-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
اكتفت بالتنديد ومطالبة الأنصار بالتعقل

ملف: العنف في الملاعب يهزم الحكومة!

الشروق الرياضي
  • 4568
  • 12
ملف: العنف في الملاعب يهزم الحكومة!
ح.م
من المسؤول؟

بات من الصعب جدا على السلطة الجزائرية التحكم والتصدي لظاهرة العنف القديمة– المتجددة بالملاعب الجزائرية، بعد أن نخر هذا المرض جسد الكرة المحلية، وانتشر في جميع ملاعب ربوع الوطن، ما شوه صورة المواطن الجزائري والجزائريين خارج الوطن، فما حدث في اللقاءين الأخيرين بملعبي الأخضرية وجيجل في لقاءي اتحاد الأخضرية- شباب قسنطينة وشباب فيلاج موسى– مولودية الجزائر على التوالي، ضمن فعاليات الدور الـ16 من كأس الجمهورية، من مشاهد دموية وتخريب وتعد على الممتلكات العامة والخاصة، خير دليل على ذلك.

واكتفت السلطة في الآونة الأخيرة بحملات توعية لدعوة الأنصار إلى التعقل، والتنديد بما يحدث في الملاعب، في ظل عجزها عن إيجاد الحلول اللازمة، واتخاذ قرارات ردعية من شأنها الحد من هذه الظاهرة التي حولت الملاعب الجزائرية إلى ساحات حرب ومعارك بين المشجعين المتعصبين.

وطالب مؤخرا، وزير الشباب والرياضة محمد حطاب، بتسليط أشد العقوبات على المتسببين في العنف في الملاعب الجزائرية، داعيا إلى تغيير خارطة الطريق بخصوص التعامل مع هذه الظاهرة، بعد الأحداث “الدامية” التي شهدتها مباراة أهلي البرج ضد مولودية الجزائر بملعب 20 أوت، شهر نوفمبر الماضي، قائلا: “على الرابطة أن تطبق القوانين وبصرامة من أجل محاربة العنف في الملاعب، وسنطالب برحيل كل من لا يمت بصلة للرياضة”، ولكن منذ سنوات وسنوات وظاهرة العنف تنخر جسد الكرة الجزائرية دون أن تتمكن “السلطة” من وضع آليات ورسم خارطة طريق واضحة المعالم للقضاء عليها، وظلت كل تصريحات وزراء الشباب والرياضة المتعاقبين على هذا المنصب مجرد كلام للاستهلاك دون تجسيده على أرض الواقع.

وسبق للحكومة الجزائرية أن أقرت بوضع بعض الآليات من أجل القضاء على هذه الظاهرة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، البطاقية الوطنية لمنع المشاغبين من دخول الملاعب التي لم تر النور إلى حد كتابة هذه الأسطر، فضلا عن إجراءات أخرى كوضع كاميرات مراقبة لكشف المشاغبين– القرار اتخذ بعد مقتل إيبوسي بملعب أول نوفمبر بتزيزي وزو-، إلا أن هذا الأمر لم يجد نفعا أمام العصبية الزائدة للمشجعين، إذ لا يزال العنف والشغب العنوان الأبرز للكرة الجزائرية في كل موسم.

وأصبحت الملاعب المكان المفضل لأغلب المناصرين الجزائريين لتفريغ غضبهم وجميع شحناتهم السلبية، بداية بالشتائم المهينة تجاه الجميع ودون احترام للحضور.. ما يحدث حاليا في مختلف الملاعب يؤكد أن الكل معني بأعمال الشغب، فخارج أسوار الملاعب العالية لا نرى إلا مشاهد الشغب والتخريب وإتلاف الممتلكات العامة، وكل ما تطاله الأيدي والأنظار مهيأ للتكسير والتحطيم.. فحينما تتحول ملاعب الكرة إلى ساحات ردح وشتم وقتل وانحطاط أخلاقي، فما علينا إلا أن نقرأ السلام على هذه الرياضة الأكثر انتشارا في بلادنا والعالم أجمع.

وساهمت العديد من العوامل في انتشار العنف بالملاعب الجزائرية، أبرزها الوضع المعيشي الصعب والبطالة التي يمر به أغلب الشباب الجزائريين الذين يرون في الملعب متنفسا لهم للتعبير عن كل ما يختلج في قلوبهم والأوضاع السائدة في البلاد، وأيضا فقدان روح التنافس النظيف وثقافة الود والتسامح بين المشجعين الناتجة أساسا عن التصريحات اللامسؤولة من طرف المسؤولين عن الأندية بوعودهم الكاذبة التي يقدمونها للمناصر البسيط بداية كل موسم، فضلا عن تبادل الاتهامات بين المسيرين مما يساهم ويزيد في المشاحنات بين أنصار أندية البلد الواحد.

