مسرحي جزائري يحلّق في الصين

قدّم المخرج المسرحي الجزائري الشاب محمد أمير فريك، الخميس، عرضًا شائقًا حول “الطريقة” في صناعة العرض الأنثروبولوجي المعاصر، وذلك بمدينة “نانجينغ” الصينية.

برسم الندوة الدولية لأبحاث تاريخ الفن 2019 التي تقام تحت شعار “من الأصيل-كاثي إلى العالم”، خاض فريك في المنظومة العرضية الركحية ونسقها الأنثروبولوجي، من خلال اتكائه في النمذجة على المسرحية التي أخرجها حديثًا والموسومة “سافيتري”.

وقارب فريك التحولات الأدائية بين أزمنة الكلاسيك وما بعد الحديث، خائضًا بجراءة في عوالم التنظير العلمي، بعد اشتغاله على تشكّلات “سافيتري” من خلال سياق بحثي تطبيقي.

يُشار إلى أنّ عرض “سافيتري” تُوّج كواحد من أفضل عشرين إبداع أكاديمي -تخصص إخراج- في موسم 2018 – 2019، وتسلّم فريك الدرع في مهرجان هونغ كونغ “تشان شو فان” للدراما الموسيقية المعاصرة في دورته الثانية بجامعة نانجين للفنون لهذا العام.

ويرى فريك أنّه بـ”اختلاف الحديث حول المناهج والتجارب، سيبقى الإنسان خالصًا وغير ملطّخ بمختلف مسميات المادة الملموسة أو الاصطناعية -الخالية من أي روح-، وهو مركز كل تعبير روحاني أو خلق فني مميز”.

وركّز المخرج الشاب في شرحه للمنهج الأكاديمي المتبّع في إخراج عرض سافيتري، على أنّه “تحدٍ لكل الأعراف والتصورات الكلاسيكية في بناء العرض”، على خلفية كسره كل القيود و القواعد الراسخة .. غير آبه بحدود المكان أو الجدران الوهمية من أولها إلى رابعها، في تجربة جمعت بين الوحشية الطبيعية وحضارية الصورة الاصطناعية، بين أكاديمية الطرح وعفوية الإنسان في دور المؤدي أو المتلقي .. أقلّ ما قيل في التجربة أنّها مميّزة وفريدة تمامًا عن كل مألوف”.

ويبقى أمير فريك مأخوذًا بالأنواع المسرحية ذات الشكل الأنثروبولوجي، ويواكب اتجاه “التنوير الفني” أو تكريس التعبير الشكلي “المُحبط “عبر التاريخ لإعادة بناء التقاليد الفنية القديمة في الفنون الأدائية.