-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مضحكة بالأبيض والأسود!

جمال لعلامي
  • 2152
  • 8
مضحكة بالأبيض والأسود!

قرار وزارة التربية اعتماد الإنترنت في تسليم كشوف نقاط التلاميذ، بداية من الفصل الثاني، الذي انتهى، هو قرار متسرّع بشهادة مديري مؤسسات تربوية، وارتجالي برأي أولياء، وغير مدروس بالنسبة للكثير من الأساتذة، وهو ما يطرح الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام والتعجّب!

تـُرى: ما هو مصير الأولياء “الأمّيين” تكنولوجيا ممّن لا يتحكمون في الانترنت؟ هل تريد وزارة التربية “محو الأمية التكنولوجية” عن الأولياء وهي من مازالت “حاصلة” في تحديد موعد البكالوريا فلجأت إلى استفتاء التلاميذ؟.. أليس مثل هذا القرار عملية استباقية لرفض استقبال الأولياء بالمدارس، مثلما كان معمولا به منذ أن تمّ فتح أوّل مدرسة في تاريخ الجزائر المستقلة؟

كان بعض الأساتذة يلومون في وقت سابق، بعض الأولياء، على عدم المجيء إلى المدرسة، للسؤال عن أبنائهم التلاميذ، إلاّ عندما تنتهي الفصول، فيقصدونها مضطرين لسحب كشوف النقاط، والتوقيع على دفاتر العلامات، لكن الآن بعد قرار “تكنلجة” المدرسة، سيجد الأولياء أنفسهم ملزمين بالبقاء في بيوتهم، وبدل “مساءلة” الأساتذة وسماع ملاحظاتهم حول مسار وسيرة أبنائهم، سيحلّ محلهم الكمبيوتر أو “السيبار كافي” أو الهاتف الجوّال!

صدق من قال قديما: “واش خصّك يا العمياء.. قالت الكحل”(..)، فهل فعلا ما ينقص مدرستنا وأبناءنا وأساتذتنا، هي “المعلوماتية” في وقت ضاعت على الجميع المعلومات وطريقة التعليم والتعلـّم، وتضاعف عدد الرافضين للتعلم، بعدما قالوا وقلنا: لن يتعلـّم من لا رغبة له في التعلّم!

مريض هو وغبيّ وجاهل ورجعي، من يعادي التكنولوجيا، أو يرفض تطوير المدرسة كغيرها من الإدارات والمؤسسات، لكن هل بهذه الطريقة الاستعراضية والفلكلورية، يتمّ الانتقال من وضعية عرجاء إلى أخرى بلهاء؟ ألم يكن مطلوبا التريّث والتغيير التدريجي حتى لا تتعثر الحكاية، ويفشل المشروع، وينتفض الذين تفاجؤوا به أو وجدوا صعوبة في التكيّف معه؟

ليس هكذا تورّد الإبل يا وزارة التربية، فقد تسبب القرار المباغت، في انفجار فوضى واستياء، ليس وسط الأولياء فقط، ولكن حتى من طرف مديري مدارس وأساتذة، يعتقدون، وهم محقون، أنهم غير مستعدّين حاليا لهذا “التطوّر”، لأن عملية الإخطار كانت عشوائية، أو متأخرة، أو أنها شملت جزءا من المجموعة التربوية، وأقصت أو تناست الأجزاء الأخرى؟

من الصعب عدم “الموت ضحكا” على مدرسة مهترئة، من دون تدفئة ولا إطعام ولا نقل، ولا أساتذة، تقبع في شطّ الجبل، بربوة منسية في قرية متهالكة، ترغمها الوصاية على التواصل مع “بقايا” الأولياء التعساء عن طريق “النت”، وهي في الأصل والفصل قتلتها رائحة البصل ولا تعرف طعم العسل!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • ahmed

    الحضارة أيها المحترم تراكم للمعلومات و الاكتشافات و الاختراعات نحن لم نسبق الغرب في شيء لو لم ننهل من فلسفة اليونان و الرومان و الفراعنة و الفرس و الهندوس، الفرق بيننا و بينهم أنهم متواضعون صادقون لا ينسبون لأنفسهم ما ليس لهم كما نفعل نحن و الدليل أن علماءنا الأفذاذ الذين ساهموا فعلا في الحضارة أهملهم مؤرخونا أمثال ابن سينا و ابن رشد و الفرابي و ابن خلدون لم نعرفهم إلا عن طريق الغرب و إلى اليوم نفتخر بهم أمام الغرب و نذمهم و نصفهم بالزندقة و الكفر بيننا. نحن ظاهرة صوتية كما قال القصيمي رخمه الل

  • العربي

    أنا أعيش قرية فيها محل للسبار كافي لا أحد يعرف من الداخل ومن الخارج الناس تتزاحم على شيء فرضته وزيرة التربية على الأولياء كلهم المتعلم والجاهل الكل حائر من هذه الغبينة الزائدة فلماذا لا تبقى الحالة على حسب عقلية الشعب الذي يبحث عن لقمة العيش بدل البحث عن سيبر كافي يستخرج منه كشف وأي كشف تبذير للمال وزيادة في جيوب الناس فعلا مصائب قوم عند قوم فوائد .