لو كانت ملاعبنا مثل ما هو في إنجلترا لتوقفت مقابلاتنا في بدايتها
دوليون سابقون وخبراء يؤكدون لـ”الشروق”
– العنف لا يقتصر على ملاعبنا فقط بل أصبح ثقافة عالمية عابرة للبلدان
– الملاعب الجزائرية بيئة متاحة للجميع ومرتع للمشاغبين
– عودة العنف تؤكد أن رياضة كرة القدم ببلادنا مريضة وتحتاج إلى علاج مستعجل

أجمع خبراء ودوليون سابقون على أن العنف لا يقتصر على ملاعبنا فقط بل أصبح ثقافة عالمية عابرة للبلدان، وأن عودته تؤكد أن رياضة كرة القدم ببلادنا مريضة وتحتاج إلى علاج مستعجل، وأرجع آخرون سبب تفشي هذه الظاهرة إلى الفقر والبطالة وأن الدول الإفريقية والجنوب أمريكية أول المتضررة منها، محملين لجنة العقوبات مسؤولية تنامي الظاهرة التي يتحمّلها أيضا المسؤولون والإعلام الرياضي وأخطاء الحكام المتكررة وغياب ثقافة الانهزام والبريكولاج والحلول الترقيعية والظرفية، وطالبوا مستقبلا بضرورة برمجة لقاءات الكأس بملاعب محايدة تتسع لأنصار الفريقين.

عبد العالي إيريدير: الفقر والبطالة سبب العنف والدول الإفريقية والجنوب أمريكية أول المتضررين

قال المدرب المساعد السابق لمنتخب قطر الأول عبد العالي إيريدير إن علماء الاجتماع والنفس أرجعوا سبب تنامي ظاهرة العنف في الملاعب إلى الفقر والبطالة، وأكد أن الدول الإفريقية والجنوب أمريكية أول المتضررين منها، وأضاف ابن مدينة شلغوم العيد بولاية ميلة عبد العالي ايريدير أن العنف موجود داخل المجتمع ولا ينحصر على الملاعب فقط، حيث تسلل إلى داخل المساجد والمدارس وأركان الدولة، وكل هذه الأمور حسبه تأخذ منحى اجتماعيا واقتصاديا وتؤثر في بعضها البعض، وأن علاج العنف عميق وعميق جدا وليس من السهل استئصاله بين أمسية وضحاها لأن المشاكل الاجتماعية تنعكس سلبا على الشباب بالدرجة الأولى، حيث يخرجون كل ما في جعبتهم في الملاعب وأحسن دليل على ذلك ما حدث في كأس إفريقيا لسنة 1990 بملعب 5 جويلية الذي تحول آنذاك إلى أرضية خصبة للمشاغبين أسقطوا فيه كل مكبوتاتهم عكس الملاعب الأوروبية كملعب السيتي وسانسيرو وويمبلي التي تمتلئ بالعائلات على أساس أنهم يروحون عن أنفسهم من تعب ساعات العمل الأسبوعية ويتمتعون بفنيات لاعبي فرقهم المفضلة ولكن في الجزائر يحدث العكس، فالعنف لم ينج منه أي قطاع وأبطاله تلاميذ المتوسط والثانوي وحتى طلاب الجامعات وهم من يغزون الملاعب، أما كبار السن فيخافون من العنف اللفظي والجسدي حتى إنهم يتحاشون المرور بالقرب من ملاعب أول نوفمبر بالحراش وبولوغين أو 20 أوت بالعاصمة تحاشيا لسماع عبارات سب أمهات اللاعبين وسب الدين، والملاعب الجزائرية بيئة متاحة للجميع وأغلبها مرتع للمشاغبين، علما أن الحشد الكبير من أنصارنا يمكن التحكم فيهم بأي طريقة، فهم لا يضاهون وحشية أنصار إنجلترا أو كما يسمون “الهوليغانز”، الذين تم ترويضهم من قبل السلطات الإنجليزية، بعد كارثة ملعب هيسيل في بروكسل في 29 ماي 1985، عندما انهار أحد الجدران نتيجة لضغط الجماهير الهاربة من أعمال شغب قبل مباراة نهائي كأس الأندية الأوربية البطلة عام 1985 بين فريقي ليفربول ويوفنتوس، حيث لقي 39 شخصا حتفهم، 32 من مشجعي جوفنتوس، وأصيب 600 شخص بسبب التدافع، حيث تغير سلوك هؤلاء الأنصار بعد هذه الحادثة الأليمة بعد الدراسات والتوصيات، عكس ما يحدث كل نهاية أسبوع في ملاعبنا التي حصدت أرواح المناصرين وحتى اللاعبين، وما حادثة الكاميروني إيبوسي إلا أكبر دليل على ذلك، ولقاء فيلاج موسى وضيفه مولودية العاصمة كان من الأحسن حسب المدرب المساعد في عدة طواقم بمنتخب قطر الأول الذي اشتغل مع مدربين معروفين، أن يكون عرسا كرويا لمواجهتهم فريقا كبيرا بحجم المولودية، لكن أطماعهم زادت عن المعقول شأنهم شأن أنصار الأخضرية الذين كانوا يأملون في تأهل فريقهم على حساب السياسي بطل البطولة مرتين، وقال إن المنتخبات الأسيوية مثلا لا تفكر إطلاقا في ظاهرة العنف لأن الحياة هناك مستقرة وتختلف تماما عن حياة الجزائريين، هذا وحمل المدرب الجزائري عبد العالي إيريدير الإعلام الرياضي تنامي هذه الظاهرة بسبب نشوء لغة العنف على سبيل المثال الداربي بين الشناوة وسوسطارة كتب عنوان عبر الصفحات الأولى للجرائد “معركة الجزائر بين العميد وأبناء سوسطارة”، فالجميع يحمل الإعلام مسؤولية العنف، بسبب العناوين المثيرة التي تكتب، بالإضافة إلى دخول رؤساء الفرق في ملاسنات مباشرة عبر أمواج الإذاعات أو صفحات الجرائد، دون أن ننسى أن أخطاء الحكام وشجار اللاعبين تساهم بشكل كبير في هيجان المناصر حيث تتحول الملاعب إلى حلبة مصارعة بين أنصار الفريقين، فكل هذه العوامل من دون شك تساهم في ارتباك الأمور وتفشي ظاهرة العنف في الملاعب، وللتصدي لها لابد من تنظيم دورات رياضية لرؤساء الأندية والأنصار.

