-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أغلبهم من فئة الجامعيين والباحثين الأكاديميين

مكفوفون يواكبون الحراك ويمررون رسائل نوعية في قلب الأوراس

صالح سعودي
  • 498
  • 0
مكفوفون يواكبون الحراك ويمررون رسائل نوعية في قلب الأوراس
ح.م

عرف الحراك الشعبي الذي تشهده الجزائر منذ يوم 22 فيفري المنصرم عدة صور لفتت الانتباه خلال مختلف المسيرات الشعبية، وكان وراءها مواطنون من مختلف فئات المجتمع، بدليل أن الأمر لم يقتصر على الأصحاء فقط، بل تعدى إلى كبار السن وحتى من ذوي المعاقين، وحتى فئة المكفوفين، على غرار ما عرفته مدينة باتنة على مر الأسابيع الأخيرة.

وقفت “الشروق” على عدة وجوه معروفة في الوسط الجامعي والأكاديمي، حيث أن فقدانها لنعمة البصر لم يمنعها من مواكبة مسيرة الحراك، في صورة الدكتور مدني مدور، والتوأم المكفوف الحسن والحسين، إضافة إلى طالب الدكتوراه حسان عساس وعدد من زملائه الذين يشتغلون في المكتبة المركزية بجامعة باتنة 1، ما جعل الكثير يجمعون أن الحراك الشعبي لم يقتصر على مدار الأسابيع السابقة على الأصحاء فقط، بل مسّ جميع شرائح المجتمع، ومن بين ذلك عينات فئة المكفوفين.

التوأم الكفيف الحسن والحسين واكبا الحراك منذ البداية

على غرار التوأم الكفيف الحسن والحسين الذي صنع الحدث منذ بداية الحراك، وكله حرص على مواصلة مسيرة التغيير التي يدعو إليها الحراك، حيث كثيرا ما وضع الحسن والحسين فيديوهات على اليوتوب ومواقع التواصل الاجتماعي يبديان رأيهما في المقاصد الحقيقية للحراك، داعين إلى الحرص على الطابع السلمي ومواصلة الدفاع عن المطالب الشعبية الحقيقية، حيث يقول الحسين والحسين في هذا الجانب: “نوصي الشباب أن يبقى على وتيرة هذا الحراك الشعبي حتى يحقق مقاصده الحقيقية… وبتواصل الوعي والصمود ستُسترد الجزائر إلى شعبها وتكون وردة مزدهرة دائما، ولنكن شعبا عظيما نجعل الجميع يقتدي بنا ويضرب بنا المثل في السلمية والتحضر”.

حسان عساس ورفقاؤه في الموعد برؤية ثابتة وبصيرة

من جانب آخر، لم يتخلف مجموعة من المكفوفين العاملين في المكتبة المركزية لجامعة باتنة 1 (مصلحة لبراي) عن الركب، وسجلوا تواجدهم في عديد المسيرات التي أقامها الطلبة أو نظمت خلال أيام الجمعة، وكان في مقدمتهم طالب الدكتوراه حسان عساس الذي أعطى صورا في التحدي والنجاح الدراسي، فعوض فقدان البصر بقوة البصيرة، شأنه في ذلك شأن زميله في العمل عبد الوهاب عقابي الذي يتولى مسؤولية مصلحة لبراي التابعة للمكتبة المركزية بجامعة باتنة 1، وهذا بفضل الثقة التي يحظى بها من طرف المسؤولين، وهذا على الرغم من فقدانه لنعمة البصر، كما واكبهم في المسيرة زملاء آخرون أكدوا أنهم جزءا من المجتمع، ويشتركون مع الجميع في المطالب الحقيقية التي رفعها الحراك، وفي مقدمة ذلك تكريس العدالة ومحاسبة الذين تسببوا انتشار الفساد على جميع الأصعدة.

الدكتور مدني مدور في المقدمة رغم فقدانه لنعمة البصر

وفي السياق ذاته، فقد وقف الكثير من المواكبين للحراك في باتنة على تواجد الأستاذ الجامعي مدني مدور، وهو أستاذ بقسم اللغة والأدب العربي، حيث لم يمنعه فقدانه لنعمة البصر من تسجيل حضوره فوق الميدان، مؤكدا في تسجيلات له أنه ضد كل أشكال الظلم والفساد، مضيفا أن الحراك في حاجة إلى وقفة الجميع حتى يحقق مطالبه، وفي مقدمة ذلك متابعة ومحاسبة المتسببين في الفساد، ووصل إلى قناعة بأن الجزائر في حاجة إلى أبنائها حتى تستعيد أمجادها وتجاوز المحنة التي وقعت فيها بسبب الذين تسببوا في الوضع الذي أزم حال البلاد والعباد. وفي هذا المجال كتب عنه زميله الدكتور طارق ثابت ما يلي: “في مسيرة اليوم بباتنة التقيت بصديقي الدكتور مدني مدور، والذي على الرغم من إعاقته البصرية كان في المقدمة يمشي بوعي ويسأل الله الأمان للوطن”، كما كتبت عنه الدكتور حليمة قطاي ما يلي: “أخي الدكتور مدني مدور يمشي وحاديه عصا بيضاء.. فنور العين في القلب؛ ما أوقفته عيناه عن رؤية الحق، ومشى ويمشي كما عودنا بنور بصيرته..”.

ويجمع الكثير من المتتبعين، أن الحراك الشعبي القائم كشف عن الوجه الحقيقي للجزائريين بمختلف فئاتهم ومستوياتهم، كما أكد على الروح الوطنية التي تحلى بها الجميع، بما في ذلك المعاقين والمحرومين، ما جعل فئة المكفوفين تعد عينة تضاف إلى بقية الفئات التي سجلت حضورها، وأكدت ولاءها للوطن، وهذا بصرف عن وضعيتها والمتاعب التي تلاحقها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!