في يوم الثلاثاء المخصص لاستقبالهم والاستماع لمشاكلهم وانشغالاتهم. “الشروق” وقفت على عديد الممارسات غير القانونية والتي تضرب تعليمات المركزية بضرورة تخصيص وقت لاستقبال المواطنين والوقوف على معاناتهم والنقائص التي تواجههم.

رغم التعليمات المتكررة غير أن المسؤولين لا يستجيبون سواء لاحتياجات السكان التنموية أو الشكاوى المقدمة من الجمعيات والمواطنين أثناء مراقبتهم لسير المشاريع في بلدياتهم وأحيائهم فضلا عن العقبات التي تحول دون تفعيل العلاقة التشاركية بين المواطن وإدارته على أكمل وجه.

وتشهد الكثير من المديريات الولائية والإدارات وحتى الدوائر والمجالس البلدية حالة من الفوضى وعدم التنظيم فيما يخص التعامل مع مشاكل المواطنين، فمشكل المياه القذرة مثلا جعل من مديرية الموارد المائية في قفص الاتهام، فيما تحول ديوان التطهير إلى جدران خاوية أنهكتها كثرة المشاكل وتلف العتاد وسوء التسيير، ما جعل المؤسسة تغرق في أوحال المياه القذرة التي ملأت دنيا الناس في الولاية النفطية.

وأما الجزائرية للمياه فهي الأخرى تعرف الكثير من المشاكل تزامنا مع عجزها عن تحصيل مستحقاتها من المواطنين المتهربين من تسديد فواتير الماء، بسبب تعقيدات الإجراءات القانونية والإدارية من جهة، والحالة غير المستقرة التي تعرفها الدولة بشكل عام، فيما تبقى المعلومة نادرة جدا من مديريات التربية والسكن والأشغال العمومية والبناء والتعمير، وكذا التشغيل والشؤون الدينية والنشاط الاجتماعي، فضلا عن شحها من مديريات الضرائب والتجهيزات العمومية والفلاحة والتجارة، وكذا الردم التقني وعدل وأوبيجيي ومفتشية العمل ومحافظة الغابات ومديرية البريد وتكنولوجيات الاتصال، وكذا أملاك الدولة ومسح الأراضي وإدارات تسيير العقار.

ونفس الشيء بالنسبة لمديريات الجامعة والخدمات الجامعية والتكوين المهني، وحتى مديريتي الثقافة والسياحة فالمعلومة راكدة بهما، عكس الدور المنوط بعملهما في التعريف بإمكانات الدولة الثقافية والسياحية، وذلك ضمن الاستثمار الاستشرافي بالقطاعين الاستراتيجيين.

ويشتكي عديد المواطنين عبر منصات التواصل الاجتماعي وبشكل متكرر، من استحالة الفوز بلقاء بعض المسؤولين النافذين، فحصول المواطن البسيط على تأشيرة للقاء الوالي يعد ضربا من الخيال.

وأبدى آخرون أسفهم حيال تعامل بعض المديرين التنفيذيين معهم بفوقية، فيما تبقى الوعود الشفوية هي المسيطر على علاقتهم بهم، أما رؤساء الدوائر والبلديات فيبقون عاجزين عن حل المشاكل فوريا، نتيجة عدم أهلية بعضهم وتحايله، أو بسبب تداخل عملهم وتشابكه بمصالح إدارات أخرى خصوصا الخدماتية منها، كاتصالات الجزائر ومديرية التوزيع سونلغاز، الأخيرة يرفض مديرها قطعا استقبال أي صحفي كما حدث مع “الشروق” في وقت سابق، بل يشكل الجلوس معه لأخذ أي تصريح حول مشاكل القطاع أمرا صعبا بل مستحيلا.

وتبقى مديرية الصحة بعيدة عن تطلعات المواطنين في إعلامهم بكل ما يخص صحتهم، إذ تنعدم قنوات الحوار بين الإدارة والمواطن، الذي فقد الثقة تماما في المرفق المذكور بعد دخوله متاهات متشابكة في علاقته بالسكان، خصوصا فيما يخص توضيح مصير المستشفى الجامعي ومصلحة الاستعجالات الجراحية وكذا مستشفى الحجيرة والرويسات وغيرهما.

وأما مديرية البيئة فيجد المتجول داخل أروقتها نفسه في كهوف تعكس التسيب في المرفق، بدءا بغياب حارس الباب إلى غياب أمانة المديرة وكثير من العمال وليس انتهاء بغياب مديرة البيئة، التي لا تزال محل بحث من “الشروق” منذ جويلية المنصرم دون جدوى، رغم محاولاتنا للقائها بترك أرقام هواتفنا والاتصال بأمانتها لكن دون رد، في حين يرفع مديرو المؤسسات والإدارات الاقتصادية فزاعة منع المركزية التصريح لوسائل الإعلام، مثل صناديق تأمين الأجراء وغير الأجراء والتأمين عن البطالة، ومعادلة الخدمات الاجتماعية وصندوق التقاعد والخطوط الجوية وموبيليس، وكذا وكالتي أونساج والقرض المصغر والمديريات الجهوية..

وحتى الشركات البترولية والصناعية.تحوّلت مكاتب الاتصال بالإدارات المحلية إلى ديكورات يمارس مسؤولوها التعتيم الإعلامي في أبشع صوره، إما عمدا في التخيير بين الصحفيين في منح المعلومة أو تراخيا في ربط الإدارة بالمواطن والسلطة عن طريق الإعلام الخالي من الحسابات الضيقة وتصفية الحسابات، فيما تتميز المعلومات الخاصة بإنجازات الجيش والدرك والشرطة وكذا الجمارك والحماية المدنية بالشح والندرة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!