جمال مناد: العنف مرتبط بالمشاكل التي يتخبط فيها شبابنا

أشار المدرب المساعد السابق للفريق الوطني جمال مناد إلى أن أسباب ظاهرة العنف في ملاعبنا تعود أساسا إلى المشاكل التي يتخبط فيها شبابنا، منها البطالة والفقر والعزوبية، وما بقي للمراهقين غير فريقهم المفضلة الذي يراهنون عليه وينتظرون منه مقابلة جميلة؛ لأنه تحول إلى هدفهم الوحيد، ويشعرون بخيبة أمل أخرى في رصيدهم تدفعهم إلى العنف للتعبير عن خيبة أملهم أحيانا، وأكد اللاعب السابق لنادي نيم الفرنسي جمال مناد أن الشباب الذي يمارس أعمال العنف في مدرجات ملاعبنا جلهم ينحدرون من الأحياء الشعبية الفقيرة، التي تعاني التهميش والإقصاء، والملعب هو الوسيلة الوحيدة التي يعبر فيها الشباب عن عدم رضاه من الوضعية المزرية التي يعيشها يوميا بأشكال عديدة من العنف تطال الأفراد والممتلكات العامة والخاصة، وقال أحسن قلب هجوم لمنتخب الخضر عبر التاريخ جمال مناد إن هذه الظاهرة أصبحت في السنوات الأخيرة تأخذ منحى خطيرا تحصد الأرواح والممتلكات كما حدث مؤخرا بملعبي حسين رويبح بجيجل والأخضرية، وبالأمس بقسنطينة والبرج ووهران وسكيكدة وغيرها من الملاعب التي غطت فيها دماء المناصرين المدرجات وحتى أرضية الملاعب كما حدث بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو أو ما يعرف بحادثة الكاميروني إيبوسي، وأرجع أيضا الفائز مع الخضر بكأس أمم إفريقيا لسنة 1990 والكأس الآفرو آسيوية لسنة 1991 جمال مناد سبب استفحال هذه الظاهرة إلى رداءة الملاعب الجزائرية، حيث أكل الدهر وشرب عليها وهي بعيدة كل البعد عن المواصفات العالمية، حيث اعترف بأن الجزائر في الوقت الحالي غير قادرة تماما على تنظيم أي تظاهرة رياضية مهما كان حجمها، جراء عدم جاهزية المنشآت الرياضية وعدم تقبل الأنصار الخسارة.. وللقضاء عليها، اقترح المهاجم السابق لشبيبة القبائل مناد توفير الشغل، ومطالبة عائلات المشاغبين باصطحاب أبنائهم إلى المدرجات لكي يقفوا على ما يقوم به ابنهم، وأظن أن هذه الطريقة تقضي لا محالة على العنف.

