-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ممنوع الهزيمة

الشروق أونلاين
  • 361
  • 0
ممنوع الهزيمة
ح.

إننا كأفراد وكمجتمع وكأمة نواجه تحديات عديدة وأحيانا كثيرة لا نكون مؤهلين للمواجهة فنسقط في وهدة من وهاد الطريق ويظن البعض اننا سنتبخر وأن علينا المغادرة من حيز الفعل.. ويرسم آخرون مستقبلهم على ضوء سقطتنا وهم لا يعرفون جيدا أن من لديه تراكمات القوة لا يضيره أن يكبو مرة ومرتين، لأن قوة الإنجاز في روحه تمثل له النموذج العملي الممكن.

هكذا نحن في مشاريعنا الخاصة والعامة، علينا التزود بالتفاؤل، لأننا نكتنز إرثا من الإنجازات العظيمة؛ انتصارات ونهضة وعلوم وحضور كبير… فلماذا يراد لنا ان ننظر إلى الخلف على أنه صحراء لا قيمة له، او انه كان بمجرد الصدفة او انه كان بفعل ظروف استثنائية؟

ننتصر أو ننتصر.. هذا قدرنا والمطلوب في الطريق صبر جميل وإرادة فولاذية وتفاؤل بالغد القريب.. لأننا بذلك نكون حققنا الخطوة الأولى في الانتصار على من يتربص بنا الهزيمة والسقوط المدوي والنهائي.

وإذا خرجنا من الخاص إلى العام، نرى أننا نكون أمام مسئوليات حساسة وخطيرة ينبغي ان لا نقترب أبدا من دائرة اليأس والخوف والتردد والاستسلام للهزيمة الواقعة..

ففلسطين اليوم تقع كلها تحت سيطرة القوة الغاشمة الصهيونية العنصرية ويقوم المستوطنون بتغيير المعالم حتى أن أياديهم النجسة وصلت إلى طهر المسجد الأقصى لتشويهه وتهيئته للانهيار وقد ينهار في لحظة ما، ولكنهم مع كل ذلك لم يتجاوزوا الدرس التاريخي، فلقد سبقهم الصليبيون الفرنجة بأن حولوا المسجد الأقصى إلى إسطبل خيل وأهانوا كل مقدس في فلسطين وأجْلوا أهلها جميعا منها بعد ان قتلوا في يوم واحد في ساحة المسجد الأقصى 70 ألفا.. ثم ماذا بعد؟ ذهب الفرنجة وأشرقت فلسطين انتصارا عظيما.

نحن نتوجع من تخلفنا ونتألم من ارتباكنا وتصيبنا الحيرة ونحن نبحث عن البداية.. لكن الذي لابد من إدراكه أن قوة الوعي التي تتنامى والإحساس بالظلم الذي يتقد والإيمان بالحق الذي تزيده الأيام رسوخا، كل ذلك سيجد سبيله بالانطلاق في انتصار عزيز ينهي مرحلة بكاملها.

الكلام هنا ليس شعرا ولا أمنيات مقطوعة الصلة بالأسباب، بل هي عين الحقيقة، ونحن نرى كيف ينهار الامبرياليون الكبار، وكيف يصبحون فضيحة كبرى في مواجهة تحدياتهم، وكيف لا تغنيهم أسلحتهم وكيدهم عن السقوط في ميادين المواجهة.

إننا منتصرون لنرفع عنا وعن البشرية ظلم المناهج الظالمة القاسية، فهل إلى خروج من التردد والإحباط من سبيل..؟ تولانا الله برحمته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!