-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مقاومة التطبيع واجبٌ أخلاقي

مقاومة التطبيع واجبٌ أخلاقي
ح.م

فيما ينشغل العالم أجمع بالتصدّي لوباء كورونا الذي بدأ يعيد ترتيب الدول والقوى العالمية، من حيث القوة والتأثير والنفوذ، وفيما تدخل المجتمعاتُ العربية والإسلامية في حالة غير مسبوقة من الانكفاء على النفس والانعزال، جراء الإجراءات الصحية لمواجهة الفيروس، إلى درجة غلق المساجد، ومنع كل الفعاليات الجماهيرية، في هذه الظروف، تحرّكت آلة التطبيع مع الكيان الصهيوني بشكل غير مسبوق، في خطوةٍ يائسة لصُنع رأي عام عربي، يجعل من الصهاينة المغتصبين أشقاء، ومن الفلسطينيين أعداء ومعتدين!

 لقد خرج مشروع التّطبيع من الدّهاليز الضّيقة، والغرف المغلقة، وتحوّل إلى مشروع سياسي معلن، تتبناه دولٌ في المنطقة، وتلاحق كل من يعادي “إسرائيل”، ويدعم الفلسطينيين في كفاحهم ضد الاستعمار، فامتلأت السجون برافضي التّطبيع، وفُتح الباب على مصراعيه للعملاء الذين كانوا يعملون في السّر، للخروج إلى الناس والبوح بعشقهم للصهاينة وكرههم للفلسطينيين. وما حدث قبل أيام في دولة البحرين، يؤكد أن التطبيع أصبح سياسة رسمية معتمدة في هذا البلد وغيره من بلدان المنطقة، إذ تدخّلت السلطات لتوقيف ندوة افتراضية لمناهضة التطبيع!

أما آخر خطوة وأخطرها، فهي استغلال الدراما الرمضانية لخدمة هذا المشروع، من خلال عددٍ من المسلسلات التي تروِّج للتّطبيع جهارا نهارا، تحت يافطة “التسامح الديني”، وتم إقحام قضية اليهود في المنطقة العربية، مع أن الفرق واضح بين اليهودية كديانة سماوية تعايشت مع الإسلام قروناً، والمشروع الصهيوني الذي يرفضه عددٌ كبير من اليهود المنصفين في العالم.

هذه الموجة الجديدة من التّطبيع التي امتدت إلى الجوانب الاقتصادية والثقافية والتربوية والإعلامية والفنية والأمنية والاجتماعية، بلغت من الخطورة حدا لا يمكن أن تسكت عنه القوى الحية الرافضة للتطبيع، وهو ما يتطلب تحركا جديا من قبل النخبة، لإعادة ضبط البوصلة، وفضح رواد هذا المشروع ورعاته وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، كقضيةٍ مركزية أولى للعرب والمسلمين، ومدِّ يد العون للفلسطينيين في كفاحهم.

على أحرار العالم أن يتحرّكوا لحماية الحق في الدفاع عن النفس والأرض، وهو مبدأ إنساني تعترف به كل الحضارات والمجتمعات، وما يفعله المطبِّعون مع الكيان الصهيوني هذه الأيام هو شذوذٌ وانحراف عن القيم الإنسانية، والخطير في الأمر أن هؤلاء المهرولين يتدثرون برداء الدّين أحيانا، ويحاولون ليَّ النصوص من الآيات والأحاديث النبوية لتبرير هذا السلوك الخياني.

إن الوقوف في وجه هذا المشروع الخطير، هو واجبٌ أخلاقي وشرعي، وهو ما ذهب إليه إعلانُ بيروت لمناهضة التطبيع مع العدو الصهيوني، الذي أوصى بإعداد “لائحة إدانة بأعداء الأمّة”، تضمّ كل من ارتكب فعلاً تطبيعياً في أي مجال من المجالات، كما وضع لائحة تكريم لكل من أعلن رفض المشاركة في فعل تطبيعي، من فنانين ومثقفين وإعلاميين ورياضيين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • جزائر العجائب

    للمعلقة ثانينة 7 : كلامك صواب لكن لن يجد اذانا صاغية لدى المتعصبين والمتصلبين الذين يعيشون في 2020 بعقول الستينيات والسبعينيات .

  • جزائر العجائب

    اسرائيل لا يهمها مقاطعتكم أو تطبيعكم أولا : لأن غالبية الدول العربية تتعامل مع اسرائيل بطرق مختلفة وثانيا : لأن العرب ليسوا لا ظاهرة صوتية لا أكثر ولا أقل

  • ثانينه

    السياسه مصالح ..زمن القوميه قد ولي الي الابد ..زمن طمس حريات الاخر باستعمال الدين قد فاقو به مبدا فلسطين ظالمه او مظلومه كان ارتجاليا وخاظيء.لاتكون فلسطينيا اكثر من اهلما ..مشكله فلسطين في الفلسطينين انفسهم .هناك ما يسمي بالنظام الدولي والدفاع عن فلسطين لايكون الا بالنهضه العلميه للفلسطينيين..