عبد القادر تلمساني: عودة العنف تؤكد أن الرياضة ببلادنا مريضة وتحتاج إلى علاج مستعجل

أشار الدولي السابق عبد القادر تلمساني إلى أن عودة العنف تؤكد أن رياضة كرة القدم ببلادنا مريضة، وتحتاج إلى علاج مستعجل وعميق وحقيقي، بعيدا عن الحلول المؤقتة والأدوية المسكنة التي تجاوزها الزمن، مطالبا في الوقت نفسه الرجل الأول في للبلاد السيد عبد العزيز بوتفليقة بضرورة التدخل العاجل لاتخاذ قرار توقيف جل المنافسات الكروية وهذا بسبب استفحال ظاهرة العنف في الملاعب الجزائرية، لكي يعلم الأنصار أن كرة القدم ما هي إلا لعبة فيها خاسر وفائز، وهذا للحفاظ على أرواح اللاعبين والأنصار، وندد خريج مدرسة رائد وهران تلمساني بما حصل من أحداث مؤسفة في ملاعبنا خاصة بملعب حسين رويبح بجيجل حيث توفى مناصرون في لقاء الكأس بين شباب حي موسى ومولودية العاصمة، ولقاء اتحاد الأخضرية وشباب قسنطينة داعيا جميع الأطراف إلى مقاومة هذه الظاهرة وتحليهم بمسؤولياتهم مستنكرا أعمال الفوضى والشغب التي تحصل في بعض الملاعب الجزائرية، وطالب اللاعب السابق لاتحاد بلعباس بمنع من ليست له علاقة بكرة القدم من دخول الملاعب والجلوس في بيته لكي لا يلطخ سمعة الكرة الجزائرية التي لا تستطيع في هذا الجو المكهرب تنظيم أي دورة عربية أو قارية، وقال المهاجم السابق لفريق المكرة إن أهل الرياضة أصبحوا يتخوفون من التنقل إلى الملاعب لمتابعة مباريات فرقهم، واقترح وضع كاميرات مراقبة داخل وخارج أسوار الملاعب كما هو الشأن بالنسبة إلى الاتحاد الإنجليزي الذي طبق ذلك واستطاع في وقت وجيز استئصال هذه الظاهرة من الجذور والدليل على ذلك المناصرون الهاوليغانز أصبحوا يصافحون لاعبيهم بعد تسجيل الأهداف وهذا بعد إزالة السياج الذي كان بفصل بينهم، وأضاف قائلا عندما أشاهد مظاهر العنف في ملاعبنا يخيل إلي أن الجزائر مازالت تعيش في العصر الحجري، هذا وحمل عبد القادر تلمساني رؤساء الفرق مسؤولية تفشي هذه الظاهرة السلبية حتى أصبح الحكام يتعمدون ارتكاب الأخطاء حفاظا على سلامة أرواحهم.

