-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بينما يفكر زطشي في مراكز تكوين لاعبي المستقبل

ملاعب الكرة والبرمجة صارت تُحرج الجزائريين أمام العالم

الشروق الرياضي
  • 2208
  • 6
ملاعب الكرة والبرمجة صارت تُحرج الجزائريين أمام العالم
أرشيف

نقل مباريات الدوري الجزائري، ومنافسة الكأس، وحتى كأس السوبر التي جرت مساء الخميس عبر قنوات الكأس القطرية، صار يُحدث الكثير من الحرج للجزائريين الذين يفضلون متابعة مباريات الجزائر المحلية عبر القنوات الأجنبية من باب الفضول أو من أجل الاستماع لبعض الكلام المعسول من المعلقين العرب.

ففي لقاء شباب قسنطينة أمام اتحاد بلعباس لم يرق المستوى إلى المتوسط، وكان أشبه بالحلم ان نشاهد فريقا يمرر الكرة بين لاعبيه لأكثر من خمس تمريرات، وغابت الفرص الحقيقية حتى أنك تتخيل بأن كل فريق كان ينتظر ركلات الترجيح، حتى لا يثير غضب أنصاره الذين تنقلوا بالآلاف من سيدي بلعباس ومن قسنطينة في سهرة ممطرة وباردة جدا، وإذا كان اللاعبون قد ظهروا بوجه شاحب في قلب المنافسة في شهر نوفمبر وليس في بدايتها، فإن السيد الوزير حطاب، تسبب في تأخير المباراة لمدة فاقت السبع دقائق، وهو أمر ممنوع عندما تسوّق مبارياتك على المباشر، لأن لكل قناة برامجها ولا تقبل أي تأخير يزلزل برمجتها، السيد الوزير حضر متأخرا ونزل متأخرا إلى أرضية الميدان، ولم يكتف بمصافحة اللاعبين المُركزين على المباراة بل قبّلهم جميعا وحضن بعضهم، وأكثر من ذلك قبّل الأطفال ملتقطي الكرة جميعهم في سابقة ليست في الجزائر فقط وإنما في العالم، وبدلا من أن تنطلق المباراة على الساعة الخامسة مساء تأخرت إلى الخامسة وثمانية دقائق كما تأخر انطلاق الشوط الثاني بأربع دقائق، وكأن اللاعبين استحسنوا الراحة، والغريب أيضا أن النشيد الوطني عزف مرتين ووقف له اللاعبون مرتين، وما بين المرة الأولى والثانية خمس دقائق كاملة.

أما ملعب البليدة تشاكر، الذي صار بيت الخضر منذ سنة 2008، فقد أصبح عارا حقيقيا على الجزائر، فهو يحتضن كل المباريات الكبيرة، ويبدو بائسا على شاشات التلفزيون خاصة عندما لا يكون ممتلئا، فكل من يشاهد المدرجات الحجرية القديمة يتخيل بأنه يتابع مباراة في بلد فقير أو يمتلك مناصرين من الهمج، لأن الجزائريين وكل عشاق الكرة في العالم تعودوا على مشاهدة المدرجات مزروعة بالمقاعد المريحة، ليس في أوربا والدول العربية وإنما أيضا في إفريقيا كما تظهره التغطيات الخاصة برابطة أبطال إفريقيا وكأس الكونفيدرالية، بينما بقيت الجزائر وحدها في العالم من تمنح المناصرين مقاعد حجرية في ملعب بلغ سنته العاشرة وهو يحتضن مباريات المنتخب الجزائري، ولم يفكر أي واحد من ولاية البليدة أو وزارة الشباب والرياضة لأجل تثبيت المقاعد على مدرجاته لمنح المناصر الراحة التي يعيشها كل مناصري المعمورة بالرغم من أن المناصر الأوربي يبقى ساعتين، على أكثر تقدير في زمن المباراة، بينما في الجزائر قد يمضي يومه بالكامل في الملعب جالس على الحجر.

