مصرّون على انتخابات نزيهة وشفافة

واصل الطلبة للأسبوع الـ29 حراكهم السلمي الثابت على مطلب التغيير وترحيل بقايا نظام بوتفليقة، متمسكين بدعم الحراك الشعبي الذي يدخل شهره الثامن، مع إصرارهم على إشراكهم في الحوار من أجل انتخابات نزيهة وشفافة.

لم تكن هتافات الطلبة في ثلاثائهم التاسع والعشرين، التي تزامنت مع يوم عاشوراء، أقل حرارة من جو العاصمة، حيث احتشد متظاهرون كما جرت عليه العادة كل أسبوع بساحة الشهداء قبل أن ينطلقوا سيرا عبر شارع باب عزون إلى ساحة البريد المركزي مرورا بشارع العربي بن مهيدي وصولا إلى ساحتي البريد المركزي وموريس أودان في قلب العاصمة، وكانت مسيرة الطلبة التي شارك فيها الجميع محطة مميزة كالعادة أمام مقر لجنة الحوار والوساطة، التي رفع تقريرها إلى رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، حيث هتف المتظاهرون باسم منسق الهيئة “كريم يونس”، مطالبين إياه بالتمسك بمبدأ التهدئة الذي يجب أن يبدأ حسبهم بإشراكهم في الحوار وعدم تهميشهم باعتبارهم “شريان الانتفاضة الشعبية”، وشهدت المسيرة انضمام حشود من المواطنين إلى صفوفها، مؤكدين التزام الشارع بكل شرائحه وأطيافه بمطالب تغيير النظام الحاكم.

“نريدها دولة ديمقراطية شعبية”

ورغم أن الطلبة ساروا ككل يوم ثلاثاء، والتزموا بالمسار الذي اعتادوه طيلة 29 أسبوعا، إلا أن مصالح الأمن عززت هذه المرة تواجدها عبر كل مداخل الشوارع والطرقات، إذ يظهر للعيان التواجد الكبير لقوات مكافحة الشغب عند كل المداخل المؤدية الى مقر الولاية، البرلمان ومجلس الأمة.

وردد الطلبة خلال مسيرة أمس شعارات تدعو إلى رحيل كل الوجوه المحسوبة على النظام السابق، كما رفع المحتجون شعارات أخرى مثل “السيادة للشعب” و”جزائر حرة ديمقراطية” و”الجزائر حررها الجميع ويبنيها الجميع”، وكذا “نريدها دولة شعبية، ديمقراطية” و”الجزائر غايتنا، السلمية مبدؤنا، حرية هدفنا”.

وذكر الطلبة المحتجون بالمادة 37 من الدستور عندما رفعوا لافتات كتب عليها “الشباب قوة حية في بناء الوطن”، كما حملوا يافطات كتب فيها “بلادي يمينا مقدسة.. سنرعى عهودك طول البقاء”، وكذا “الطلبة أحرار ومستقبل الجزائر دون كلام”، إلى جانب “ثوار أحرار راح نكملو المشوار”، و”الوطن للصالحين والحراك للمجاهدين”.