ابراهيم شاوش: أحمل لجنة العقوبات مسؤولية تنامي ظاهرة العنف

حمل الهداف السابق لمولودية الجزائر كريم ابراهيم شاوش لجنة العقوبات التابعة للرابطة الوطنية المحترفة لكرة القدم المسؤولية الكاملة في تنامي ظاهرة العنف في الملاعب لأنها حسبه لم تضرب بيد من حديد في العقوبات التي تصدرها كل أسبوع التي تتراوح حسب اللاعب السابق لشبيبة بجاية ما بين حرمان الفرق من حضور أنصارها لمقابلة أو مقابلتين وتغريمها ماديا بمبلغ مالي لا يفوق 50 ألف دج، واعتبر هذه العقوبات ما هي إلا ذر للرماد في العيون وكان من الأجدر أن تمنع الجماهير المشاغبة طيلة موسم كامل لكي يأخذ أنصار الفرق الأخرى العبرة من سابقيهم، وتأسف اللاعب السابق لنادي تبوك السعودي لتنامي هذه الظاهرة التي لا تزال تحصد الأرواح حيث عاشها موسم 2003 في لقاء فريقه ضد سريع غليزان حين توفي مناصر بحروق جراء الرمي العشوائي للألعاب النارية في المدرجات وأيضا في لقاء أهلي برج بوعريريج وشبيبة القبائل، وطالب القائمين على الرياضة في البلاد الضرب بيد من حديد تفاديا لتكرار حادثة ملعب بورسعيد المصري المأساوية التي وقعت في الفاتح من شهر فيفري سنة 2012، في لقاء النادي البورسعيدي والأهلي المصري، حين سقط فيها 73 قتيلا وأكثر عن 300 جريح، التي تعد ضمن أهم 20 كارثة كروية عبر التاريخ، وختم أحسن هداف سابق في فريق المولودية قائلا: “أخشى التنقل إلى الملاعب وأفضل متابعة لقاءات العميد عبر المذياع أو الشاشة لأن التنقل إلى ملعبي 5 جويلية أو بولوغين يعتبر مجازفة 50 بالمائة منها أعود إلى البيت والنصف الآخر قد أكون من عداد الموتى.

لخضر بلومي: الظاهرة يتحمّلها المسؤولون والإعلام الرياضي

فتح الفائز بالكرة الذهبية الإفريقية لسنوات الثمانينيات لخضر بلومي النار على المشرفين على تسيير الفرق الرياضية في بلادنا وقال إنهم يتحملون مسؤولية تفشي ظاهرة العنف في ملاعبنا، على اعتبار أن كل الرؤساء يؤكدون لأنصارهم أنهم سيلعبون على الصعود أو تحقيق الألقاب مع بداية كل موسم بالرغم من عدم امتلاكهم للإمكانيات اللازمة لتحقيق ذلك منها البشرية والمادية، ونظرا إلى الوعود الكاذبة، فإن الأنصار لا يتقبلون أن يلعبوا من أجل ضمان البقاء بعد خرجات رؤسائهم، بالإضافة إلى الإعلام الرياضي الذي يتحمل هو الآخر جزءا من ذلك بمقالاته، هذا وترحم الدولي السابق لخضر بلومي على ضحايا وممتلكات أحداث الشغب التي وقعت في ملعبي رويبح بجيجل والأخضرية في مقابلتي الكأس في دوره الـ 16 بين اتحاد الأخضرية وشباب قسنطينة، وشباب حي موسى ومولودية الجزائر محملا لجنة تنظيم منافسة كأس الجمهورية المسؤولية الكاملة، حيث طالبهم بضرورة العودة إلى النظام القديم وذلك بعلب لقاءات الكأس في ملاعب محايدة من شأنها أن تقلل من تنقل أنصار الفرق، فمثلا لقاء فريق من الشرق وآخر من الغرب يتم برمجته بملعب محايد بالوسط وحتى الجنوب إن كانت فيه حساسية بين أنصار الفريقين والعكس بالنسبة لبقية اللقاءات، وتوقع اللاعب السابق لغالي معسكر لخضر بلومي أن حدة العنف ستستفحل خلال الشطر الثاني من البطولة حين تكثر الحسابات بالنسبة للفرق المهددة بالسقوط أو تلك المعنية بالصعود، وطالب نجم ملحمة خيخون بإسبانيا سنة 1982 لخضر بلومي بالضرب بيد من حديد وذلك بإصدار قوانين ردعية صارمة في حق الفرق المتعودة على إثارة الشغب في ملاعبها وإن اقتضى الأمر منعها من أنصارها لمدة موسم كامل أو حرمانها من الاستقدامات أو خصم نقاط من رصيدها، وختم الفائز بالكرة الذهبية الإفريقية في سنوات الثمانينيات قوله لـ”الشروق” إن هذه الظاهرة أثرت سلبا على سمعة الكرة الجزائرية في الداخل والخارج.