المشكلة الأخرى تكمن في طريقة تصوير المباريات ومنها مباراة السوبر، ومازالت الجزائر الوحيدة أيضا في العالم التي لا تتوقف عن التعريج بعدسة التصوير على المسؤولين الذين يحضرون إلى الملعب، ومنهم على سبيل المثال السيد وزير الشباب والرياضة، وأحيانا يتم نقل الكاميرا نحوه في عز لقطة ساخنة في المباراة، مذيع الكأس القطرية وهو تونسي الجنسية، صار يقدم انتقاداته الجارحة في كل عرض لمباراة من الجزائر، سواء من حيث التنظيم أو من حيث التصوير، كما حدث في فضيحة تصوير مباراة المنتخب الجزائري أمام بنين الأولى في نفس الملعب عندما تعطلت الكاميرا الرئيسية ولجأ المخرج إلى كاميرات جانبية في لقاء jم نقله عبر “بي.إين.سبورت”، وكأننا نعيش في عهود سابقة في بلد إفريقي فقير ينقل مباراة كرة على المباشر لأول مرة في تاريخه.

افتقاد القائمين على تسويق كرتنا للثقافة، التي تجعلنا في مصاف الدول الكبرى، أو على الأقل المتوسطة، يجعل من التفكير في مراكز التكوين من دون جدوى، والجزائر في كل مباراة كبرى تبحث عن ملعب كرة يحتضن المباريات، وتصوير مريح للناظر قبل المشجع.

ب. ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • خبير رياضي متشاءم

    صاحب المقال شكرا لك مقالك ممتاز جدا . و أضيف صورة اللاعب الجزائري و رئيس النادي الكثير الاحتجاج و الشكوي و التذمر من الحكام و الرابطة . الكل يشتكي من الحكم من البرمجه من كل شيئ . و الكل يطلب اللعب في الملاعب الضيقة التي انتهت صلاحيتها مع فجر الاستقلال لكن هاته الملاعب هي المفضلة عند الرؤساء و اللاعبين . و لا ننسي صورة اللاعب الذي يجري وراء الحكم في كل صافرة يطلقها حتي ولو كانت في و سط الميدان .
    لقد اصبحت الملاعب حلبة للملاكمة و المصارعة و ليس لتقديم العروض الفنية و النسوج الرائعة . والمناصر هو الخاسر الواحد التعب و دراهموا

  • ابن الجبل

    ... ان دل هذا على شيء فانما يدل على أن البطولة الجزائرية ليست في أيد آمنة ، وأن هذه المجموعة المسيطرة على الفاف جاءت لتخدم مصالحها ،مثلما قال شريف ملال ، رئيس شبيبة القبائل . ويوما بعد يوم تزداد البطولة الجزائرية سوءا وانحرافا ... لا بد من انقاذ البطولة الجزائرية من التقهقر والانزلاق نحو الهاوية .

  • سلطان زماني

    نحن الدولة المتخلفة الوحيدة التي مازالت تصور المسوولين في كل مكان وكانه اتفاق مسبق او تعليمات فوقية صارمة I لتلميع صورة المسؤول ايا كان وحتى في الجنازات بدل تصوير اهل الميت يصورون المسوولين دولة متخلفة اما الملاعب فحدث ولا حرج اين ملايير الاتحادية لبناء ملعبين عالميين على القل لنفتخر بهم امام الامم ام اننا سنبني مراكز تكوين لابناء فلان وفلان ولن يستفيد منهم ابناء الفقراء رنحن نعلم مسبقا بنية مسؤولينا نحن شعب غبي. وسوف نبقى كذلك.

  • المولدي

    تقرير صحفي روعة بارك الله فيكم
    والله يا هداك الوزير حطاب مهزلة

  • adel

    ماذا سيجني للجزائر من بناء مراكز جديدة رغم وجود العديد منها مغلقا ؟؟؟؟
    لماذا رفض فكرة النزل و الذي كان سيضمن مدخولا منتظما للفاف تستفيد منه المنتخبات الوطنية ؟؟؟
    فمراكز التكوين تقع على عاتق الاندية التى يترأسها المليارديرات أما الفاف فيكفيها مركز واحد ..لماذا هذا إذن ؟؟؟؟ فعلا لقد أصبح هذا الوطن مثيرا للشفقة .

  • buffalo

    تتكلمون عن خجل الجزائريين عن الكرة و لكن تناسيتم عن الجزائر بأكمالها كيف يتكلمون عنها في الداخل و الخارج و هذه حقيقة بأن الجزائر أصبحة من أفقر دول العالم و بقعة خطيرة برغم الموارد البشرية و الطبيعية الهائلة.أنظروا إلي سنغفورة أخذت إستقللها في 1965 و ليس لها موارد طبيعية .أين هي و أين نحن