-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
خسروا الرهان عدة مرات ثم مهدوا لنجاحات نوعية في الجامعة

ممتحنون تعلموا من إخفاقات “الباك” وصنعوا التميز في الدراسات العليا

صالح سعودي
  • 2171
  • 2
ممتحنون تعلموا من إخفاقات “الباك” وصنعوا التميز في الدراسات العليا
أرشيف

يُجمع الكثير من العارفين بالوسط التربوي، على أن شهادة البكالوريا منعرج مهم لكنها ليست مصيرية في مستقبل مسيرة التلميذ الدراسية، بحكم أن التعثر فيها قابل للتصحيح والتدارك، في حال وجود رغبة في تحقيق النجاح، كما أثبتت الكثير من العينات أن عددا هاما من الطلبة الذين ساروا بعيدا في مسارهم الدراسي الجامعي قد عرفوا كيف يتعلمون من إخفاقهم الأول في البكالوريا، ما جعلهم يرتقون إلى مصاف الدراسات العليات، وتبوأوا مناصب ومراتب هامة في الجامعة ومؤسسات الدولة.
للطلبة القدامى قصص متنوعة مع امتحان شهادة البكالوريا، وهي مزيج من النجاح والفشل أيضا، ما جعل الكثير منهم يصل إلى قناعة بأن هذه المسابقة تكتسي أهمية بالغة لأي طالب طموح يريد الذهاب بعيدا في مساره الجامعي لبناء نفسه معرفيا واجتماعيا، ما جعلهم يؤكدون أن البكالوريا تعد منعرجا مهما لكنها ليست مصيرية، وهو ما يتطلب التعامل مع الوضع بحكمة من الناحية النفسية خاصة في حال الإخفاق، بغية فتحة صفحة جديدة بنية التدارك وتجاوز هذه العقبة في المستقبل، والكلام ينطبق أيضا على الناجحين الذين من اللازم عليهم حسب قولهم التحلي بالواقعية، من خلال حسن اختيار التخصص والتحلي بالجدية في رحاب الجامعة.

.. فشل في “الباك” خلال 6 سنوات فتُوّج بها 3 مرات متتالية

وإذا كان البعض، يؤكد على أهمية اجتياز عقبة البكالوريا بنجاح منذ البداية، إلا أن العبرة حسبهم تكمن في كيفية استثمارها للحصول على شهادات عليا تعكس شخصية الفرد وإصراره على النجاح، حيث كشفت تجارب سابقة على إخفاق الكثير من المترشحين في نيل “الباك”، لكن إصرارهم على النجاح مكنهم من تجاوز هذا الحاجز بعد عدة محاولات من الفشل، وهو الأمر الذي فتح لهم الأبواب نحو التألق والتميز، فالسيد نبيل تامعرات من نواحي آريس عاكسه الحظ لمدة 6 سنوات متتالية، لكن وبعد أن فك العقدة في العام السابع تمكن من الحصول على هذه الشهادة 3 مرات متتالية، وهو ما سمح له بنيل شهادة الليسانس في الحقوق، وأخرى في التاريخ، كما يطمح في دراسة الأدب العربي بالبكالوريا الثالثة، والطموح إلى دراسة الماستر في التخصصين السابقين، بحكم أنه درس سابقا وفق النظام الكلاسيكي، يحدث هذا رغم صعوبة التوفيق بين العمل والدراسة.