بن طيب: أخطاء الحكام المتكررة ينتج عنها عنف الجماهير
قال الدولي السابق احمد شوقي بن طيب إن أخطاء الحكام المتكررة في مباريات كرة القدم الجزائرية ينتج عنها عنف الجماهير التي تحس بالظلم من قبل التحكيم وهي من بين الأسباب الرئيسية في حصول العنف اللفظي والجسدي، وأضاف اللاعب السابق لاتحاد عين البيضاء بن طيب أن المسؤولين والأنصار في حد ذاتهم يتحملون هم أيضا جزءا من المسؤولية في عودة هذه الظاهرة الجديدة في ملاعبنا ومن بوابة لقاءات كأس الجمهورية في دوره السادس عشر بين السياسي والأخضرية وفيلاج موسى والمولودية العاصمية، هذا وتأسف حائز لقب هداف البطولة الجزائرية موسم 88-89 للكارثة التي حلت بالكرة الجزائرية محملا المشرفين على تسييرها المسؤولية الكاملة حيث أصبحوا يبحثون عن النتائج بأي طريقة سواء بالشكارة أم بتحيز التحكيم، ولو اقتضى الأمر حتى على حساب مناصريهم رغم أن القائمين على الرياضة يؤكدون نجاح الاحتراف في بطولتنا على الورق، ولكن الميادين والمدرجات تؤكد عكس ذلك، وأضاف حائز المركز الثالث مع الخضر في منافسة كأس أمم إفريقيا سنة 1988 بالمغرب أن الحشد الزائد من المناصرين في الملاعب له دور في عودة هذه الظاهرة بالإضافة إلى الصراع بين الأحياء والفرق الجهوية والدليل على ذلك ما حدث المواسم الماضية بين شباب حي موسى وشباب جيجل، حين اضطرت إدارة الجياسدي إلى التحول من القسم الثاني الهاوي للشرق إلى ذات القسم لناحية الوسط تفاديا لسقوط أرواح بين أنصار الفريقين، وللقضاء على هذه الظاهرة طالب اللاعب السابق لجمعية الشلف بن طيب احمد شوقي بإصدار قوانين وعقوبات صارمة.

سليم أوساسي: غياب ثقافة الانهزام من أسباب العنف

أرجع رئيس لجنة تحكيم الفاف سليم أوساسي سبب تنامي ظاهرة العنف في ملاعبنا إلى غياب ثقافة الانهزام لدى الأنصار داخل قواعدهم، والتصريحات النارية لرؤساء الفرق والمدربين بأن النقاط الثلاث ستبقى بمعاقلهم مهما كان وهي من بين الأسباب المهمة التي تساهم في تنامي ظاهرة العنف في الملاعب، بالإضافة إلى غياب الروح الرياضية، وهذا راجع لعدم اكتساب ثقافة الهزيمة في عقر الديار، عكس ما يحدث في مختلف ملاعب العالم فيمكن لفريق الريال أو البايرن أو البارصا أن تنهزم داخل قواعدها والأنصار يتقبلون الهزيمة بصدر رحب جراء تدني مستوى نواديهم، وأكد أن هذا الداء ينخر كرة القدم الجزائرية موسما تلو الآخر ويتموقع على مستوى عقول الأنصار، وأضاف أن صغر حجم ملاعب اللعبة الأكثر شعبية في بلادنا، حيث إنها شيدت منذ نصف قرن من الزمن ولم تعد تستوعب الأعداد الهائلة من الأنصار في المدرجات كما هي الحال لملاعب العاصمة وأخص بالذكر بولوغين و20 أوت وبن حداد بالقبة وأول نوفمبر بالحراش وغيرها من الملاعب التي لا يمكنها أن تستوعب العدد الهائل من الأنصار خاصة في الداربيات العاصمية. وأضاف قائلا أنا لا أتفق مع الذين يحملون الحكام مسؤولية العنف بل إن العنف يبدأ من الأسرة فكل فرد من أفراد العائلة ينزوي في ركن وينشغل بهاتفه النقال حتى إن الجلسات العائلية لم تعد كما كانت بالأمس ثم المدرسة مرورا بالطرقات التي تحصد يوميا عشرات الأرواح، وقال إن العنف يبدأ مع اللاعب في صنف الفئات الشبانية حين يلزمه مدربه بالفوز بكل الطرق، كما أن تصريحات المدربين لها دور أساسي في ذلك، حتى إن وسائل الإعلام المختلفة تنقل تلك التصريحات النارية للأنصار حيث تتحول المدرجات يوم اللقاء إلى قاعات للمبارزة. وختم قوله بأن العنف دخل إلى حرمة المساجد ولم يبق في المدرجات فحسب حيث تحدث في صلاة التراويج أو الجمعة مشادة بين المصلين وأحيانا بين الإمام والمؤذن.

