-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مصيبة “الفشينك”!                          

جمال لعلامي
  • 544
  • 1
مصيبة “الفشينك”!                          
ح.م

تذكّرت بأثر رجعي، حادثة مستفزة قبيل الدخول الاجتماعي والمدرسي، فقد رأيت بعيني اللتين سيأكلهما الدود، في إحدى مناطق العاصمة، كيف ظل عمال مختلف مصالح الولاية والبلديات، منهمكين مثابرين ليل نهار، في ترميم كلّ شيء وإخفاء أيّ شيء، وتزويق كلّ شائبة وعيب، تحضيرا لتدشين وزير التربية مجموعة من المدارس!

العملية التي جرت خلال أسبوع، كان بإمكانها أن تجرى طوال السنة، لكن المسؤولين المحليين مازالوا رهينة العقليات البائدة، ينامون كلّ الشهور الهجرة والميلادية، ولا يستيقظون إلاّ إذا جاءهم “التلفون” فيتحركون لتنفيذ الأمر، ويشرعون في مسابقة الزمن، ويلفتون انتباه المواطنين، ويسقطون في فخّ “البريكولاج” حتى لا يتعرّضوا للعقاب!

لن ينفع “الهفّ” والمخادعة والتلاعب، من أجل بناء المهدّم في رمشة العين، والاعتماد على “الماكياج” لتجميل مشاهد “مخروبة” ومخرّبة من الداخل، ولا ينبغي التعامل معها هكذا وبسذاجة وإلى الأبد وفق منظور “يا ألـّي مزوّق من برّا واش حالك من الداخل”!

منطق “التبلعيط” قبل وخلال وأثناء تدشين المشاريع، هو الذي أحبط التنمية وقتل روح المبادرة، وجعل من عديد الإطارات والكوادر والمسؤولين والمنتخبين، أفرادا وجماعات متورّطة أو متواطئة في الفساد، وغارقة في التسيّب والعبث والإهمال واللامبالاة والنهب والسلب!

مخادعة الوزير، لا تعني أن هذا الأخير بريء، ولكنه متورط كذلك، مع الوالي ورئيس الدائرة والمير ورؤساء المصالح، وحتى مستشاريه، فلو كان يريد فعلا الوقوف على الحقيقة، كان ينزل مثلا في “زيارة سرية”، ولِمَ لا بنفسه، ليكتشف ما لا يٌراد له أن يراه، لكن للأسف، عدد العابثين أكثر من الصدّيقين، ولذلك يحصل ما يحصل في زيارات الوزراء!

ألم “يأخذوا” الوزير الأول في فترة سابقة، عند زيارته إلى ولاية من الولايات، نحو شقة على المقاس، لتصوّرها الكاميرات على أساس أنها نموذج للمشروع السكني، لتنكشف الخدعة بعدها، بأن شقق نفس العمارة غير مكتملة أساسا، وأن المشروع برمته غير جاهز للتوزيع؟

هل يُمكن تصديق بأن هذا المسؤول، غير معني بالخديعة، وأنهم “لعبوهالو”؟.. الإجابة تؤكد واقعا مرّا حدث طوال العشرين سنة الماضية، حيث كانت أغلب التدشينات والبرامج مجرّد ديكور وأوراق انتخابية وهمية وهلامية، ومجرّد “فشينك” لامتصاص الغضب، أو إثبات الوجود، وهو ما أوصل البلاد والعباد، إلى واقع هشّ أساسه الكذب على الناس، وللأسف بطرق بدائية مفضوحة، وفي الغالب بعنوان “دزو معاهم”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • الخلاط الجلاط

    وهذا يعني أن أزلام العصابة لايزالون يتحكمون في مفاصيل الدولة فهل كل المنجل؟