  • hocheimalhachemihhh

    قبح الله من خذلنا وأذلنا فجعلنا في آخر القافلة ليبهلنا أمام الدويلات والدول !! فاللهم أقظحهم واخذلهم وبهدلهم كما بهدلونا بهدلة وفظيحة يسمع بها القاصي والداني ، حتى لايقال عنا بلاد الكذب والمعتوهين
    نلوم الفلسطينيين ، بأن غلبتهم كمشة من يهود، ونحن في بلاد .....؟! غلبتنا وأبناءنا " واحدة" فقط"هيشت" one"une " شفنا "لحدبة " بعيرهم"وعماونا على رؤية" بعيرنا" لمشحم من كثرة أكله ل "لمفتأ" حتى تفتأ" وصار كيطولو كي عرضو "

  • نصيرة/بومرداس

    بل علينا ان نبكي على ما وصل اليه قطاع التربية باسم الاصلاحات والعصرنة والرقمنة....ان التعليم يحتضر عندنا فهل من منقذ

  • بدون اسم

    السلام عليكم
    وشكرا ..
    .. أتكلم بشكل عام وسمحولي ،
    أننا دخلنا بيت التكنولوجيا بدون إستئذان ،
    وحنا كعرب ومسلمين معروفين بهذا الخصلة ،
    والنتائج على أرض الوقائع بشهادة الجميع ،
    حياتنا انقلبت راس على عقب ، بالرغم من أننا أولى من هم
    نحن من سبق العالم الغربي في الحضارة والتقدم والرقي
    - الله الله على مدينة بوجي -بجاية حاليا- مدينة العلم والمعرفة سابقا ووو ...الخ
    لما لا نعيد قراءة التاريخ ونسترجع قوتنا ومجدنا ؟؟؟؟!!
    ونولي على ديدانا كيف زمان ؟
    وشكرا

  • بدون اسم

    .. دائما في مواجهة الصهــــد والفوربيـــات التي يرتكبها
    البعـــض من المســـــؤولين الغير مؤهـــــــلين لشغل مناصب حساسة
    مثل " ملـــــــف الســــكن " الســــــاخن والحســــاس ،
    - برنـــامج رئيس الجمهورية الله يشافيه الصحة والراحة -
    - الذي له علاقة بأمــــــن واستقــــــرار الوطــــن
    -غليــــــان وسط المكتتبين ،
    من المســــــؤول ؟
    وهل من مجيب
    سلام

  • بدون اسم

    ميساج إذا سمحتم ومشكوريم مسبقا
    شريحة واسعة من مكتتبي عـــــــــــدل 2 وهـــــــران
    مهددة بالإقصـــــــــــــــــــــاء من سكنات عــــدل يهددون بالخروج إلى الشارع
    بسبب الخطأ الإداري -عــــــــدم تطهيـــــــر قوائم سكنات LPA الذي ارتكبته
    مصلحـــــة LPA دائـــــــــــــــــرة وهران
    وجدوا أنفسم من " مسجـــــــل طلب سكن Demandeur LPA "
    في قائــــمة المستفيــــــدين ضمن وكــــــــــالــــة CNL،
    .. رجــــال الأمـــــــــن - ربي أمعاهم - ما يــــــريحـــــوش شوية -
    ... يتبع

  • الجزائرية

    أحبذ أن يكون كشف النقاط في نسختين الأولى لابأس من أن تسلم إلكترونيا وتبقى الثانية للولي الذي يتوجه للمؤسسة لاستلامه..لقد فقدت كشوف النقاط نكهتها وفعاليتها بعد أن اصبح الإداري من يصب نقاط التلاميذ وقد يخطيءأو يسرب النتائج مسبقا أو..إن كشف النقاط هو عملية تقويمية وتقييمية اي تثمينية،وما أثارني هو خاصة الملاحظات التي نراها تتكررآليا مثل:متوسط،جيد،ضعيف إلخ..وما أضحكني وشر البلية ما يضحك هو الملاحظة التالية:التلميذ كذا في استقرار مستمر..وكأنه يرصد الأحوال الجوية..يجب أن تكون الملاحظة دقيقة وتشخيصية..