مراد بوطاجين: البريكولاج والحلول الترقيعية والظرفية وراء استفحال العنف

كشف الإعلامي والسياسي السابق مراد بوطاجين أن سياسة البريكولاج على مستوى الهيئات التي تشرف على كرة القدم في بلادنا، التي تلجأ في كل مرة إلى الحلول الترقيعية والظرفية انجر عنها تنامي ظاهرة العنف في ملاعبنا، وطالب لجان الأحياء والجهات الأمنية بضرورة لعب الدور المنوط بهم وذلك بالاجتهاد لمحاربة هذه الظاهرة غير واضحة المعالم، ولكي يكون العكس يشترط الالتجاء إلى المنظومة الكروية القادرة على تسيير الاحتراف خاصة في ما يخص المال العام على مستوى النوادي، وهو ما يخلق نوعا من الفوضى قد يؤدي إلى العنف، بالإضافة إلى التصريحات المضادة والأمور غير القانونية وخرق القوانين، فإذا كان المشرف يقوم بذلك فالمناصر حتما يقوم بالعنف، رغم الدور الذي يلعبه رجال الأمن أثناء المنافسة لكنه غير كاف للقضاء على الظاهرة بسبب عدم وجود يد المساعدة، وللقضاء عليها لابد من توفر منظومة كروية واضحة المعالم مستمدة من مقترحات السامبوزيوم..
وقال النائب البرلماني السابق عن حزب جبهة التحرير الوطني لعهدة 2002 وبصفتي منسقا عاما فيه طالبت بجاهزية الملاعب وتوفير كاميرات المراقبة، بالإضافة إلى توفر كل فريق على لجنة أنصار محترفة تتشكل من أناس عقلاء تلعب دورا فعالا وإيجابيا في تسيير المباريات، وتطبيق القوانين بصرامة مثلها مثل تعاطي المنشطات لكي تبين لعشاق الرياضة أنهم رأس العنف، وذلك بعرضهم للعام والخاص ومنعهم من الدخول إلى الملاعب وضرورة إنجاز بطاقة وطنية للأنصار وأن تتوفر لدى رئيس النادي ونوابه وأعضاء مكتبه شروط ومقاييس، وكل هذا يتطلب أخلاقيات مهنة أصحاب الرياضة، كما أن هناك اجتهادات من رجال الأمن للقضاء على الظاهرة لكن أحيانا تحدث هفوات من طرفهم بالإضافة إلى التصريحات المضادة من قبل الفريقين قبل وبعد المباريات تكون سببا في إشعال فتيل العنف داخل وخارج الملاعب.

أحمد شاوش: أطالب بضرورة برمجة لقاءات الكأس بملاعب محايدة

ندد المهاجم الدولي السابق مسعود احمد شاوش بما حصل من أحداث مؤسفة في ملعبي حسين رويبح بجيجل والأخضرية في لقاءي الكأس في دوره الـ 16 بين السياسي والأخضرية وشباب حي موسى ومولودية العاصمة التي راح ضحيتها مناصرون وحرق وتحطيم عشرات السيارات، داعيا جميع الأطراف إلى مقاومة هذه الظاهرة وتحليهم بمسؤولياتهم مستنكرا أعمال الفوضى والشغب التي حصلت في ملاعبنا، وأرجع الفنان والمايسترو السابق لوفاق القل مسعود احمد شاوش سبب هذه الظاهرة إلى ضغط الجمهور والمشاكل الاجتماعية التي يعاني منها الشباب، حيث يستغلهم أناس مهمتهم إثارة الفوضى في كل المجالات، وطالب بالضرب بيد من حديد لاستئصالها من الجذور وتوعية كبيرة للرياضيين بداية من الفئات الشبانية إلى المناصرين بمختلف أعمارهم وشرائحهم، وتأسف اللاعب السابق لوفاق القل مسعود احمد شاوش لأحداث لقاءي الكأس الأخيرة، وطالب مستقبلا بضرورة برمجة لقاءات الكأس بملاعب محايدة تتسع لأنصار الفريقين، وحمل ابن مدينة القل بسكيكدة احمد شاوش مسعود لجنة البرمجة المسؤولية الكاملة في ما حدث، وقال إن لقاء المولودية وفيلاج موسى كان من الأفضل أن يتم برمجته بملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة..
وختم قوله بأن المسؤولين أيضا يساهمون في زرع الفوضى في بعض الجماهير العصبية التي ينتج عنها صراعات ومشاكل لا وجود لها أساساً، ولهذا نرى الكثير من أمثال هؤلاء المتعصبين يتخذون الأسلوب العدواني الذي يُعد من أبرز مظاهر العنف في مواجهة مشجعي الفريق الخصم، إضافة إلى الأهازيج الرياضية التي تثير أعصاب أحد من جماهير الفريقين حتى لا يتسببوا في نشوب المشاكل والصراعات بينهما وحتى لو انتصر أحدهما على الآخر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
12
  • الواضح الصريح

