-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مصيبة.. عمّت ولم تخفّ!

جمال لعلامي
  • 886
  • 1
مصيبة.. عمّت ولم تخفّ!

لا أدري لماذا كلّ القطاعات التي تندلع بها احتجاجات وإضرابات، يصل أطرافها في الإدارة والوزارة والنقابات، إلى التفاهم في آخر المطاف، بأيّ شكل من الأشكال، وبأيّ ثمن، باستثناء قطاع التربية الذي تحوّل فعلا وقولا وعملا إلى قطاع “التغبية”، فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم!
والله العظيم، إنها الكارثة بكلّ المقاييس، فالمعلمّ للأسف لم يعد ذلك “الرسول”، والمدرسة لم تعد هي الأخرى المحضنة الآمنة التي كلّ من دخلها فهو آمن ولا خوف عليه ولا هم يحزنون!
أين المشكلة يا تـُرى: في الوزارة أم في الوزير؟ في النقابات، أم في مسؤوليها؟ في الأساتذة أم في التكوين؟ في التلاميذ، أم في طريقة التدريس؟ في التعليم، أم في التربية؟ في المنظومة التربوية، أم في العجز عن تكييفها مع التطورات التكنولوجية وتطابقها مع النماذج العالمية الناجحة؟
تصوّروا كيف كان التعليم “ناجحا”، حسب شهادات الجيل الأول من الذين تخرّجوا من مدرسة الزمن الجميل، رغم أن الجزائر كانت “تستورد” أساتذة من مصر وسوريا والعراق وفلسطين، وتصوّروا كيف “باز” التعليم عندما بلغ بنا الحال إلى استيراد المناهج من تونس؟
هذه المقاربة، تعني في ما تعنيه، أننا كنا نستورد أساتذة لتعليم أبنائنا دروسا ومناهج جزائرية، أمّا الآن فنحن نستورد مناهج من هنا وهناك، ثمّ يتمّ تقديمها لأساتذتنا الكرام من أجل “رهج” التلاميذ بشكلها ومضمونها، والذي قد لا يتماشى مع عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا وطريقة تفكيرنا!
أن نستورد معلمين، فالمبرّر كان لا يُناقشن، لأن البلد كان منهكا من كل النواحي، بعد سنوات قليلة من نيله الاستقلال وطرده للمستعمر، ومع ذلك “الإخوة” الذين دخلوا بلادنا معززين مكرمين، وغادروها بعد انتهاء فترة عقودهم، قدموا في أغلب الأحوال، وحسب شهادات بدل المائة ألف، ما كان مطلوبا منهم، ولعلّ جيل كامل من الكفاءات والنخبة في مختلف التخصصات والقطاعات، تبقى خير دليل على نجاح تلك التجربة، حتى وإن كانت اضطرارية!
اليوم، حدث لنا تربويا وتعليميا، ما حصل للغراب الذي حاول تعلّم مشية الحمامة، فلا هو تعلّمها ولا هو حافظ على مشيته، فالمدرسة أصبحت ملغمة بعدة قنابل، عنقودية وهيدروجينية ونووية وأخرى تقليدية، والمصيبة أن أغلب الوزراء المتداولون على حقيبة “التغبية”، لا يحققون أبدا استقرار القطاع، بل يتحوّلون إلى طرف منغّص ومستفز ومبتزّ ومشعل للنار، بدل ان يكون رجل مطافئ، وعنصر تهدئة وحوار وإقناع.. ولذلك، المصيبة عمّت لكنها لم تخفّ!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • lynda-hayat

    برافو عليك استاذ لعلامي كل مرة تتألق ربي يحفظك وحقا انك تستحق كل التقدير ما اتمناه ان يكثر الله من امثالك