-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مغانم ومغارم عهدة خامسة

حبيب راشدين
  • 3274
  • 3
مغانم ومغارم عهدة خامسة
أرشيف

الآن وقد أسدِل الستار على هزلية الانقلاب الأبيض داخل البرلمان بعد أن أنجزت وظيفتها في تقطيع بعض الوقت، وإشغال جانبٍ من الطبقة السياسية والرأي العام عن الالتفات لما كان للجميع أن يلتفت إليه ونحن على بُعد أقل من خمسة أشهر عن استحقاق الرئاسيات، يُفترض من السلطة أن تنفق ما بقي من الوقت في إعداد الرأي العام والبلد للتعامل مع واحد من الخيارين: إما التصريح برغبتها في دعم عهدة خامسة تحرر المعارضة من إصر الانتظار، أو الإعلان رسميا عن اعتذار الرئيس عن تلبية دعوات من يناول لها ليلا نهارا ودون ترخيص.

استدعاء بعضهم لحصيلة إنجازات الرئيس كشافع للعهدة الخامسة لن يكون كافيا ولا مقنعا حتى لو أجمع أغلب الجزائريين على تثمينها، وهي كثيرة: ليس أعلاها استعادة السلم بعد عشرية دامية كادت تجهز على الدولة، وقد يكون أدناها ما لا ينكره منصفٌ من إنجازاتٍ ملموسة في الاقتصاد من إعادة تأهيل كمي ونوعي للمنشآت القاعدية، واستيعاب جانب كبير من الطلب المتنامي على السكن والتعليم والصحة، وما تحقق في الفلاحة، وما بدأ يُنجز في الصناعة، قد تغطي في الجملة على مآخذ أخرى كثيرة: خاصة في تراجع منسوب الوفاء ببعض استحقاقات دولة القانون، وتضييق مسارات التداول على السلطة، وتسفيه ما هو قائم من مؤسسات منتخَبة حتى مع ما أظهرته من إمَّعية وانبطاح وخلود آثم إلى الأرض أمام السلطات التنفيذية.

المتابع الفطن للواقع السياسي في الجزائر، يعلم أن الاستحقاق القادم سوف يفضي حتما إلى “عهدة خامسة” حضر الرئيس فيها أم اعتذر بلياقة للجوقة التي إنما تدعو إلى ولاية خامسة بدافع “التعيُّش” والانتفاع تحت البرنوس، إذ لن يكون بوسع الرئيس ـ إن ترشح ـ ولا في متناول أي مستخلف آخر يُزكَّى لخلافته الاجتهادُ كثيرا خارج ما قد حُسم من خيارات كبرى في السياسة كما في الاقتصاد والأمن، وفي بعض ملفات الهوية.

لا وجود لبرنامج بديل جاهز لا على مستوى أركان السلطة، ولا على مستوى المعارضة بعد أن نصفي الأجواء من جعجعة الخطاب السائد على لسان الموالاة والمعارضة الموبوء بجُمل الحمد المغالي، أو القدح القالي في ما هو قائم، ولا يبدو أن أركان الدولة العميقة الماسكة بخيوط اللعبة راغبون أصلا في تغييرها وقد منحتهم الاستقرار والسِّلم الاجتماعي في الداخل، وليس لها معارضة تُذكر في الخارج.

وقبل هذا وذاك، فإن السلطة ليست واقعة تحت ضغطٍ داخلي ذي شأن حتى تتحرك بجد لتغيير قواعد اللعبة وتفكر بجدية في بعث الإصلاحات المؤجلة، وتدبير برنامج حكم بديل، مع ما لها من هامش التدبير كي تختار من تشاء لمواصلة تنفيذ برنامج الرئيس بالوكالة في “عهدة خامسة” لم تعد تقتضي حضوره بالضرورة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • Zaki

    يجب القضاء على الدولة العميقة في الجزائر
    لكن ما هي الدولة العميقة ؟

  • ساسي

    انا جزائري حر ديموقراطي اقترح ترشيح السيد المحترم احمد اويحي للرئاسيات المقبلة
    اتمني من الله العلي القدير ان يفوز برئاسة الجمهورية الجزائرية انه سميع عليم امين امين
    نعم نعم نعم للسيد احمد اويحي رئيسا لبلادي الجزائر

  • الطيب

    تجديد الأعضاء يا أستاذ في مجلس أمتنا ربما يمتعنا بمشهد آخر قد يقرب الصورة أكثر قبل حتى الوصول إلى ليلة الشك الموعودة..! و بعدها اللي حاب يصوم يصوم و اللي حاب يفطر يفطر و اللي حاب يبدل دينو يبدل و اللي حاب يبدل وطنو يبدل ...!!