    بفعل النفاق العام المعمم أصبح الجزائري مرعوب ، لمجرد ذكر الدين او مساوئه ينبطح ويولي على العديسة " البطن" أي يضرب فيها "couchez vous " أين هو التسامح الديني الذي لا ينطق الجزائر بكلمة إلا ويكون القرآن أو الحديث أول وآخر كلماته

  • ولد حمو

    ليت الشرطة كانت غليظة مع هؤلاء المخربين و المجرمين كما كانوا مع الأساتذة و الأطباء و متقاعدي الجيش. ليت الأئمة و الخطباء يقومون بخطب لاذعة مثل التي أقاموها ضد من سار في الأرض الى أروبا بحثا عن فرصة لبعث الأمل في معيشة أحسن.

  • مجمد

    رحمكم الله قولوا الحقيقة إن كنتم تعرفونها.خرجت الإنسانية من حالة الهمجية إلى المدنية بفضل العقد الاجتماعي الذي سنته لضمان الحياة الآمنة بين المواطنين.والجزائر لا تنقصها النصوص القانونية وما أكثرها.لكننا نعرف جميعا أنها تداس بالأقدام أولا من طرف من أنشأوها.فكيف ننتظر من فئة غير بالغة أن تحترمها أو حتى تعي محتواها إن كان المسؤولون على قيامها هم أول من يخرقون غايتها.لنفكر في أثر ذلك حين يقوم رئيس الدولة المنتخب لعهدة محددة ويتحايل على الجميع لتغير النصوص تحت ضغط التزوير وشراء دمم ضعفاء الضمير ليستمر في الحكم مدى الحياة.كيف يكون رد فعل المواطنين المغلوبين على أمرهم؟لنترك الوزراء وكل رموز الدولة...

  • كمال

    الجلد المنفوخ دائما هو سبب المشاكل. أقطع الرأس تزول الخصومة كما يقول المثل.

  • غباس محمد

    اوقفوا مباريات كرة القدم مدة حتى يعود الأنصار الفوضاويون الى رشدهم.

  • ابن البلد

    عليه رحمة الله و رضوانه .. سعيدة بعيدة و المشينة *قالبة* غالية ..ثاني فريق جزائري ينال الكاس سنة 1965 بعد ان نالها الوفاق مرتين سنتي 63 و 64 .. والشرق في بداية الاستقلال يعود لفريق ترجي مستغانم الذي لعب نهائي 1963 و نهائي 1965

  • hrire

    حكومات الهم
    حتى طير الدجاج الضعيف العب بها كما بغى فما بالك لالعنف و ......

  • ammar

    حكومة هووووووم دائما منهزمة الا في ممارسة الفساد و الحقرة

  • مجبر على التعليق - بدون عاطفة

    العنف عمرو ما هزم الدولة
    هذه الاخيرة قالت للمواطن الكرة في مرماك شوف بعينك غباؤك وين يوصلك
    كتشبع نتدخل فلا تقول لي ممبعد راكي حقارة

  • ابو ياسر

    مالقاوش وين يتمتعو أو وين يرتاحو كرة التنفس الوحيد لي بعض الشباب
    عند دخول الملعب القزول وعند الخرج القزولة العنف يجيب العنف ولكن في مابين الشباب
    الشرطة هم السبب في هذا العنف

  • علي انتاع باب الواد

    لقد أظهرته جميع القنوات الأوروبية تقريبا وهذا ليس في مصلحة وسمعة البلاد.

  • الواضح الصريح

    أين هو دور المسجد بمكبرات الصوت العملاقة وجمعية العلماء المسلمين والمدرسة والإعلام كوسائل لمحاربة العنف وسوء الأدب والأخلاق لتوجيه الشباب في الأتجاه السليم ؟ أم أن دورهم الوحيد هو الإشهار للعمرة والحج فقط ؟