-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
جمعيات تنتقد وقف استيرادها

معاقون.. مرضى ومسنّون في رحلة البحث عن الحفّاضات

زهيرة مجراب
  • 2532
  • 1
معاقون.. مرضى ومسنّون في رحلة البحث عن الحفّاضات
أرشيف

زهيرة مجراب وجدت عائلات كبار السن من ذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين بأمراض عصبية نفسها في أزمة حقيقية هذه الأيام، وذلك بعد تفعيل قرار وقف استيراد الحفّاضات الموجهة للكبار، وإبقاء المصنوعة
محليا وغالبيتها من النوع الذي تثبت بلواصق “سكراتش”، بينما الحفّاضات على شكل تبان “كيلوت” المستوردة وحتى المحلية لا أثر لها في السوق.
انتشرت حالة من القلق والغضب وسط عائلات المرضى التي تستدعي حالتهم استخدام حفّاضات كبار السن على شكل تبان، بعدما أكدت لهم جل الصيدليات والمحلات عدم توافرها في السوق الوطنية، ونصحتهم بالكف على البحث عنها لأن الدولة أدرجتها ضمن قائمة المواد الممنوعة من الاستيراد، بحجة وجود مصانع محلية تنتج حفّاضات كبار السن والمرضى، غير أن المحلية والتي تلبس على شكل تبان “كيلوت” وتباع في العادة بـ 600 دج، تعرف ندرة حادة في السوق الوطنية ما خلق مشكلة عند الفئات المتعودة عليها.
تحكي لنا إحدى السيدات، تعاني من مرض “التصلب اللويحي” وتخضع للعلاج في مستشفى بن عكنون، عن مشكلتها فهي بالكاد تتحرك وتضطر لاستعمال هذا النوع من الحفّاضات خلال فترة الليل بشكل كبير، أو خلال جلسات العلاج لما يتم حقنها بالمصل المحتوي على الدواء، ولأنها لا تملك مرافقة مريض فهذا النوع من الحفّاضات هو الأنسب لكنها اصطدمت بغيابه عن المحلات والمتاجر وهو ما أخلط أوراقها وحساباتها وزادها همّا فوق مرضها.
في حين أطلعتنا سيدة أخرى عن الصعوبة الكبيرة التي تواجهها بعد وقف استيراد هذا النوع من الحفّاضات، فوالدها المصاب بالزهايمر متعود على ارتدائها معتقدا بأنها ملابس داخلية، ومنذ غيابها عن المحلات أصبح يرفض لبس الصنف الثاني “سكراتش” ويزيلها في كل مرة، ومع أنها بحثت في جميع المحلات والصيدليات بل وحتى لدى المستوردين لكن من دون جدوى فالنوعية المحلية نادرة جدا أما المستوردة فلا أثر لها.
وكشفت لنا إحدى السيدات لجوءها لأحد معارفها ليجلب لها هذا النوع من الحفّاضات من تونس، وهو الحل الذي اهتدت له عديد عائلات المرضى، فاستعانوا بتجار الشنط “الكابة” وذويهم المتواجدين في الخارج من أجل تأمين علب من الحجم الكبير لمرضاهم في انتظار انتهاء الأزمة.

صيادلة يعترفون ومرضى متذمرون

من جهة أخرى، أسر لنا أحد الصيادلة استقباله عشرات المواطنين الباحثين على هذا النوع من الحفّاضات، فالمستوردة تم منعها منذ فترة ضمن قائمة 800 منتج تم حظر استيرادهم، وبالرغم من غلاء أسعارها تتراوح مابين 1900 و2200 دج للعلبة تحتوي على 7 حفّاضات فقط، لكنها كانت تحظى برواج كبير لوجود نوعيات مختلفة منها الرفيعة جدا “سليم” ويرتديها في جل الأحيان المسنون بأمراض عصبية خلال خروجهم لكونها غير ظاهرة للعيان، وتم الإبقاء على المحلية الصنع فقط وسعرها 600 دج إلا أنها في الفترة الحالية مفقودة ولم يتمكنوا من جلبها.
وفي السياق ذاته، نشر عشرات المواطنين عبر صفحات “الفايسبوك” نداءاتهم للمستوردين وأصحاب المحلات لمساعدتهم في العثور على حفّاضات التبان، حيث دعوا كل من يملك كمية منها إرشادهم لمكان تواجد محلاتهم حتى يستطيعوا شراء ما يحتاجونه. في الوقت الذي دعا فيه مرضى وذووهم جمعيات حماية المستهلك التي خاضت حملات شرسة من أجل خفض أسعار الموز، والجمعيات الخاصة بهم للتحرك العاجل والقيام بحملات لإلزام الدولة لإلغاء قرار منع استيراد هذا المنتج الهام والحسّاس جدا بالنسبة إليهم ولوضعيتهم الصحية، خصوصا وأن المنتج الوطني نادر جدا ولم يتمكن من تعويض المستورد سواء من حيث النوعية أو الكمية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • الإعجاز الحقوقي لديننا

    الاعجاز الحقوقي في القرآن الكريم :
    الاسلام كان سباقا للاهتمام بفئة المعوقين و قد أعطاهم حقوقهم كلها قبل 14 قرنا و الدليل موثق في القرآن عبر الآيات التالية :
    ( ليس على الأعمى حرج و لا على الأعرج حرج و لا على المريض حرج و لا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم.. ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون )