-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مشكلة تقاعد أم مشكلة عمل؟

محمد سليم قلالة
  • 4937
  • 20
مشكلة تقاعد أم مشكلة عمل؟
ح. م

يبدو أننا لم نَطرح السؤال الصحيح بشأن التقاعد؟ لماذا يرغب مَن هم في سن الأربعين أو الخمسين مغادرة الحياة العملية؟ لماذا يصل هؤلاء وبسرعة إلى درجة يُصبح العمل بالنسبة لهم عقابا وليس واجبا يؤدونه عن طيبة خاطر؟

الجواب يكمن في أنهم بعد تجربة قد تطول أو تقصر يكتشفون أن العمل أصبح بلا قيمة، أن تعمل أو لا تعمل سيان، أن تبذل قصارى جهدك وتتفانى في خدمة غيرك أو لا تقوم بأدنى شيء سيان، أنت وذلك الذي يعيش عالة على الآخرين بلا كفاءة ولا قدرة على زيادة أي قيمة مضافة تتقاضيان نفس الأجر إن لم يكن هو أفضل منك من حيث المزايا الناتجة عن القرب من المسؤول، والتفرغ لاصطياد الامتيازات… 

هو ذا شعور الكثير من العمال الجادّين والمثابرين وذوي الكفاءة، بعد عقد أو عقدين من الزمن يكتشفون أن لا قيمة للعمل، وأن لا تقييم لهم على أساس الجهد والكفاءة والإخلاص فيبدؤون في البحث عن أول باب للخروج، التقاعد المسبق. 

هل يعقل أن تتساوى أجور جميع العمال فقط لأنهم يحملون نفس الشهادة؟ هل يعقل أن تُصبح قيمة المردودية الفردية بلا معنى في أكثر من قطاع ومجرد علاوة يتقاضاها مَن يعمل ومَن لا يعمل؟ هل من المقبول أن يتساوى الأستاذ المُجِد وغير المُجِد، الطبيب المواظب وغير المواظب، العامل الذي يُتقن عمله وذلك الذي لا يتقنه؟هل من العدل أن يتقاضى الجميع نفس الأجر إن لم يكن الكسول أفضل من العامل؟ وأين دور التحفيز؟أين هي المكافأة التي يمكن أن يشجع بها المسؤول الأكفاء؟ وأين هو العقاب الذي يُمكِّنَه من ردع المتخاذلين؟

لا شيء من هذا، ومشكلتنا تكمن في هذا المستوى، لو كانت الأجور تُسلم لأصحابها وفق تقييم حقيقي للجهد المبذول، لو كانت الفوارق واضحة بين العامل المُجِد وغير المُجِد، لو كانت التحفيزات عالية وعادلة تُميِّز بين الكفاءة والرداءة، لو كان هناك تقدير للجدية والنزاهة وقيمة العمل، لتَمَكَّن العامل من الحصول على ضعف أو أضعاف أجر زميله قليل المردودية، ولما لجأ الكثير إلى التقاعد المسبق للفرار من جحيم اللاعدل في تقييم الجهد، ومن جحيم المحاباة في العمل والترقيات والامتيازات. لو أنه كان لدينا نظام عادل لتقييم العمل ولتثمين الكفاءة ولتحفيزها على البقاء لما طالبت بالمغادرة.. أما وأنَّ الكل سواء، الذين يعملون والذين لا يعملون، الذين يعلمون و الذين لا يَعلَمون، في تناقض تام مع السنن الإلهيةوالكونية فإن الفرار إلى التقاعد يُصبح ملجأً لا بد منه. عالجوا مشكلة العمل أولا.. المشكلة ليست في التقاعد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
20
  • بدون اسم

    سلالالالالالالالالالالالالالالالالا ماااااااااا

  • بدون اسم

    يبدو أن الجميع متفق على الطرح و يقرونه، كأن الأستاد لم يأتي بجديد، ما هو الحل لهذه الأزمة؟ لأنها حقيقةً أزمة بأتم معنى الكلمة، وعواقبها الوخيمة آتية لا محالة، إنها السنن يا إخوتي، "من زرع قمحاً، وفقا لشروط معينة فلابد أنه سيجني قمحاً لا شئاً آخر"، فماذا أنتم منتظرون من هذه المهزلة بربكم؟ أي الهروب في أوج عمر العطاء، إن لم يكن تدهور إجتماعي أسحق مما نحن عليه اليوم، فالتفكيرالعاطفي و القرار العاطفي لا يحلان المشاكل و الأزمات، بل بالتفكير المنطقي و القرار المنطقي، والله المستعان.

