-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد وفاة مغامرين بقالمة

مطالب بمنع اقتحام المغارات وإنجاز خارطة ودليل سياحي بشأنها

مطالب بمنع اقتحام المغارات وإنجاز خارطة ودليل سياحي بشأنها
أرشيف

أثار الحادث المؤلم الذي وقع بداية الأسبوع الحالي في بلدية بن جراح بقالمة، إثر هلاك شابين يبلغان من العمر 35 سنة و38 سنة، داخل مغارة متواجدة بمشتة كولمة بأعالي ولاية قالمة، الكثير من الألم والتساؤلات عن كون مغارات الجزائر على جمالها وما تحمله من أساطير وتاريخ، مازالت مهملة تتآكل وتعصف بها الجيولوجيا والمناخ من جهة ولامبالاة المسؤولين من جهة أخرى، بل ومازالت تقتل بعض الشباب من الفضوليين الذين يغامرون بحياتهم في اقتحامها. وفي غياب خارطة خاصة بها وعدم إدراجها ضمن المعالم السياحية وتجهيز دليل سياحي يرافق الشباب والسياح لأجل مشاهدة كنوز المغارات والتعرف على تاريخها وأسرارها فإنها ستبقى تقتل كما حصل في العديد من المغارات وما أكثرها في بلاد لا تقلّ مساحته عن المليونين وربع مليون متر مربع.

في عاصمة الشرق قسنطينة توجد مغارات لا يعلم لها المسؤولون تاريخا ولا جغرافية، وقد سألنا مرة مدير سياحة عنها فأكد بأنه لم يسمع عنها أبدا وهي تجلب بعض الشباب المغامر بالرغم من خطورتها، حيث توجد غالبيتها تحت جسور المدينة المعلقة، ومنها على سبيل المثال مغارة الدببة التي تم اكتشافها من معمرين في بداية القرن الماضي، ووجد بداخلها هياكل عظمية للدب الأطلسي وهو نوع من الدببة كان يعيش في الجزائر وشوهد إلى غاية القرن الماضي، كما تم اكتشاف عظام لإنسان ما قبل العصر الحجري، كما توجد مغار أروى وهي تحفة جيولوجية عبارة عن كهوف يزورها الشباب من باب الاستكشاف المغامرة ولا تجد بها خارطة أو تعليمات عن خطورة الولوج إلى داخلها أو القيام بجولات سياحية وكان يعيش بها نوع فريد من حيوان الأروى والغزال، ومازالت عرضة لزيارات فوضوية خطيرة، مع استثناءات ببعض الاجتهادات من أحد النوادي المحلية وهو نادي درب السياح الذي يقوم بين الحين والآخر بإمكانياته الخاصة لاستكشاف هذه المغارات.

وتوجد في قسنطينة مدينة كاملة تحت المدينة، عبارة عن دهاليز تحت الأرض في شكل مدينة مبنية في عمق المدينة تنطلق من شارع العربي بن مهيدي وتصل إلى غاية مسبح سيدي مسيد مازالت لغزا محيّرا، خاصة أن السلطات المحلية أغلقت كل المنافذ التي يمكن الدخول عبرها إلى هذه الدهاليز العجيبة، وكانت مجلة العربي الكويتية في سنوات السبعينات قد قامت بتحقيق في المدينة النائمة تحت المدينة واعتبرتها واحدة من أعاجيب الدنيا.

وفي كل سنة تكتشف في منطقة الأوراس مغارات غريبة لم تكن ملجأ للثوار وإنما تعود إلى قرون حجرية قديمة ولكنها للأسف تبتلع المغامرين كما حدث في سنة 2018 عندما اختفى أحد الشباب في مغارة الرحبات وتواصل البحث عنه عدة أسابيع قبل أن تكتشف جثته في حال تعفن، وقد تكون الكهوف العجيبة بمدينة زيامة منصورية بولاية جيجل، وغارة بني عاد بتلمسان الوحيدة التي أخذت أبعادا سياحية، وهي تحت المراقبة والصيانة ولم تعد تفتح للسياح بصورة فوضوية.

تقول الآنسة خديجة عسكوري وهي عضو في نادي درب السياح للشروق اليومي، بأنها كلما تعمقت في أسرار قسنطينة وجدت مزيدا من المغارات والكهوف، والمدينة صارت تشكل تحفة ربانية نادرة بأسرارها ومغارتها التي رسمتها التضاريس والمناخ عبر العصور، وهناك دراسة فرنسية حديثة أجريت منذ خمس سنوات فقط أكدت وجود حشرات نادرة جدا وطيور لا تشبه بقية الطيور وخاصة نباتات تعيش في أعماق سفوح الريمس تحت جسور قسنطينة لا توجد ضمن التصنيفات والقواميس النباتية العالمية، وأمام الإهمال الذي تعرفه هذه الكهوف والمغارات صار بعض الشباب يغامر بحياته، خاصة في ولايات حدودية مثل سوق اهراس والطارف بحثا عن كنوز وآثار قديمة يتم تهريبها إلى الخارج، بينما تجلب المغامرة للبقية تعريض أنفسهم للخطر في ظروف غير آمنة ولا سليمة.

ب. ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • فريد

    تبقى هذه المغارات غير معروفة و عدراء احسن من ان يدخلها المخربون و يملؤونها بالصاشيات الزرقاء