  • جزائري . DZ

    للمعلق محمد قذيفه رقم 5 : خطابك عمره 15 قرنا والنتيجة أن الذين تدعون لهم ب .... وب ... و ب ... يسيرون نحو الأمام ونحن نتراجع بخطى ثابته نحو الجاهلية ثم لو أن الدعاء يلبي المقاصد ويحقق الأهداف لانقرض هؤلاء نتيجة دعاويكم لهم بدعاوي الشر ليل نهار ومنذ قرون ولوصلنا نحن الى القمة لكن العكس هو الذي نلاحظه يوميا والسبب أنه الله يراقب الأفعال ولا تهمهه الأقوال ولأنه أيضا يقف دائما مع المجتهدين والمثابرين والذين يسهرون الليالي من أجل اسعاد البشرية ... ولا يقف أبدا مع الكسلانين وتجار الأحقاد والكراهية

  • TADAZ TABRAZ

    منذ 1948 والعرب يتحدثون عن المقاطعة وعدم التطبيع وكل ذلك ليس الا جعجعة دون طحين . في وقت في 70 سنة حققت اسرائيل انجازات وانتصارات : سياسية وديبلوماسية واقتصادية وعسكرية … لا تضاهيها انتصارات
    العرب لا تهمهم القضية الفلسطينية بقدر ما تهمهم المؤامرات ضد بعضهم البعض
    منذ 70 سنة والعرب يجتمعون وينددون ويشتكون ويتوجعون ويتألمون …والنتيجة 0000 والغريب أنهم
    لا زالوا يتكمون . فمتى يصمت هؤلاء عن التشهير لاخفاقاتهم وفي جميع المجالات ليس تجاه ما يسمى القضية الفلسطينية فحسب بل حتى تجاه قضاياهم الداخلية

  • محمد قذيفه

    (بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء لله من دون المومنين أيبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا )

  • TADAZ TABRAZ

    منذ 70 سنة والعرب يتحدثون عن المقاطعة وعدم التطبيع وكل ذلك ليس الا جعجعة دون طحين . في وقت في 70 سنة حققت اسرائيل انجازات وانتصارات : سياسية وديبلوماسية واقتصادية وعسكرية ... لا تضاهيها انتصارات
    العرب لا تهمهم القضية الفلسطينية بقدر ما تهمهم المؤامرات ضد بعضهم البعض
    منذ 70 سنة والعرب يجتمعون وينددون ويشتكون ويتوجعون ويتألمون ...والنتيجة 0000 والغريب أنهم
    لا زالوا يتكمون . فمتى يصمت هؤلاء عن التشهير لاخفاقاتهم وفي جميع المجالات ليس تجاه ما يسمى القضية الفلسطينية فحسب بل حتى تجاه قضاياهم الداخلية

  • جزائري DZ

    أولا : لم يحقق عدم التطبيع الا مزيد من الاستيطان والحصار .. الخ للفلسطسنيين وثانيا : عدم التطبيع لا وجود له الى على الورق وقد أعلنها نتنياهو قبل شهرين فقط بأن اسرائيل تتعامل بطرق مختلفة مع كل الدول العربية باستثناء ثلاثة منها ثم كيف تتحدثون عن المقاطعة والرياضيين الاسرائليين استقبلوا استقبال الأبطال في قطر والامارات حيث رفع العلم الاسرائيلي وعزف نشيدها وكيف تتحدثون عن المقاطعة ونتنياهو استقبل بالبساط الأحمر في عمان وكيف تتحدثون عن المقاطعة وهناك دول استقبلت سفراء اسرائليين أو على الأقل مكاتب ديبلوماسية لدولة اسرائيل في اراضيها والاسرائليين يزورون دول عربية لغرض السياحة .. عجيب

  • شرقية خالد

    صدقت الكلام أخي
    للأسف، العلمانيون في كل بلد عربي هم من يقودون الإعلام، والذي تسلقوا إليه في التسعينات وقت القتل والدمار، تسلقوا بتوجيه من البلدان الغربية، فتراهم الآن ينتجون أفلاما ويكتبون مقالات تجعل من اليهود شعب الله المختار، وتجعل من المسلمين السبب في كل دمار، بينما بقيت النخبة المحافظة تفتح المتاجر في تسابق غريب: كيف لدكتور جامعي يقضي أكبر وقته في دكانه يبيع الحواسيب والأوراق؟ وكيف لأستاذ جامعي باحث يتاجر في المساكن والعقارات؟
    سامحني، لم يتجبر أبناء فرنسا عندنا وأبناء أمريكا عندهم إلا بعد أن غابت النخبة المحافظة عن الساحة، تاركة المجال لكل موهوم ومهووس بالمناورة وخلق الفتن.

  • حسان

    "إن الوقوف في وجه هذا المشروع الخطير، هو واجبٌ أخلاقي وشرعي"، وكذالك لعنة اليهودي صباحا ومساء كل يوم من كل مسلم واجبٌ أخلاقي وشرعي.