-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

منتصرون في السلم والحرب!

جمال لعلامي
  • 486
  • 1
منتصرون في السلم والحرب!
ح.م

ميزة الجزائريين أنهم يكفرون بالهزائم ولا يؤمنون إلاّ بالانتصارات.. في الثورة والسياسة والدراسة والرياضة والاقتصاد، في العلاقات الدولية وفي طريقة الاحتفال بالنصر، وهم لا يردّدون إلا عبارة “نمدّو الطرايح”، ولذلك انتصروا في الثورة التحريرية المظفرة على المستعمر الغاشم، وانتصروا على مخلفات الاستدمار و”الاستحمار” بعد الاستقلال، وانتصروا على الإرهاب دون مساعدة أحد، وانتصروا على آثار المأساة الوطنية!

هذه الدروس في الشجاعة والبسالة والمواجهة والقدرة على هزيمة الهزيمة، هو الذي جعلهم ينتصرون على مختلف المؤامرات والتحالفات، وينتصرون على مخططات ضرب الحراك السلمي، وتحويله والعياذ بالله إلى “مواجهات”، لكنهم أثبتوا للعالم أجمع، شعبا وجيشا، بأنهم ينتصرون في السلم والحرب، ولا ينصاعون وراء المتآمرين و”الخلاطين”، فانتصروا على “الشياطين” التي تريد في كلّ مرّة نسج خيوط الفتنة!

بعض الأصوات الفرنسية المتطرفة والحاقدة، التي لم تهضم ولم تفهم سلمية الحراك الشعبي طوال خمسة أشهر، وما حدث من انتصارات وانجازات دون ان تسيل قطرة دم واحدة، هؤلاء لا يستحون في وصف احتفالات بعض الجزائريين المغتربين بفرنسا، بانتصار منتخب المحاربين، بأنها “متوحّشة”، لأنها استعملت “الفيميجان”، على عكس “سلمية” السترات الصفراء التي أشعلت باريس بالحرق والتخريب والتكسار!

“متوحّشون”، لأنهم احتفلوا بنشوة الانتصار، مثلما احتفلوا بطرد الاستعمار ذات يوم.. ألم يكن المستعمر يصف المجاهدين الأحرار بـ”الفلاقة”؟.. ألم يشترط كوشنير، وزير الخارجية الفرنسي سابقا، تحسن العلاقات بين الجزائر وفرنسا، بضرورة “انقراض جيل الثورة”، لكنه اصطدم إلى اليوم، بأن جيل الاستقلال هو امتداد أبدي لجيل بن مهيدي وعميروش وسي الحواس وبن بولعيد وعلي لابوانت وغيرهم من المليون ونصف المليون شهيد!

المتوحّش هو الذي استعمر ودمرّ وكسّر واغتصب وقطع النسل واحرق الأخضر واليابس ونهب الثروات وسلب الخيرات.. أمّا الذي ثار وجاهد ودافع عن بلده بالمقاومة والمواجهة والاستشهاد، ورفع مبدأ “نحن لا نستسلم..ن نتصر أو نستشهد”، هذا النوع من البشر لا يُمكنه إلاّ أن يكون جزائريا مخلصا وثائرا بالفطرة، يرفض الاستعباد بعد ما ولدته أمه حرّا!

سينتصر الجزائريون مرّة أخرى، اليوم وغدا، مثلما انتصروا بالأمس، وعلى مرّ التاريخ، وحتى إن خسروا المعارك، فإنهم كسبوا الحروب، وهذا ما قوّاهم على الأعداء وأذنابهم، وجعلهم “شعب الله المختار” الذي حيّر علماء المؤامرات وأعجز خبراء الدسائس وفلاسفة “التخلاط”، فكان النصر حليفهم وحتما مقضيا، لأن “المحاربين” لا يهزمون، وإذا هزموا فإنه التعثر الذي يتحوّل إلى عود كبريت يُشعل نار النصر المظفر!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • روح رياضية

    يعيبون على تسييس الرياضة ، نقول لهم: ( ليتهم يريضون السياسة ) أو بالأحرى ليت للسياسيين روحا رياضية ، ليت لرجال السياسة نفس روح المنتخب الوطني و ليت لنا زعيم يجعل منهم لحمة واحة مثلما فعله بلماضي باللاعبين على إختلاف مشاربهم يفرحون لما يفرح الشعب و الجزائر و يحزنون لما يحزنه، ليت