  • lمحمد

    لا مشكلة عمل ولاتقاعد
    ولكن مشكلة الحقرة في التصنيف و صعف الرواتب و إنعدام ظرووف العمل و نقص التكوين و ......... إلخ

  • عبدالقادر

    لقدجاء في مقالك بالاتي:"وأين دور التحفيز؟
    1أين هي المكافأةالتي يمكن أن يشجع بهاالمسؤول الأكفاء؟
    2وأين هوالعقاب الذي يُمكِّنَه من ردع المتخاذلين؟
    الاولى موجودةوهي من نصيب الشياتين والموالين للمسؤول واسياده الذين عينوه في نظام الفسادهذا الذي نتجرع همه وغمه لسنين.اما الثانية تطبق بكثرة ضد المتعودين على اداء عملهم ب اخلاص ولايشيتون للمسؤول بل يقومون باعمالهم كما يمليه الضمير والقانون وان اخطايوم ولم يقوم بوظيفته كماكان يقوم بهايناله غضب المسؤول وترفع ضده التقارير ويصبح مشوش كبير ويعطل عمل الجميع

  • بوزيد موضف

    بارك الله فيك لقد وضعت اصبعك على الجرح .انها الحقيقة’ ولكن للاسف الشديد حقيقة مرة مقلقة وألأخطر منهما مهلكة للحرث والنسل’ و الله المستعان.

  • benzerrouk zakia

    يا سيد قلالة هذا هو عين الصواب
    فأنا أعمل بمنصب اعمل ليل نهار دون توقف وغيري من الزملاء لا يكادون يعملون إلا أن أجورنا متساوية، لا وجود للكفاءات والتحفيزات، أنت على حق مليون بالمرة، واتمنى أن تعيد السلطات المعنية النظر في هذا.

  • التجاني

    لا فض فوك استاذي الفاضل.تحليل في العمق.وانا احد المتضررين من نظام العمل،الذي يرفع الكسول ويدوس على المتفاني.خرجت تفاعد لهذه الاسباب نعم.دمت لنا.

  • محمد

    هي فرصة لاصحاب البطون المملوءة وشهادات كفاءة مهنية لاشغار المكان لاصحاب العشرين و الشهادات العليا الجامعية .. تحيا الدولة العادلة

  • اخذ الامور بالعلم و المعرفة و الدراسة

    بردتلي قلبي و قلت كل شيئ، يا ريت سلال يقرى الموضوع و يعرف اسباب هروب الناس من الخدمة في الجزائر.

  • زايدي

    اقسم بالله يوجد من لا يعمل اطلاقا و تمت ترقيته مرارا ......نظرا لروعة طرح الموضوع ساعيد ما كتبته يا سي سليم......... هل من العدل أن يتقاضى الجميع نفس الأجر إن لم يكن الكسول أفضل من العامل؟ وأين دور التحفيز؟أين هي المكافأة التي يمكن أن يشجع بها المسؤول الأكفاء؟ وأين هو العقاب الذي يُمكِّنَه من ردع المتخاذلين؟

  • الطيب

    لا يهتم بكفاءة إلا كفء يا أستاذ سليم .

  • بدون اسم

    دعك من إبن خلدون
    كن ناصر
    كن أنت فقط

  • جزائري

    السلطة اعتمدت على البترول وأهملت الانسان ...لا تحتاج الى ذكائه فأهملت التعليم...ولا تحتاج عرقه فأهملت العمل الا شكلاً...ولا تحتاج الى إنجازاته عبر العصور فأهملت التاريخ...ولا تحتاج الى مستقبله فقتلت فيه الامل فاصبح ينتحر في البر والبحر...والدليل ما نراه اليوم، السلطة بدأت تظهر عليها علامات الاحتضار (راهي تلقَّف) بمجرد تراجع سعر البرميل...بل لنكن اكثر دقة لما "عفست" امريكا والسعودية على انبوب السيروم!
    ستتوسل سلطة البترول في سبتمبر الدول المنتجة ان يتكرموا عليها بشيئ ولو قليل من "ماء الحياة".

  • الشريف متقاعد في سن 49

    الله يعطيك الصحة , القضية يا سيدي الكيم في ميزان القيم فنحن بفعل قادر كسرنا الموازين التي نزن بها القيم قيمة العلم والعلماء قيمة العمل ,قيمة الصدق والاخلاق الفاضلة وغيها الى درجة انه اصبح من يتميز بتلك الخصال من الحمقى.تخيل اي فرد من المجتمع يقطع مشواره الى العمل بنجاح طبعا مرورا بالجامعة او التكوين وعندما يصل يرى من رسب بالغد ولم يبذل اي جهد قد تحصل على ملايين الدينارات واصبح بين عشية وضحاها من ارباب العمل؟ تخيل عندما يرأسك من لا قيمة للعمل عنده ؟ بل يراك الاسواء لأنه لا يملك الارادة و لاا

  • اصالة

    جزاك الله كل خير على ما جاء في مقالكم وهي الاسباب الحقيقية لدفع اغلبية العمال المخلصين للتقاعد النسبي رغم ما يترتب عنه من نقص في الاجرة

  • ان تعمل اقل و تتقن اكثر

    أولا أنا أسمي الشخص الذي يعمل 8 ساعات في اليوم أو أكثر
    أسميه عبيد - شخص يتم إستعباده مقابل راتب شهري
    ثانيا من المفروض أن يتقاسم عاملان إثنان 8 ساعات فيما بينهم
    يعني كل عامل يعمل 4 ساعات إلى 5 ساعات
    ثالثا يجب أن يدفع راتب الشهري كافي لكل مستلزمات الحياة
    أقول مستلزمات الحياة ولا أقول مستلزات العيش فقط
    الذي يدفع لك مبلغ شهري مقابل عملك
    لا يعني أنه يدفع لك مقابل عملك فقط
    بل يدفع لك مقابل وقتك أولا
    ثم يدفع مقابل مجهوداتك ثانيا
    الخير موجود و كافي للجميع
    وما المال سوى أدات نظامية فقط

  • Kafi

    C'est exactement la verite de voulir sortir en retraite anticipee. Merci pour l'analyse.

  • ناصر المهدي

    ارجع لمقدمة ابن خلدون و ادرس نظريته في باب خراب العمران ( بمفهومنا سقوط الدولة) و ان من علامات ذلك كثرة الجند و كثرة الجباية (الضرائب) و نفور الناس عن الانتاج و العمل اذا نحن في ظاهرة صحية و هي سقوط نظام ظالم ...متعفن...عاث في الارض فسادا ..و هلك الحرث و النسل...فاستبشروا..الله اكبر ..ولا بديل له الا الدولة الاسلامية باذن الله و لو كره الكافرون.

  • حمورابي بوسعادة

    العمل شيء مقدس وهو عبادة ...

  • أستاذ أراد و لكن!

    أنا و الله ما فكرت يوما في التقاعد إلى أن بدأ الجاهل اﻷمي بن بوزيد في التخلاط في التربية وبدأت القوانين و المراسيم الجائرة تنزل من سمائه وفرح بها اﻷميون و الجهلة أمثاله ﻷنه أعطاهم امتيازات لم يحلموا بها يوما فأصبح اﻷستاذ المتخاذل مكونا و الذي لا يستطيع قيادة نفسه رئيسيا ومديرا بجرة قلم وزير أقل مايقال عنه(... ) بحجة التكوين الدي أضحك البعيد قبل القريب ونهبت اموال بفضله فكيف يقدر أهل الكفاءة على الصمود و هم يدلون يوما بعد يوم.والله ما أردنا الخروح و لكنهم أخرجونا عن قصد منهم.سامحونا تلامذتناولكن