.. تأخر عليهم الباك لكن لم يتأخروا في نيل الماجستير والدكتوراه

من جانب آخر، لم يتسن للسيدة (ز.م) من باتنة الحصول على شهادة البكالوريا إلا بعد بلوغها سن 32 عاما، وهو الأمر الذي فتح لها الشهية في نيل على 3 بكالوريات، حيث توجت البكالوريا الأولى بليسانس في الفرنسية، والثانية بليسانس أدب عربي، أما البكالوريا الثالثة فعبدت الطريق في تخصص الإعلام والاتصال الذي أثرته بشهادة الماجستير التي ناقشتها بتميز في جامعة الجزائر، ما يسمح لها بشغل منصب أستاذة في الجامعة، وفي السياق ذاته، تمكن السيد عيسى بلخباط من خطف الأضواء على طريقته الخاصة، حيث اعتزل الدراسة حين كان عمره 19 سنة لظروف عائلية قاهرة، قبل أن يعود إليها وهو في سن 28، ما مكنه من نيل شهادة البكالوريا التي نال بفضلها شهادة الليسانس في الأدب العربي، ليرتقي فيما بعد إلى مصاف الماجستير التي توج بها مؤخرا في جامعة بسكرة. عينة أخرى تستحق أن تكون قدوة في المثابرة والإصرار على النجاح، ويتعلق الأمر بالسيدة صليحة سبقاق من تقرت التي راودتها فكرة العودة إلى مقاعد الجامعة وهي في العقد الرابع من عمرها، وقد تمكنت من الحصول على شهادة الليسانس من جامعة ورقلة، لتتألق في مسابقة الماجستير من بوابة جامعة سطيف خريف العام 2013، وتزامن نجاحها في مسابقة الماجستير مع تخرج ابنها الأكبر كمهندس دولة ونال ابنها الآخر شهادة البكالوريا لتكون الفرحة 3 فرحات في عائلة السيدة صليحة سبقاق، كما يمكن ذكر عينة لأستاذ جامعي (ف.م) الذي لم يحصل على البكالوريا إلا بعد مضي 4 سنوات، لكنه عبد الطريق بنجاح في المسار الجامعي، وهو الآن حاصل على رتبة أستاذ محاضر.

.. طلبة نالوا شهادات جديدة فانفتحت أبواب النجاح

من جانب آخر، سجلنا عينات لطلبة قدامى وفقوا في نيل شهادة البكالوريا بصورة عادية، وحصلوا على شهادة الليسانس وفق ما هو منتظر، لكنهم فضلوا العودة مجددا إلى مقاعد الجامعة للبرهنة في تخصصات جديدة أو بديلة تتيح لهم فرصة الارتقاء إلى مصاف الدراسات العليا، مثلما قام به عمار شوشان ومختار بروال اللذان تحولا من تخصصات تقنية إلى مجال علم النفس الذي نالوا فيه شهادة الدكتوراه، وهما الآن يدرّسان في الجامعة، والكلام نفسه ينطبق على يوسف بن يزة الذي غير الوجهة من كلية الاقتصاد التي غادرها بشهادة ليسانس إلى قسم العلوم السياسية التي جدد فيها المسيرة من أجل النجاح، فتدرج فيها وصولا إلى التتويج بشهادة الدكتوراه.
وعلى ضوء هذه العينات المختلفة يؤكد العديد من المتبعين بأن النجاح في امتحان البكالوريا يعد مكسبا مهما على الصعيد الفردي والعائلي، لكن الإخفاق فيها لا يمكن أن يسد أبواب التدارك وتجديد العزيمة بنية النجاح، فضلا عن أهمية رسم خارطة الطريق في رحاب الجامعة، من خلال حسن اختيار التخصص والتحلي بالجدية لتحقيق النجاح، فكم من طالب نال البكالوريا في أول دورة لكنه لم يعمر طويلا في الجامعة، وكم من طالب نال الباك بعد سنوات من الإخفاق، لكنه عبد الطريق بتميز نحو الدراسات العليا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • نش ناش

    إذا راك قادر، ومهتم، ونشناش،
    أكتب عن الوزراء والمدراء والأساتذة ( رتبة بروفيسور)، والمسؤولين، وكلهم حاملون لشهادات الدكتوراه،

    لكنهم لا يملكون شهادة الباكالوريا،

    يعني القاعدة الأصلية لدكتوراهم، هي الأهلية، او ربما السيزيام؟

  • ali

    بالمقابل ماذا عن أصحاب المعدلات الخرافية في البكالوريا السابقة 18 و 19 عند و لوجهم الجامعة أين هي الصفة التي كانو يمتدحو بها " النوابغ" إلا ما رحم ربك
    سقوط حر نحو الهاوية