-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أكبر عملية في المنطقة قضت على ثكنة الاستعمار سنة 1958

معركة حمام الضلعة.. حكاية امرأة تجاهلها التاريخ

وهيبة سليماني
  • 3757
  • 1
معركة حمام الضلعة.. حكاية امرأة تجاهلها التاريخ
أرشيف

كثيرا ما تكون المرأة وراء أحداث تاريخية هامة، وفي الكثير من الأحيان لا يلتفت إليها، وقد يجهل تماما الدور الذي لعبته في تحريك هذه الأحداث، وفي رسم بطولات وثورات عظيمة..ألا يقال إن وراء كل رجل عظيم امرأة ؟.. وألا يكون هذا الرجل العظيم سببا في فعل عظيم وبالتالي فإن المرأة التي وراءه كانت المحرك الأول لهذا الأخير؟..
معركة حمام الضلعة بولاية المسيلة لسنة 1958، والتي أدت إلى الاستيلاء على ثكنة عسكرية استراتيجية في المنطقة، بأكملها ومصادرة أسلحتها وعتادها، كانت وراءها امرأة.. نعم امرأة أربعينية ولكن التاريخ الجزائرية لم يذكرها!
محمد الحوراني المجاهد الكبير الذي صنعته هذه المرأة، بشجاعتها وبكلمة رمتها كالرصاصة في أذنه، حين كان ضابطا عسكريا عند فرنسا، ويتردد عليها في منزلها، لكي يجعلها تقر على تحركات المجاهدين، بعد أن ألقي القبض على زوجها وزج به في السجن، قالت له حينها “كيف تشهر سلاحك في وجه جزائري مثلك؟”.
معركة حمام الضلعة لا تزال مسجلة تفاصيلها في ذاكرة عمي عيسى، وهي الأمين العام الحالي لقسمة حزب جبهة التحرير الوطني بحسين داي، والذي سرد لنا بالتفصيل، حيث أكد أنه قبل 1958 بقليل سيطرت فرنسا في منطقة حمام الضلعة بالمسيلة، والتي تقع على بُعد أمتار من عرشي الذريعات وخرايشية، وهو موقع استراتيجي بالنسبة للاستعمار الفرنسي يربط بين الولايات السادسة والرابعة والأولى.
الثكنة حسب عيسى جعيط، المدعو عمي عيسى، كان يديرها، ضابط فرنسي رفقة ضابط جزائري، هذا الجزائري كان يقوم رفقة الجنود بعملية مسح في المنطقة، ويستنطق في الكثير من الأحيان بعض السكان لمعرفة تحركات المجاهدين.
وكانت امرأة أربعينية، معروفة بجمالها وشجاعتها، يقول المجاهد عيسى، ولا تخاف الفرنسيين رغم إيداع زوجها السجن، وفي أحد الأيام زارها الضابط الجزائري في بيتها محاولا معرفة بعض الأخبار منها، وبعد ملاسنات بينهما، أشهر سلاحه في وجهها، فقالت له بكل شجاعة “كيف لجزائري يشهر سلاحه في وجه جزائري؟”.
ومع تحديها له، وتكرارها لهذه الجملة، أيقظت ضميره، فعاد إلى مهامه وهو يفكر، حتى قرر في أحد الأيام أن يعود إليها ويبدي لها رغبته في القيام بعمل فدائي، لكي يكفر عن ذنبه، لكن المجاهدين اختبروه وحددوا له موعدا للاستيلاء على الثكنة ثم خالفوه، وبعد أن أثبت نيته الجادة في ذلك، خططوا معه لكي تكون العملية ناجحة.
في سنة 1958، تمت العملية بنجاح بفضل هذا الضابط الجزائري الذي عرف فيما بعد خلال نشاطه ضمن جبهة التحرير الوطني، بمحمد الحوراني، حيث كان ضمن مجموعة رابح الثايري الذي ينشط تحت قيادة العقيد عميروش.
واستفاد المجاهدون من أسلحة الثكنة التي قضي عليها تماما، لكن فرنسا فتحت ثكنة أخرى أكثر منها بطشا، وفتحت سجونا قربها لتعذيب الجزائريين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • Omar one dinar

    SA FAUT PAS LA PEINE DE PARLAIT OU DECRIR POUR HERROS COMME COMME CETTE FEMME. POUICEQUE LES GREATES MOUDJAHIDINES DES FRONTERIERS ET LES HAYDRAOUISTES SONT LA. .....LET THE REAL HERROS FOR GOD AND PARADISE