-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المسرحي فوزي سعيداني يشرح القطيعة بين جيلين ويؤكد:

“مسرح الجنوب” .. عنصرية ثقافية كرّستها خليدة تومي

زهية منصر
  • 1132
  • 3
“مسرح الجنوب” .. عنصرية ثقافية كرّستها خليدة تومي
ح.م

فوزي سعيداني من الطاقات الشابة للخشبة الجزائرية له تجارب في الإخراج والتمثيل وفي إدارة الورشات التكوينية بمناطق الجنوب. يتحدث في هذا الحوار عن نظرته للتكوين المسرحي وأسباب القطيعة بين الأجيال المسرحية وكذا بعض متاعب الخشبة الجزائرية.

 يعود في كل مرة الحديث عن أزمة نصّ في المسرح الجزائري.. هل تؤيد هذه الفكرة؟

هناك نصوص مسرحية معروفة يعاد إنتاجها وإخراجها حتى أنه في بعض المهرجانات الوطنية ذات الاعتبار الثقافي تتفاجأ لجان التحكيم والجمهور من عرض لفرقتين لمسرحية واحدة ومقارنة بالمخرج والسينوغراف والممثلين الذين يحظون باهتمام وترويج لهم ولعملهم يجد كاتب النص مهمشا، هذا جانب من الأزمة التي قهرت المسرح الجزائري خاصة وأن بعض المخرجين يسعون لترجمة أعمال مسرحية أجنبية وإنتاجها حتى وإن كانت لا تحاكي واقع المواطن الجزائري.

البعض يرفع أيضا شعار التكوين لإنقاذ الخشبة الجزائرية ما رأيك؟

التكوين المسرحي غير التجربة المسرحية، فالجيل الحالي من خريجي معاهد الفنون لم يستطيعوا نقل تجربتهم الأكاديمية نحو الخشبة والمشكل الأكبر أنهم يجدون أنفسهم غرباء أمام الجمهور. المخرج الذي حنكته التجربة مع الجمهور وعارك غبار الخشبة وظلام الكواليس يجد نفسه بعد صقل موهبته ابنا للخشبة بالتبني، أما خريجو مدارس الفنون فعقولهم عالقة في محاضرات المسرح ورسومات الصبورة.

هناك نوعان من التكوين في الإخراج المسرحي، تكوين بالاحتكاك مع المخرجين الكبار وحضور ورشات إنتاج العروض وتجارب إنتاج عروض مسرحية، هذا تكوين عن تجربة وتطبيق وحب واكتشاف، وهناك تكوين أكاديمي فشل لأن أبناء مدارس الفنون وجدوا صعوبات، وأبرز المخرجين الحاليين هم أبناء الخشبة وليسوا أبناء المدارس.

وأدوات عمل أي مخرج هو الاطلاع على جديد المسرح وتقنياته وتطوّره ومتابعة العروض.

أشرفت على ورشات تكوين في الجنوب، في رأيك هل تمكنت تظاهرة مسرح الجنوب تقديم الإضافة اللازمة؟

الحديث عن أبناء الجنوب هو حديث عن الظلم الحاصل في حقهم، لما نقول أبناء الجنوب علينا أن نمسح دمعة، صدقيني أقمت ورشات تطبيقية متتالية منذ سنة في مناطق في الجنوب خاصة في غرداية، فوجدت نفسي أمام طاقات ومواهب تستطيع أن تصنع عهدا جديدا للمسرح. أصلا لا يجب أن نقول أبناء الجنوب أو أبناء الشمال فنحن كلنا أبناء الجزائر لكن الوزيرة السابقة خليدة تومي هي من أسست “لهذه العنصرية” بين أبناء الوطن الواحد ثقافيا، فحجبت عن الجنوب مهرجانات المسرح وأصبحت تشرك فقط الفرق الغنائية والتراثية من أجل أن تملأ برنامجها وتخفي مدى تهميشها. كان يجب أن يكون توزيع المهرجانات في الوطن توزيعا عادلا كما قال الراحل هواري بومدين، هذا وطن الجميع، فالشمال جنوب والجنوب شمال، تهميش أبناء الجنوب هي ممارسة عنصرية ومصطلح ” مهرجان الجنوب” يحط من قيمة أبناء الجنوب العظيم، فهم أهل ثقافة وأهل علم وأهل فكر. وتكريس هذا المصطلح هو تقسيم لوحدة الوطن ثقافيا وفتح باب الفتنة والصراع.

يشتكي الجيل الجديد من عدم وجود تواصل مع الجيل السابق، هل تؤكد هذا؟

أبناء الجيل القديم يظنون أنهم يملكون القدسية المسرحية ولهم سبق في المسرح لا يمكن الوصول إليه، وأنهم يملكون العصا المسرحية السحرية وأنهم عاصروا عظماء المسرح أمثال بشطارزي وقسنطيني وعلولة وكاتب ياسين ربي يرحمهم. ويرون في جيلنا فاقدا للمسة ويحرموننا من تجربتهم بل بعضهم يحطمون أعمال جيلنا بنقدهم وخاصة أن بعضهم يشرفون على لجنات التحكيم فيعطون السبق لزملائهم المشاركين في الفعاليات حتى لو كانت مشاركاتهم ضعيفة.

الشيء الجميل في جيلنا من المخرجين حتى في قلة عددنا، أننا نستطيع متابعة كل العروض الدولية وقراءة كل النصوص وحتى متابعة الورشات في المجال عبر الأنترنت ونملك كل أدوات العمل. هناك فجوة بين جيلين. الجيل القديم يحب التقديس وجيل جديد لا ينحني.

المشرفون على مهرجانات المسرح صاروا غرباء عن المسرح، فساد كبير يعرفه القطاع، مواهب وكفاءات نفرت من المجال، ثمة أجيال مسرحية متصارعة، الفنان يشكو الضياع، مناسبات مسرحية يسيرها انتهازيون لا علاقة لهم بالمسرح، يدعون البطولات والتتويجات، مسرح مدرسي منتشر في المسارح الجهوية مع احترامي للنخبة القليلة التي تحمل راية المسرح بحب وصبر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • Sifou

    سراب@
    Ce n'est pas comme ça qu'on règle les problèmes
    L'Algérie a délaissé la culture et son patrimoine depuis 1999.

  • بودياب سامي

    و لا ننسى باقي المجالات!!

  • سراب

    كل القطاعات مستها العنصرية التي كونتها حكومات اويحي الخبيث العنصري السارق
    هجّروا الأكفاء و لموا حولهم الخبثاء و السراقين أمثالهم
    لو بعد الاستقلال مباشرة الشعب الجزائري طرد أذيال فرنسا من زواف و حركى لا ما آلت إليه أحوال الجزائر إلى ما هو عليه الآن.