-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مفاتيح التوافق!

جمال لعلامي
  • 592
  • 1
مفاتيح التوافق!
ح.م

بعد بن بيتور ورحابي، استقبل الرئيس عبد المجيد تبون، رئيس الحكومة الأسبق، مولود حمروش، في إطار المشاورات السياسية التي فتحتها رئاسة الجمهورية، ويُنتظر أن يستمرّ المسعى مستقبلا، إلى شخصيات وطنية وحزبية، حتى تتبلور فكرة مشتركة، تعطي الكلمة للجميع ودون استثناء، من أجل المشاركة في حلحلة “الأزمة” بأثر رجعي، وهي المهمة التي يتكفل بها شخصيا الرئيس المنتخب، الذي بدأ عهدته مثلما وعد في خطاب أداء اليمين، بتعديل عميق للدستور وفتح أبواب الحوار.

قد يستقبل الرئيس لاحقا، شخصيات وطنية وحزبية من عيار طالب الإبراهيمي ويوسف الخطيب ومقداد سيفي ومقري وجاب الله، وغيرهم من الوجوه، المدعوة لتقديم رؤيتها ونظرتها و”حلولها” ومبادراتها، وهي “المشاورات” التي تأتي بالتزامن مع انطلاق لجنة خبراء في صياغة “الدستور الجديد”، بما يمهّد للشروع في تنفيذ مشروع الجزائر الجديدة، المشروع المتفق عليه بين السلطة والمعارضة والحراك الشعبي!

لا يُمكن الآن، رفض دعوة التشاور والتحاور، ومن رفضها، فهو يضع العقدة في المنشار، وهذه الفئة قد تكون محصورة وقلة قليلة، فاستجابة بن بيتور ورحابي وآخرهم حمروش، وتصريحاتهم الأولية، يُنبئ بأن القاطرة قد وُضعت على السكة، وعلى هؤلاء وأولئك مدّ أيديهم والمساهمة في الخروج بمبادرة “توافقية” تـُنجح الإصلاحات وتستجيب لمطالب “فخامة الشعب”، وترمّم ما أفسده سوء التسيير والتهوّر والارتجالية والانتقامية خلال السنوات الأخيرة!

لغة العقل والتعقّل، هي وحدها ما يبني الأمم، ولا يُمكن بأيّ حال من الأحوال، أن تفيد سياسة المقاطعة والكرسي الشاغر و”التغنانت”، ولأن رئيس الجمهورية مدّ يده للحراك، ومدّ يده للمعارضة، ومدّ يده لكلّ أطياف الطبقة السياسية والمجتمع المدني، وهذا من أجل تعبيد طريق سريع “يرضي الجميع”، يكون فيه الرئيس هو الحكم والقاضي، باتجاه نحو “الجزائر الجديدة”!

شهر واحد فقط، بعد رئاسيات 12 ديسمبر، بدأت عجلة التغيير تتحرّك، وقد استبشر الجزائريون خيرا، في غد أفضل، كما تغيّرت تصريحات الأحزاب، بما فيها تلك التي كانت “متشدّدة” في مواقفها وشروطها، وهذا مؤشر آخر، على أن مسيرة طيّ الصفحة قد بدأت قولا وعملا وفعلا، ولذلك، على كلّ الخيّرين مدّ يدهم لإنتاج قرارات وإجراءات واقعية تعيد الأمل إلى عموم الجزائريين، وتضع حدّا لكلّ العوامل التي زرعت اليأس والإحباط في النفوس!

نعم، المهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة، وها هو الحوار قد انطلق، بالاستماع إلى عديد الوجوه التي كان الحراك نفسه يقترحها لتمثيله أو لـ”مفاوضة” السلطة، وهذه دون شكّ خطوة هامة ومفصلية، ومفتاح لفتح الأبواب الموصدة والانتقال تدريجيا نحو ما يبني الجزائر ويخدم الجزائريين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • مامون

    نتمنى ونطلب من الله العزيز القدير ان يوفق رئيسنا تبون للاصلاح ووضع الدولة على المسار الصحيح بمعية المخلصين لهذا الوطن الغالي.