-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مسلمون ونفتخر

مسلمون ونفتخر
ح.م

تزدحم الجرائم الإنسانية الكبرى في كتب التاريخ التي خطّها الغربيون، ولا نقرأ فيها اسما عربيا أو مسلما واحدا، كان متورطا في هذه المجازر، ومع ذلك يصرّون على أن يرموا “رذيلتهم” على المسلمين.

فقد بلغ ضحايا الحرب العالمية الثانية قرابة الستين مليون قتيل، في كل قارات العالم، فكان المتسبب في الحرب وفي سقوط الملايين من القتلى، “المسيحي” أدولف هتلر، وهو نفسه اعترف في كتابه كفاحي، بأنه مسيحي وأمه من أدخلته إلى الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، ولم يربط المسلمون أبدا في كتبهم وفي خطاباتهم “مسيحية” هتلر بجرائمه، وعاصر مجازره الإيطالي بينيتو موسوليني الذي تسبّب في إبادة نصف مليون نسمة وكان ينتمي إلى عاصمة الفاتيكان، قِبلة المسيحيين الأولى، ونقرّ دائما بأن موسوليني كان فاشيا من دون أن نربط ديانته بجرائمه، وقتل ستالين ابن الكنيسة الأرثوذوكسية الجورجية عشرين مليون فرد من بينهم قرابة خمسة عشر مليونا بالتشريد والتجويع من الشعب الروسي ومن الجمهوريات التي ابتلعها الاتحاد السوفياتي ولم يقل أبدا أبناء أذربيجان أو كازاخستان أو أوزبكستان عن ستالين بأنه مسيحي أو بلشفي، وتسبب ماوتسيتونغ في هلاك ما لا يقل عن خمسة عشر مليون نسمة، فلا ربطنا ديكتاتوريته بشيوعيته ولا ببوذيته، وأشرف جورج بوش الأب وبصم ابنه على مقتل نصف مليون عراقي، فهجينا بوش ونقمنا عليه بكل الأوصاف من “جبروت وظلم”، ولا أحد من المسلمين من سنة وشيعة، ربط أحقاد عائلة بوش بالمسيحية وهما اللذان كانا لا يتحدثان إلا بالإنجيل، كما لم نذكر أبدا “اليهودية” في جرائم بن غوريون وشامير وشارون ونتنياهو، وهلك الملايين في الفليبين وكمبوديا ورواندا، وما أشار أحد منا لديانة هؤلاء، ورمى مسيحيون بأمر من مسيحيين قنبلة ذرية على هيروشيما فقتلوا مائة وأربعين ألف ياباني، وبعد ثلاثة أيام وبأمر وتنفيذ من مسيحيين رموا أخرى على ناغازاكي فأبادوا سبعين ألف ياباني، فأسمينا الفاعلين بأسمائهم، ورفضنا أن نقحم “المسيحية” في هذه الجرائم وهي فعلا بريئة من هذه الأفعال الشنيعة التي قتلت وشردت عشرات الملايين، ومازالت جراحاتها إلى حد الآن.

وإلى غاية 1962 كانت السلطات الفرنسية تضيف في بطاقة تعريف الجزائريين كلمة “مسلم”، ولم يكن الجزائريون يسمون الفرنسيين إلا بالغزاة والإرهابيين من دون كلمة مسيحيين. وعندما سقط أكثر من مائة مصل في نيوزيلندا في ربيع 2019 برصاص مسيحيين، وهم يؤدون صلاة الجمعة، ذرفنا دموع الحزن، ولم نربط المجزرة بدين الفاعلين، ولا يمكن ربطها.

وحتى في حرب الوباء الفتاك الذي دمّر العالم ومازال، تبادلت بلدان وشعوب، التهم فطالت مسيحيين ويهود وبوذيين ولا أحد اتهم مسلما بغرس فيروس كورونا أو تطويره في المختبرات.

مشكلة المسلمين أنهم لا يبخسون قدر أنفسهم، فيفضلون جلدها، وحتى رجمها، ولا يقرّون بأنهم خير أمة أخرجت للناس، وبأن العزة كلها لهم، وحتى في عز ما يتعرضون له من مظالم، يظنون أنفسهم بأنهم ظالمين.

فأي اعتذار أو تبرير ينتظر أهل الغرب، بعد طعنة خنجر من رجل لا يمثل الإسلام أصلا أو طلقة نار لا نعلم راميها.

لحسن الحظ أنهم هم من كتبوا تاريخ هتلر وموسوليني وديغول وبوش وشارون، فقد ارتبط الإرهاب بكل الألوان والأعراق والديانات.. إلا الإسلام الذي كان وسيبقى فخرنا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • dringol

    ماذا قدمنا نحن للاسلام حتى نفتخر يجب علينا ان نخجل من انفسنا كل اخلاقنا نجدها عند الغرب و نحن بارعين في الكلام فقط . لا اتقان في العمل الغش النفاق الكذب السرقة كل الاوصاف الذميمة.علينا ان نراجع انفسنا

  • شاوي حر

    كفيت ووفيت ايها االاستاذ الكريم عبد الناصر بن عيسى لن أزيد كلمة عما قلت الا ان اقول لك جزاك الله خير الجزاء عن هذه الحقائق التي ابرزتها
    وأهدي مقالك بعد الاستاذان منك الى فرنسا ورئيسها الصليبي المتطرف وعملائها من بني جلدتنا

  • حسين بوكحيلي تونس

    كلام طيب للغاية مقال مكتمل الشواهد
    هكذا هم الاروبيون لا يراؤون الا انفسهم سحقا لهم