-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عندما ننسى أن نقفل هواتفنا

 مكالمات مفتوحة تفضح المستور وتكشف الأسرار

فاروق كداش
  • 3307
  • 3
 مكالمات مفتوحة تفضح المستور وتكشف الأسرار
ح.م

ألو.. ألو… مرحبا كيف الحال؟ بداية كل مكالمة هاتفية تبدو عادية للوهلة الأولى، ولكنها تخفي في ثوانيها التالية صدمات وخيبات أمل كبيرة… تكون على وشك أن تقفل الخط، فتتريث قليلا، فيكشف لك هاتفك المستور، ويفضح الأسرار، ويميط قناع المنافقين والكاذبين… الشروق العربي، تدخل على الخط الثاني، لتروي لكم قصصا، بدأت بألو، وأنتهت بعليك اللعنة.

قد تكون قصة فوزي، وهو أرمل في الأربعين من عمره، أب لطفلين، هي ما استفزني للخوض في هذا الموضوع… رجل عاش لوعة الفراق، بفقدان الزوجة، وألم رؤية ولديه يتيمين، في سن مبكرة.. قرر بعد فترة الزواج، بعد إلحاح العائلة.. وتيسرت الأمور، وخطب شابة في الثلاثين، وأقيمت كل المراسم، التي تسبق الزواج، ولم يتبق إلا العقد، فهاتَفها لتحديد تاريخ ما، فردت عليه أختها وأخبرته بأنها تستحم، وستكلمه ريثما تنتهي، غير أنها لم تقفل الخط، فسمع صوت خطيبته تقول لأختها: “واش حاب هاذ السامط؟” فردت أختها: “كذبت عليه، قلت له راكي في الدوش”… ثم سمع صوت أمها، وهي تعقب على كلام لم يفهمه: ” هذا لازم يكون خاتم في صبعك، وولادو ما تحليلهمش العين، اضربيهم، باش يخافوك، حتى يروحو لعند جدتهم”.. فجلجلت ضحكة خطيبة السوء، وهي تقول: “بلاما توصي”… أقفل فوزي الخط، وكل فرائصه ترتعد. كانت صدمة كبيرة، خاصة أنه لم يتبق على عرسه سوى أسبوعين.. كان على وشك أن يرتكب خطأ فادحا، في حقه، وفي حق أولاده.. وهاهي زوجة أب أخرى كسر القدر شوكتها.

أنا البريئة… أنا الخائن

من حكايات الهاتف المفتوح، حكاية لانيا مع خطيبها، ترويها بنفسها: “سنتان خطوبة، لم تكن كافية لسبر أغوار خطيبي… وطيلة هذه المدة، كنت ذلك الحمل الوديع، سنوات من الحب الكبير، والاحترام والعطاء، حتى مكالمة الهاتف كانت بأدب، وبمدة معينة.. لم أفكر يوما في استفزازه أو تعطيل عمله… ذات مرة، كلمته على فايبر، بتقنية الفيديو، فرد دون التحقق من المتصل، فرأيته في صالون شاي، رفقة امرأة أخرى.. فصرخت في وجهه: من هذه؟ فأقفل الخط، ثم أعاد الاتصال بعد ذلك، من مكان آخر، وادعى أنه كان في مقر عمله، وأن تلك المرأة زميلته… كان يكذب بوقاحة، وقد رأيت بأم عيني المكان… فسخت خطوبتي طبعا، فكيف لي أن أعيش مع رجل خائن؟”… وهاهو رجل بائس آخر، خان الحلال، فخانه الحرام.

آخر رسالة من مولانا العاشق

حكاية أخرى، في سوق الحب الضائع، ضحيتها شاب في مقتبل العمر، وذنبه الوحيد، أنه أراد أن يكمل نصف دينه. يروي حكيم ما جرى له، وقلبه يأبى إلا أن يصمت: “بعد قصة حب جارفة، تقدمت لخطبة حبيبة العمر، ووفقني الله، فاشتريت غرفة نوم، ومنحتها مهر 22 مليون سنيتم.. بعد فترة، قمت بزيارة رسمية لتحديد موعد العرس، والترتيبات اللازمة، واصطحبت أمي وأختي… بعد سويعة من الخوض في التفاصيل، قالت لي أمها إنه يمكنني الحديث مع خطيبتي في “التيراس”، فذهبت مسرعا، وطبعا كانت في انتظاري.. التقطنا بعض الصور، وجلسنا نتحدث عن يوم الزفاف بحماس. لم تمر إلا لحظات، حتى نادتها أمها، وهرولت إليها، وتركت هاتفها معي، وكان مفتوحا بلا كود… فبدأت تنهال عليها مجموعة من الرسائل، تقول الأولى: “عمري توحشتك، راكي رايحة تخليني”، والثانية: “وخليني نشوفك آخر مرة”… اسودت الدنيا في وجهي، فطلبت من أمي وأختي المغادرة، دون نقاش… وفي الطريق، قصصت عليهما ما حدث.. كانت خيبة أمل كبيرة في امرأة كانت تلعب على أكثر من حبل.. فسخت الخطوبة، وطلبت منها أن تعيد إليّ كل شيء، وإلا فضحت سرها أمام عائلتها… وهاهي خائنة أخرى، لاتزال تحت رحمة الحب الأول”.

في بيتنا أفعى

قصة كاميليا مع الهاتف المفتوح، كانت بطلتها زوجة أخيها، التي تذللت حتى تمكنت، بعد الزواج، ظنها الجميع امرأة صادقة، محبة لعائلة زوجها، ولكنها في يوم من الأيام افتضح أمرها، بعد أن تركت هاتفها النقال مع “لوستها”، عندما حان دورها عند طبيبة النساء والتوليد، فقد كانت على وشك الولادة… كانت حينها تكلم أختها ولم تقفل الخط… وبما أن اللوسة سوسة، لم تقفل هي الأخرى، وراحت تنصت إلى المتحدث في الخط الآخر، فسمعت أختها تقول بتهكم: “واش رحتي مع عجوزتك المهبولة، ولا مع لوستك البايرة؟” ثم أقفلت بعد أن ساد السكون. وهاهي عروس أخرى تضاف إلى قوائم الحيات المجلجلة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • سراب

    معروف عن غالبية الشعب الجزائري النفاق في الكلام و الهدرة في الظهر شخصيا مررت بتجربة هاتف شبيهة بالموضوع كان عندي صديق كنت مزين فيه النية وذات يوم اتصلت به هاتفيا فرد علي وبعد ان انتهت المكالمة نسي قفل الخط وبدأ يمنشر فيا بعبارات صادمة لم أكن أتوقعها ولما واجهت في مابعد بما كان يقول قال لي لم أكن أنا بل ابني اتهم ابنه ليبرئ نفسه فأنهيت علاقتي به

  • مجرد راي

    الحياة هي هكذا جملة من المطبات و الخيبات و السبب هو ضعف مستوى المجتمع الجزائري أفرادا و جماعات....الآخر هذا الشرير الذي لا تطيق رؤيته كونه جلاد و نحن ضحية، نحن من نشكله بتصرفاتنا عن جهل أحيانا و عن سوء نية أحيانا اخرى، الحب موجود لمن يبدؤون بحب ذواتهم اولا في ظل القيم و المبادىء بعيدا عن الغل الذي يقضي على صاحبه قبل أن يقضي على الآخرين.....و يبقى الزواج المبني على المودة في غالب الأحيان، التودد في بعض الاحيان، و الشفقة في بعضها الآخر حلا للهروب من برد الخارج و محاولة البناء بنية ستصل حتما إلى الخالق الذي لن يخيب أحدا لأنه الله و صدق ابن خلدون، الشعوب المضطهدة تسوء أخلاقها

  • رضوان

    الحمد لله 37 سنة في عمري راني سيليباثار ماعندي زوجة ماعندي عشيقة أخصص كل وقتي للمطالعة والحمد لله عايش مهني غير الجزايرية لي مانرتبطش بيها ,أعود بالله من شر ماخلق